المحتويات:
تقديم حول كتاب الداء والدواء
يعتبر كتاب “الداء والدواء” أو “الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي” من المؤلفات القيمة التي تركها لنا الإمام ابن القيم الجوزية، وهو محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزرعي الدمشقي، شمس الدين. يقع الكتاب في مجلد واحد، يضم ما يقارب سبعمائة واثنتين وخمسين صفحة.
يتناول الكتاب بعمق موضوعات تتعلق بالنفس الإنسانية، وكيفية تطهيرها وتهذيبها. يعتمد ابن القيم في منهجه على توضيح طبيعة المعاصي وأسبابها، ثم يقدم العلاج المناسب لها من خلال الشريعة الإسلامية، مستنداً إلى القرآن الكريم والسنة النبوية.
أهم المحاور الرئيسية في الكتاب
يشتمل كتاب الداء والدواء للإمام ابن القيم على مجموعة واسعة من القضايا الهامة، وفيما يلي عرض لأبرز هذه المحاور:
نظرة على القسم الأول
في هذا القسم، يتناول ابن القيم مسألة أن لكل داء دواء، مؤكداً على أهمية السؤال والاستفسار كطريق للشفاء من الجهل. كما يوضح أن القرآن الكريم هو شفاء شامل، ويستعرض طرق التداوي بسورة الفاتحة، مع بيان أسباب عدم تحقق الشفاء في بعض الأحيان.
كما يركز على الدعاء كواحد من أنفع الأدوية، مشدداً على أهمية الإلحاح في الدعاء، ويشير إلى العوائق التي قد تمنع استجابة الدعاء، مع توضيح شروط قبوله.
يناقش أيضاً الأدعية التي يُرجى استجابتها، ويوضح أن الاستجابة قد تكون مرتبطة بالظروف المصاحبة للدعاء وليس فقط بالكلمات ذاتها. ويشبه الدعاء بالسلاح الذي تعتمد قوته على حامله وليس فقط على حدته. ويؤكد على أن الدعاء هو من أقوى الأسباب، وأن رضا الله يكمن في سؤاله وطاعته، وأن الجزاء مرتبط بالأعمال.
نظرة على القسم الثاني
في هذا الجزء، يحذر ابن القيم من تبرير الأخطاء بالاعتماد على عفو الله، ويوضح أن حسن الظن بالله يجب أن يكون مقروناً بالطاعة. ويشير إلى أن حسن الظن بالله هو في جوهره حسن العمل.
كما يستعرض أحاديث وآثاراً تهدف إلى ردع العصاة الذين يغترون برحمة الله، وينبه إلى خطر الاغترار بالنعم الدنيوية. ويؤكد على أن أشد الناس غروراً هو من يغتر بالدنيا وزينتها.
ويناقش أسباب تأخر العمل الصالح رغم التصديق بالوعيد، ويوضح الفرق بين حسن الظن والغرور، ويتحدث عن لوازم الرجاء، مؤكداً على أن كل راجٍ هو خائف. ويشير إلى أن بلوغ قمة الإحسان يجب أن يكون مصحوباً بأعلى درجات الخوف من الله.
يتطرق الكتاب إلى خوف الصحابة من النفاق، ويعود إلى ذكر دواء الداء، موضحاً أن كل شر وداء في الدنيا والآخرة سببه الذنوب والمعاصي. ويستعرض أنواع العقوبات التي تحل بالأفراد والأمم نتيجة لهذه المعاصي، ويشير إلى أضرار المعاصي على العبد في دينه ودنياه وآخرته، مثل حرمان العلم والرزق والشعور بالوحشة.
نظرة على القسم الثالث
في هذا القسم، يتناول ابن القيم مسألة قصر العمر وأثر المعاصي في ذلك، موضحاً أن المعاصي تولد أمثالها وتضعف القلب وتنزع منه كل جمال. ويشير إلى أن ضرر المعصية قد يمتد إلى الآخرين، مؤكداً على الآثار السلبية للمعاصي على مختلف المستويات، وأنها قد تخرج العبد من دائرة الإحسان والمحسنين.
ويؤكد على أن المعاصي تضعف مسيرة القلب إلى الله والدار الآخرة، وتزيل النعم وتحل النقم، وتورث الخوف والرعب والوحشة في قلب العاصي.
قال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى: 30].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه”.
المصادر
- “الداء والدواء” – المكتبة الوقفية
- “الداء والدواء” – كتوباتي
- ابن القيم الجوزية، الداء والدواء، الصفحات 1-750.