الصفات المميزة للنثر الجاهلي
يتميز النثر الذي أنتج في العصر الجاهلي بمجموعة من الخصائص التي تعكس طبيعة الحياة والفكر في تلك الحقبة الزمنية. من أبرز هذه الخصائص:
- وضوح المعنى وأصالته: يستقي النثر الجاهلي مضامينه من القيم الأخلاقية والاجتماعية الأصيلة التي كانت سائدة في المجتمع.
- صدق المشاعر: يعبر النثر عن أحاسيس حقيقية وصادقة، دون تزييف أو تصنع، حيث يتدفق الكلام بعفوية.
- البعد عن التعقيد: يتسم النثر بالبساطة والبعد عن الغموض والإبهام.
- غزارة الأمثال والحكم: يزخر النثر بالأمثال والحكم التي تعكس تجارب الحياة ومعارف العرب في تلك الفترة، وتظهر بساطة الحياة في الوصايا والخطب.
- الابتعاد عن التكلف في الأسلوب: يتميز النثر بصفاء التعبير، وقصر الجمل، وجمال التركيب اللغوي.
- التناغم مع الفطرة البدوية: ينسجم الأسلوب النثري مع طبيعة الحياة البدوية البسيطة، الخالية من التكلف والزخرفة.
- قلة الصور الفنية: يندر استخدام الصور الفنية كالتشبيهات والاستعارات في النثر الجاهلي، حيث يميل الكاتب إلى عرض الأفكار بشكل مباشر وتقريري، وغالبًا ما تكون التشبيهات مستمدة من البيئة المحيطة. ومثال على ذلك قولهم: ((أن ترد الماء بماءٍ أكيس))، وهو مثل يُضرب للدلالة على الحيطة والحذر.
أسباب قلة النصوص النثرية الجاهلية
الملاحظ أن النصوص النثرية التي وصلتنا من العصر الجاهلي قليلة نسبياً مقارنة بالشعر، ويعود ذلك إلى عدة أسباب:
- سهولة حفظ الشعر: يتميز الشعر بإيقاع موسيقي يسهل حفظه وتداوله، بينما يفتقر النثر إلى هذه الميزة.
- الاهتمام بالشعراء: كانت القبائل تولي اهتماماً أكبر بالشعراء، لأنهم كانوا يدافعون عنها ويفخرون بها، بينما لم يكن هناك نفس القدر من الاهتمام بالكتاب النثريين.
- قلة التدوين: كان الاعتماد على الحفظ والرواية الشفوية هو السائد، مما أدى إلى ضياع الكثير من النصوص النثرية.
- صعوبة الوسائل الأدبية: كانت الأدوات والوسائل المتاحة للتعبير الأدبي، سواء شعراً أو نثراً، بدائية ومحدودة.
أصناف الفنون الأدبية النثرية في الجاهلية
كان النثر الجاهلي يُحفظ ويتناقل عبر الرواية الشفوية، وتنوعت أشكاله وأنواعه، ومن أبرزها:
- الخطابة: وهي فن القول المؤثر، الذي يستخدم في المناسبات المختلفة لإقناع الجمهور أو تحفيزهم.
- القصص: وتشمل الحكايات والأساطير التي كانت تُروى للتسلية أو لنقل العبر.
- الأمثال: وهي أقوال موجزة تحمل معاني عميقة وتعبر عن تجارب الحياة.
- الحكم: وهي عبارات بليغة تتضمن دروساً ونصائح مستفادة من الحياة.
- الوصايا: وهي نصائح وإرشادات يقدمها كبار السن أو ذوو الخبرة للشباب.
- النثر المسجوع: وهو نوع من النثر يعتمد على استخدام السجع في نهايات الجمل لإضفاء جمالية وإيقاع على النص.
- الرسائل الأدبية: وهي رسائل مكتوبة بأسلوب فني وبليغ، وتُعرف أيضاً بالنثر الفني.
المصادر
- انصاف سلمان علوان الدليمي (9-3-2018)،”سمات النثر الجاهلي”، www.uobabylon.edu.iq، تم الاطلاع عليه بتاريخ 21-7-2018.
- أببلوافي مَحمد (20-5-2009)،”فنون النثر الأدبي في العصر الجاهلي والإسلامي والأموي”، www.diwanalarab.com، تم الاطلاع عليه بتاريخ 21-7-2018.
- أبشوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي، القاهرة: دار المعارف، صفحة 398، جزء الجزء الأول .