مكان ولادة النبي إبراهيم عليه السلام

رحلة حياة النبي إبراهيم، من مولده في العراق إلى رحلته في الشام ومصر، وصولاً إلى وفاته ودفنه في فلسطين.

فصول رحلة حياة النبي إبراهيم

ميلاد سيدنا إبراهيم عليه السلام

اختلفت الروايات حول مكان ولادة النبي إبراهيم عليه السلام. فبعضها يشير إلى بابل في العراق، بينما يذكر البعض الآخر دمشق، أو حران، أو الأهواز.[1,2] ولد في زمنٍ انتشر فيه الشرك وعبادة الأصنام، حيث سادت الأفكار الضالة بعيداً عن توحيد الله تعالى. ويذكر المؤرخون أن بابل آنذاك كانت أرض الكلدانيين، تحديداً في عهد الملك الظالم نمرود. أرسله الله تعالى في هذا الزمن ليُعيد البشرية إلى عبادة الله وحده.[3]

مسيرة حياة النبي إبراهيم عليه السلام

بعد بلوغه، تزوج إبراهيم عليه السلام من سارة، وانتقل معها وابن أخيه لوط عليه السلام إلى أرض الكنعانيين، وأقام لفترة في حران.[1] يُروى أن إبراهيم عليه السلام كان شبيهاً بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما ورد في الحديث الشريف:

(كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عبَّاسٍ، فَذَكَرُوا الدَّجَّالَ، فقالَ: إنَّه مَكْتُوبٌ بيْنَ عَيْنَيْهِ كافِرٌ، قالَ: فقالَ ابنُ عبَّاسٍ لَمْ أسْمَعْهُ قالَ ذاكَ، ولَكِنَّهُ قالَ: أمَّا إبْراهِيمُ فانْظُرُوا إلى صاحِبِكُمْ، وأَمَّا مُوسَى، فَرَجُلٌ آدَمُ، جَعْدٌ، علَى جَمَلٍ أحْمَرَ، مَخْطُومٍ بخُلْبَةٍ، كَأَنِّي أنْظُرُ إلَيْهِ إذا انْحَدَرَ في الوادِي يُلَبِّي)[4,5]

عمل إبراهيم عليه السلام في مهنة البناء، وقد شارك في بناء الكعبة المشرفة مع ابنه إسماعيل عليه السلام.[6] يُظهر وصف الله تعالى لإبراهيم عليه السلام ومكانته في السنة النبوية فضله العظيم، فهو العبد الصالح الذي كرّمه الله بالتوحيد الخالص، وجعل من اتبع دينه هم العقلاء. وقد جعل الله ذريته من الأنبياء، وكان آخرهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، استجابة لدعاء إبراهيم بأن يبعث في أمة العرب رسولاً من أنفسهم.[7] يُؤكد هذا قوله تعالى:

(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ*شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ ۚ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ*وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)[8]

بعث الله إبراهيم نبياً إلى قومه في العراق، ليدعوهم إلى التوحيد، ثم أمره بالهجرة إلى بلاد الشام، وتحديداً فلسطين، بعد إصرار أبيه وقومه على الكفر. ثم هاجر إلى مصر بسبب القحط الذي أصاب الشام، وعاد بعدها إلى فلسطين.[9]

وفاة ودفن النبي إبراهيم عليه السلام

تختلف الروايات حول سبب وفات إبراهيم عليه السلام، فبعضها يذكر أنه توفي فجأة، والبعض الآخر يشير إلى مرضٍ أصابَه. أما عن عمره عند وفاته، فتتراوح الأقوال بين مئة وخمس وسبعين سنة، ومئة وتسعين سنة، ومئتي سنة.[10] أما مكان دفنه، فيُقال إنه دفن بجانب زوجته سارة في مغارة في حبرون (الخليل حالياً)، على يد ابنيْه إسماعيل وإسحاق عليهما السلام.[10] ويزيد في هذا قول جمهور العلماء أن قبره موجود في فلسطين، تحديداً في مدينة الخليل بتلك المغارة.[11]

المراجع

  1. ابن كثير (1997)، البداية والنهاية، صفحة 325، جزء الأول. بتصرّف.
  2. “نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام”، www.darulfatwa.org.au، اطّلع عليه بتاريخ 27-2-2020.
  3. “حكمة إبراهيم -عليه السلام-“، almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2019. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 166، صحيح.
  5. إسماعيل بن عمر بن كثير (1968)، كتاب قصص الأنبياء، القاهرة: مطبعة دار التأليف، صفحة 248، جزء 1. بتصرّف.
  6. سعيد عبدالعظيم (1-11-2012)،”الأنبياء والرسل أصحاب مهنة وحرفة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2018. بتصرّف.
  7. “إبراهيم -عليه السلام-“، knowingallah.com، 2-12-2009، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2019. بتصرّف.
  8. سورة النحل، آية: 120-122.
  9. “إبراهيم -عليه السلام-“، islamqa.info، 15-3-2001، اطّلع عليه بتاريخ 8-10-2019. بتصرّف.
  10. ابن كثير (1968م)، قصص الأنبياء، القاهرة: دار التأليف، صفحة 250. بتصرّف.
  11. “قبر خليل الله إبراهيم -عليه السلام- في الخليل في فلسطين”، www.islamweb.net، 27-1-2014، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

ميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم

المقال التالي

مسقط رأس النبي عيسى عليه السلام

مقالات مشابهة