ملامح العصر العباسي: نظرة شاملة

استكشف السمات المميزة للعصر العباسي: الحياة السياسية والاقتصادية والدينية والفكرية والثقافية والفنية. تعرف على أبرز ملامح هذه الفترة التاريخية الهامة.

الجوانب السياسية في العصر العباسي

اتسم العصر العباسي بملامح سياسية واضحة المعالم، نذكر منها:

  • توريث الحكم منذ البداية: بدأ الحكم في العصر العباسي وراثيًا، حيث اقتصر على أبناء البيت العباسي. تولى أبو العباس السفاح الخلافة، ثم تبعه أخوه أبو جعفر المنصور.
  • نشأة نظام الوزارة: استحدث نظام الوزارة بنوعيه، وزارة التفويض ووزارة التنفيذ، متأثرين في ذلك بالأنظمة الفارسية.
  • أهمية طبقة الكتاب: حظيت طبقة الكتاب بأهمية كبيرة، حيث كان الكاتب يقوم بتحرير الرسائل ونشر القرارات والبلاغات. يعتبر يحيى بن خالد بن برمك من أشهر الكتاب في هذه الفترة.
  • الحِجابة: وجود وسيط بين الخليفة وعامة الناس، يقوم بتنظيم العلاقات ودراسة احتياجاتهم والسماح لهم بالدخول على الحاكم.
  • مركزية النظام: كان النظام في الدولة العباسية مركزيًا، حيث قسم العباسيون الولايات إلى أقاليم مختلفة، مثل الولاية الكبرى والولاية الكاملة.
  • تنظيم الدواوين: إنشاء ديوان لتنظيم أموال الدولة وحصر الجنود والمرتبات، ويعود الفضل في تنظيم الديوان إلى خالد بن برمك.
  • بناء مدينة بغداد: بنيت مدينة بغداد في عهد المنصور، نتيجة للثورة الروندية ورغبة المنصور في إنشاء عاصمة تليق بمكانة الدولة العباسية.
  • العدل والإنصاف: التعامل بمبدأ الإنصاف والعدل بين جميع أفراد الدولة.

تميز العصر العباسي بوجود منصب القضاء وإقرار العدل، إضافة إلى تقسيم الولايات ووجود الحجاب والكتاب والدواوين.

الأبعاد الاقتصادية في العصر العباسي

تميزت الحياة الاقتصادية في العصر العباسي بالعديد من الجوانب الهامة:

  • نظام المصادرات: أنشأ الخليفة المنصور نظام المصادرات لحصر الأموال والاستيلاء عليها، وذلك لمواجهة الثورات والأعباء المالية.
  • إعادة النظر في الضرائب: إعادة النظر في فرض الضرائب ومقدارها على الكور (الأقاليم).
  • تدفق الأموال: زيادة تدفق الأموال في خزينة الدولة نتيجة للازدهار الاقتصادي، مما أدى إلى رفع المستوى المعيشي.
  • تعدد الموارد المالية: زيادة وتنوع الموارد المالية للدولة، مثل الزكاة، والجزية، والخراج، ورسوم التجارة الخارجية، وأخماس المعادن.
  • تغطية النفقات: تغطية جميع نفقات النشاط الأمني والعسكري، بالإضافة إلى نفقات البناء والتعمير، مثل إنشاء مدينة بغداد.
  • الأسواق: إقامة الأسواق المختلفة، مما أدى إلى زيادة حركة البيع والشراء وتدفق العائدات المالية.

المظاهر الدينية في العصر العباسي

شهد العصر العباسي تطورات هامة في الحياة الدينية:

  • الحفاظ على حقوق الناس: إقرار العدل والإنصاف بين الناس من خلال وجود القضاء في الدولة. يعتبر المنصور أول من فعل ذلك، حيث استقرت المذاهب الفقهية وتوحد القانون القضائي.
  • النهوض بالثقافة الفكرية الإسلامية: انتشار العلوم النقلية المتعلقة بالقرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، والبيان، واللغة، والبلاغة.
  • الاهتمام بالعلوم العقلية: الاهتمام بالعلوم العقلية المتعلقة بالاجتهاد، وازدهار حلقات العلم في المساجد لدراسة علوم الشريعة الإسلامية.
  • انتشار الإسلام: النضج الفكري الإسلامي أدى إلى دخول أصحاب الديانات الأخرى كاليهودية والمسيحية والمجوسية إلى الإسلام، مما زاد من رقعة الدولة الإسلامية.
  • علماء الفقه الإسلامي: الاهتمام بعلماء الفقه الإسلامي، مما أدى إلى تكوين المذاهب الأربعة: الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، بالإضافة إلى مذاهب أخرى أقل شهرة.

انتشر الإسلام بشكل كبير في العصر العباسي بسبب كثرة الحلقات العلمية التي كانت تُقام في المساجد وتُعنى بالعلم الشرعي، ممّا أدى إلى نشأة المذاهب الأربعة وتدوينها، وكانت نتيجة ذلك دخول العديد من الأديان الأخرى إلى الإسلام، ممّا أصبح العصر العباسي دولة إسلامية مستقلّة بعلمها وثقافتها في مختلف المجالات، ولا سيما في العلم الشرعي.

الأوجه الفكرية والثقافية في العصر العباسي

كان العصر العباسي فترة ازدهار فكري وثقافي كبير:

  • العصر الذهبي: اعتبار العصر العباسي عصرًا ذهبيًا بسبب النهضة الفكرية والثقافية الغنية بالعلماء والأدباء.
  • الحياة الثقافية: نشوء حياة ثقافية مزدهرة بسبب كثرة العلماء والأساتذة والشعراء، وكثرة حلقات العلم وبناء المدارس.
  • ظهور أعلام الفكر: ظهور أعلام الكتابة والأدب، مثل الجاحظ، الذي ترك بصمته في مختلف الميادين الثقافية كالأدب والاجتماع والكتابة والتأليف.
  • تنمية الأدب: تنمية الأدب ودراسة الآثار والعلوم المختلفة، والاهتمام بدراسة التراث القديم وترسيخه للأجيال القادمة.
  • انتشار العلوم: انتشار العديد من العلوم كالفقه والأدب والطب والاجتماع وغيرها، مما أدى إلى زيادة رقعة الدولة.

كان العصر العبّاسي عصراً ذهبياً، حيث كان أُنموذجاً عظيماً من الناحية الفكرية والثقافية، فانتشرت به العديد من العلوم؛ كالفقه، والأدب، والطبّ، والاجتماع، وغيرها من العلوم، بالإضافة إلى ظهور كبار الرّجال كالجاحظ، لذلك لاقت الناحية الفكرية والثقافية اهتماماً كبيراً في العصر العباسي، ممّا أدّى إلى زيادة رقعة الدولة آنذاك.

المظاهر الفنية في العصر العباسي

شهدت الفنون تطوراً ملحوظاً في العصر العباسي:

  • تطوير القصائد الشعرية: تطوير القصائد الشعرية من حيث البحور والعذوبة لتكون مناسبة للعصر العباسي، وإطلاق إيقاع موسيقي يتناسب مع الأحداث والتطورات.
  • القوافي الشعرية: ظهور القوافي الشعرية التي تزيد من جمال الشعر، مثل المزدوج والمسمط.
  • التطوير البديعي: التطوير البديعي لتحقيق التوازن بين العناصر الشعرية القديمة والجديدة.
  • الفكرة الفلسفية: الاهتمام بالفكرة الفلسفية التي ربطت بالأدوات البديعية كالجناس والطباق والاستعارة.
  • القواعد الفلسفية: استخدام القواعد الفلسفية التي جعلت الطابع العقلي يغلب على الطابع العاطفي في الصورة الشعرية، مما جعل اللون العقلي لوحة شعرية فنية فريدة.

شهد العصر العباسي تطوراً عظيماً في مجال الصورة الفنيّة التي شهدها الأدب العربي ولا سيّما الشعر، ففي هذا العصر استُخدمت العديد من القواعد الفلسفية التي جعلت الشعر لوحةً فنيةً عقلانيةً لم تشهدها العصور من قبل.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

السمات المميزة للعصر الطباشيري

المقال التالي

سمات الاتفاق الرقمي

مقالات مشابهة