من أول من طاف بالكعبة المشرفة؟

تاريخ الطواف بالكعبة، بناء إبراهيم عليه السلام، فضل الطواف، والحكمة من مشروعية هذه العبادة العظيمة.
محتويات
أول من طاف بالبيت العتيق
بناء الكعبة المشرفة على يد إبراهيم عليه السلام
الكعبة المشرفة: البيت العتيق
فضل الطواف وحكمته
المراجع

من أول من أدّى الطواف؟

تذكر المصادر التاريخية روايتين مختلفتين حول من كان أول من طاف بالكعبة:

الرواية الأولى: تروي بعض المصادر أن الملائكة كانوا أول من طافوا بالكعبة. فقد أمرهم الله -تعالى- بالنزول إلى الأرض لبناء الكعبة، ثم الطواف بها، تمهيداً لطواف البشر بها لاحقاً، على غرار طواف الملائكة بالبيت المعمور في السماء.

الرواية الثانية: تقول رواية أخرى أن آدم -عليه السلام- بعد نزوله إلى الأرض، اشتكى لربه من عدم سماعه صوت الملائكة، فأمره الله ببناء الكعبة والطواف بها. وقد ساعده جبريل -عليه السلام- في البناء، ثم طاف آدم -عليه السلام- بالكعبة. ومع ذلك، فإنّ صحة هذا الحديث محلّ جدل.

بناء الكعبة على يد النبي إبراهيم وإسماعيل

أوحى الله -تعالى- إلى إبراهيم -عليه السلام- ببناء الكعبة، فأبلغ ابنه إسماعيل، فباشرا معاً البناء. كان إبراهيم يرفع الحجارة، وإسماعيل يمررها له، وكان إبراهيم يقف على حجرٍ يُعرف بمقام إبراهيم، وقد صلى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فيه ركعتين بعد الطواف. بعد إتمام البناء، أمر الله إبراهيم -عليه السلام- بالطواف سبعاً، فطاف هو وإسماعيل -عليهما السلام-، داعيين:

﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ* رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾

كما طهر إبراهيم الكعبة من الأوثان والشرك، وأجاب الله دعاءه:

﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ* وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾

وأمر الله إبراهيم بالنداء للحجّ إلى بيته الحرام: ﴿وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾

الكعبة المشرفة: معنى “البيت العتيق”

تُعرف الكعبة المشرفة أيضاً باسم “البيت العتيق”. ولفظ “عتيق” له معانٍ متعددة في هذه الحالة، منها: أنها قديمة جداً، أو أنها كريمة ونبيلة، أو أنها محمية من الله -سبحانه وتعالى-. وتُشير قصة أصحاب الفيل إلى حماية الله للكعبة من الأذى.

يُذكر أن سبب آخر لتسميتها بالبيت العتيق هو وقايتها من الطوفان في زمن النبي نوح -عليه السلام-.

مناقب الطواف وحكمته

للطواف بالكعبة فضائل عظيمة وحكمة بالغة، فهو:

  • ركن أساسي من أركان الحج والعمرة.
  • عبادة وتوحيد لله -تعالى-، ويُعدّ الطواف بغير الكعبة شركاً.
  • مكان للتطهير والعبادة، كما أمر الله إبراهيم -عليه السلام- بتطهيرها.
  • يُشترط للطواف الطهارة والاستتار.
  • إحياء لذكر الله، كما جاء في السنة النبوية الشريفة.
  • من أفضل النوافل التي يتقرب بها العبد إلى ربه.
  • عبادة تجمع حضور البدن والقلب واللسان.
  • له أجر عظيم، فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ طافَ بِهذا البيتِ أُسْبُوعًا فأَحْصاهُ كان كَعِتْقِ رَقَبَةٍ -وسَمِعْتُهُ يَقولُ- لا يَضَعُ قَدَمًا ولا يَرْفَعُ أُخْرَى إِلَّا حَطَّ اللهُ عنْهُ خَطِيئَتَهُ وكُتِبَ له بِها حَسنةٌ).

المراجع

(سيتمّ إدراج المراجع هنا بشكل مفصل مع الروابط عند الحاجة.)

Total
0
Shares
المقال السابق

رواد ضبط أحرف القرآن الكريم

المقال التالي

سابقو الجهاد: قصة المقداد بن الأسود

مقالات مشابهة