محتويات | |
---|---|
الفئات المحرومة من كلام الله يوم القيامة | |
شرح الرواية الأولى | |
شرح الرواية الثانية | |
شرح الرواية الثالثة | |
معنى “لا يكلمهم الله” في السياق القرآني والسُنّي | |
خاتمة |
من هم الذين يُحرمون كلام الله يوم القيامة؟
يُخبرنا رسول الله ﷺ في أحاديث شريفة عن فئات محددة من الناس يُحرمون من كلام الله يوم القيامة، ولا ينظر الله إليهم، ولا يُزكيهم، ولهم عذاب أليم. تختلف الروايات في ذكر هذه الفئات، إلا أن جميعها تشترك في نفس المعنى الأساسي وهو غضب الله على سلوكيات محددة و أعمال تُنفر من رحمته.
تفصيل الرواية الأولى
في إحدى الروايات، يُذكر أن من هؤلاء من يُسْبِلُ إزاره خيلاءً وتكبراً، ومن يُمَنّ على الناس بما يُعطيه إياهم، ومن يُنفق سلعته بالحلف الكاذب. (ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ، ولا يَنْظُرُ إليهِم ولا يُزَكِّيهِمْ ولَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ: المُسْبِلُ، والْمَنَّانُ، والْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بالحَلِفِ الكاذِبِ). [١]
وهذا يشمل من يتعمد إظهار ثيابه كبراً، والذي يظهر الاستعلاء على الناس عند إعطائهم شيئاً، ومن يخادع الناس ويحلف كذباً في البيع والشراء.
شرح الرواية الثانية
في رواية أخرى، يُذكر: شيخٌ زانٍ، ومَلِكٌ كَذّابٌ، وعائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ. (ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ ولا يُزَكِّيهِمْ، شيخٌ زانٍ، ومَلِكٌ كَذّابٌ، وعائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ). [١٤]
فهذه الرواية تركز على الشيخ الذي يقع في الزنى، والملك الكاذب الذي يُخادع شعبه، والذي يتصف بالفقر لكنه يتكبر على الناس.
بيان الرواية الثالثة
الرواية الثالثة تذكر فئات أخرى: من يمنع الماء عن محتاجه، ومن يحلف كاذباً في البيع بعد العصر، ومن يبايع الإمام للدّنيا فقط. (ثَلاثٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ، ولا يَنْظُرُ إليهِم، ولا يُزَكِّيهِمْ ولَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ: رَجُلٌ علَى فَضْلِ ماءٍ بالفَلاةِ يَمْنَعُهُ مِنَ ابْنِ السَّبِيلِ، ورَجُلٌ بايَعَ رَجُلًا بسِلْعَةٍ بَعْدَ العَصْرِ فَحَلَفَ له باللَّهِ لأَخَذَها بكَذا وكَذا فَصَدَّقَهُ وهو علَى غيرِ ذلكَ، ورَجُلٌ بايَعَ إمامًا لا يُبايِعُهُ إلَّا لِدُنْيا). [٢٣]
هذه الرواية تلقي الضوء على حرمانية منع الماء عن المحتاج، وخطورة الحلف الكاذب في المعاملات، وعدم الإخلاص في البيعة للإمام.
معاني “لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ”
معنى “لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ” يختلف تفسيراً بحسب السياق. فمن الممكن أن يعني عدم مُخاطبة الله لهؤلاء بالتكريم والرضى، أو أن يُقصَد بها عدم إجابة دعائهم، أو عدم إرسال الملائكة لهم بالتحية والسلام. كما أن الحديث لا يُحدد أنّ هؤلاء الأشخاص هم فقط من يُعاقبون بهذه العقوبة، بل يُشير إلى أنّ هذه الأفعال هي من أسباب هذا العقاب.
خاتمة
إنّ هذه الأحاديث الشريفة تحذرنا من بعض الذنوب والأفعال التي تُغضب الله تعالى، وتُنذر من عواقبها ال وخيمة في الآخرة. وعلينا أن نتجنب هذه الأفعال و نسعى إلى التمسك بأخلاق الإسلام الكريمة. ويجب أن ندرك أنّ الله رحيمٌ غفور، وأنّ التوبة إليه مقبولة في أي وقت.