مقدمة حول عصر النهضة
يتفق أغلب الباحثين على أن عصر النهضة يمثل حقبة زمنية امتدت تقريبًا بين عامي 1400 و 1600 ميلادية، وتشكل مرحلة انتقالية هامة بين العصور الوسطى وبداية العصر الحديث. على الرغم من أن دولًا مثل ألمانيا وفرنسا شهدت تحولات عميقة خلال هذه الفترة، إلا أن مصطلح “عصر النهضة” يرتبط بشكل وثيق بإيطاليا. يفضل العديد من المؤرخين النظر إلى هذه الفترة كحركة فكرية ومعرفية وثقافية متغيرة، مع الاعتراف بصعوبة تحديدها بفترة زمنية محددة، نظرًا لأن الإنتاج الفكري والمعرفي لا ينفصل بالضرورة عما سبقه أو تلاه.
الجديد في هذا العصر كان استعادة الاهتمام بالكلاسيكيات في المعرفة. اعتبر رواد عصر النهضة أن الفترة التي سبقتهم، المعروفة بالعصور الوسطى، كانت فترة تراجع معرفي. لذلك، وجهوا جهودهم نحو البناء على الفلسفات والعلوم السابقة. اتسم هذا العصر بإعادة نشر النصوص القديمة في الفلسفة، والعمل على تفسيرها بأساليبهم الخاصة. ثم أسسوا أنماطًا معرفية جديدة تركزت على العلوم الطبيعية، وعلى رأسها علم الفلك، بالإضافة إلى العلوم الإنسانية، والثقافة، والفنون المختلفة كالرسم والموسيقى والنحت.
الفنون في عصر النهضة
تميزت فنون عصر النهضة المتنوعة بإحياء التقاليد القديمة، مع التركيز على الطبيعة والقيمة الفردية للإنسان. بدأت هذه الاتجاهات في الظهور مع بداية القرن الرابع عشر، وهي الفترة التي دعا فيها المذهب الفرنسيسكاني، بقيادة القديس فرنسيس، إلى التمرد على التقاليد الكاثوليكية السائدة في ذلك الوقت، واستلهام الجمال من القيمة الروحية للطبيعة. في تلك الفترة، كتب دانتي مؤلفه الشهير “الكوميديا الإلهية”، وهو عمل أدبي يعكس القلق الوجودي الذي كان يعيشه الفرد الأوروبي في تلك المرحلة.
بحلول أواخر القرن الخامس عشر وبدايات القرن السادس عشر، شهدت إيطاليا ظهور ثلاثة من أبرز الفنانين الذين تركوا بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن: ليوناردو دافنشي، الذي يُعتبر الأشهر بين فناني عصر النهضة بفضل دراساته الشاملة في مختلف العلوم؛ مايكل أنجلو؛ ورافائيل.
التسلسل الزمني لعصر النهضة
هناك إجماع واسع على أن مدينة فلورنسا كانت مهد عصر النهضة، نظرًا لكونها الوجهة التي قصدها المفكرون والعلماء والفلاسفة بعد سقوط القسطنطينية في يد الأتراك العثمانيين. يمكن اعتبار هذا الحدث نقطة تحول زمنية هامة. ومع ذلك، يظل الخلاف قائمًا بين المؤرخين حول ما إذا كانت هذه الفترة تمثل ثورة ثقافية تقدمية، أم مجرد عودة لإحياء الماضي، أم امتدادًا لما سبقه.
الموضوعات الرئيسية التي ميزت هذا العصر بدأت في إيطاليا، ثم انتشرت لاحقًا في بقية أنحاء أوروبا. حظيت الفنون بأشكالها المختلفة بتقدير كبير في إيطاليا، بينما تجلى الإنتاج الفكري والفلسفي بشكل خاص في فرنسا وألمانيا.
المصادر والمراجع
- Jessie Szalay (29-6-2016), “The Renaissance: The ‘Rebirth’ of Science & Culture”،livescience
- “Renaissance art”,britannica
- “Europe 1300-1699: Renaissance”,cosmolearning
