من هو المفلس في الإسلام؟

يُبين لنا الحديث النبويّ الشريف من هو المفلس الحقيقيّ في الإسلام، وكيف يُمكن أن يكون شخصٌ ذو أفعالٍ طيبةٍ مُفلساً يوم القيامة.

من هو المفلس في الإسلام؟

فهم مفهوم الفقر الروحي

في الحديث النبويّ الشريف، يبيّن لنا النبيّ -صلى الله عليه وسلم- مفهوم الفقر الروحي، وهو ليس الفقر الماديّ الذي يُعرف به في هذه الحياة. فيقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم- للصحابة الكرام: “أَتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ قالوا: المُفْلِسُ فِينا مَن لا دِرْهَمَ له ولا مَتاعَ، فقالَ: إنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي يَأْتي يَومَ القِيامَةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ، ويَأْتي قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطَى هذا مِن حَسَناتِهِ، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِن خَطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ”. [١][٢]

حقيقة المفلس في الآخرة

يبين الحديث أن المفلس الحقيقيّ هو الذي يكون مُفلساً في حسناته يوم القيامة. قد يكون له الكثير من الحسنات نتيجة أداء العبادات مثل الصلاة والصيام والزكاة، لكنها لن تكفيه لدفع ديونه للناس الذين ظلمهم في الحياة. فالله -عزّ وجلّ- عادلٌ، ولن يُسمح بحقِّ مظلوم يُضيعُ في هذه الحالة. [٣][٤]

أسباب الفقر الروحي

يُصبح الشخص مُفلساً روحياً بسبب سلوكٍ مُتناقضٍ في الدنيا. قد يؤدي العبادات دون أن يفهم أهدافها، أو يُسيء للناس بالغيبة والشتم والاعتداء، أو يأكل مالهم ظلماً. في يوم القيامة، يُحاسب على أفعاله، وسيُستحقّ من حسناته كلّ من ظلمه. [٥][٦]

عاقبة المفلس في الآخرة

يُشير الحديث إلى العذاب الشديد الذي ينتظر الشخص الذي لا يُحافظ على عباداته وطاعته، ويؤذي الناس. سيُطلب من الذين ظلمه أخذ حقوقهم من حسناته. وإذا انتهت حسناته دون قضاء حقوقهم، فسوف يُعطى من سيئاتهم ويُلقى في النار. [٧][٨]

الدرس المستفاد

يبين الحديث أهمية الالتزام بأخلاق الإسلام. يجب على المسلم أن يُحسن معاملة الآخرين، ويتجنب ظلمهم وأذاهم. يجب أن يُدرك أن العبادات والطاعات لن تنفعه يوم القيامة إن لم تكن مصحوبة بأخلاقٍ طيبةٍ.

المراجع

[١] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2581، صحيح.
[٢] أبأحمد حطيبة،شرح رياض الصالحين، صفحة 3، جزء 4. بتصرّف.
[٣] عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حمد الخضير،شرح سنن الترمذي، صفحة 28، جزء 12. بتصرّف.
[٤] موسى شاهين لاشين (2002)،فتح المنعم شرح صحيح مسلم(الطبعة الأولى)، القاهرة: دار الشروق، صفحة 50، جزء 10. بتصرّف.
[٥] شمس الدين المقدسي (1995)،الشرح الكبير (المطبوع مع المقنع والإنصاف)(الطبعة الأولى)، القاهرة: هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، صفحة 227، جزء 13. بتصرّف.
[٦] علي بن (سلطان) محمد، أبو الحسن الهروي القاري (2002)،مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح(الطبعة الأولى)، بيروت: دار الفكر، صفحة 3202، جزء 8. بتصرّف.
[٧] محمد طاهر الجوابي (2000)،المجتمع والأسرة في الإسلام(الطبعة الثالثة)، الرياض: دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 35-36. بتصرّف.
[٨] محمد البكري (2004)،دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين(الطبعة الرابعة)، بيروت: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 541، جزء 2. بتصرّف.

جدول المحتويات

عنوانرابط
فهم مفهوم الفقر الروحيفهم مفهوم الفقر الروحي
حقيقة المفلس في الآخرةحقيقة المفلس في الآخرة
أسباب الفقر الروحيأسباب الفقر الروحي
عاقبة المفلس في الآخرةعاقبة المفلس في الآخرة
الدرس المستفادالدرس المستفاد
المراجعالمراجع
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

أبيات وحكم عن الحياة

المقال التالي

أتحبني ميسون؟ تأملات في قصيدة نزار قباني

مقالات مشابهة