مكانة القدس الروحية: أهميتها عبر التاريخ

استعراض لأهمية القدس الدينية، وخاصةً للمسلمين، مع التركيز على المسجد الأقصى المبارك، وقيمته التاريخية، وأحكامه الشرعية.

جدول المحتويات

الموضوعالرابط
عظمة القدس في الديانات السماويةالفقرة الأولى
المسجد الأقصى: القلب النابض للقدسالفقرة الثانية
أحكام شرعية متعلقة بالمسجد الأقصىالفقرة الثالثة

عظمة القدس في الديانات السماوية

تُعتبر القدس مدينة مقدسة ذات مكانة رفيعة لدى أتباع الديانات السماوية، وبخاصة الإسلام. فهي أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، وشاهدة على إسراء النبي محمد ﷺ ومعراجه إلى السماوات، حيث صلى إماماً للأنبياء. يُؤكد القرآن الكريم على بركة القدس وما حولها بقوله تعالى: (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ).[١]

وقد حثّ النبي ﷺ على شد الرحال إليها بقوله: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هذا، وَمَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الأقْصَى).[٢][٣][٤] وتُشير العديد من الأحاديث النبوية الشريفة إلى فضل القدس وأهميتها، وفضل الصلاة فيها. تُعتبر القدس أرضاً ذات جذور تاريخية عميقة، حيث يعود أصل سكانها الأصليين إلى الكنعانيين، الذين لهم صلة بالعرب.[٥] وقد شهدت القدس بناء العديد من المعالم التاريخية والدينية، كالمساجد والمدارس والأسواق، نتيجة لاهتمام الحكام بها عبر العصور. ومن أهمّ معالمها المقدسة: مسجد قبة الصخرة، والمسجد الأقصى، والحرم القدسي.[٦]

يُشار إلى أنّ بيت المقدس هو الأرض المقصودة في قول الله تعالى: (وَنَجَّيناهُ وَلوطًا إِلَى الأَرضِ الَّتي بارَكنا فيها لِلعالَمينَ).[٧] وقوله تعالى: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّـهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ).[٨] وقد فسّر ابن عباس -رضي الله عنه- الأرض المباركة ببيت المقدس، وهي أرضٌ ارسل الله إليها أنبياءه بكثرة.[٩] وتشمل بركة القدس ما أنبت الله من نباتها، ومكانتها الدينية العظيمة، فهي أرض الرباط والجهاد، وجزء من جنة الله على الأرض.[١٠]

المسجد الأقصى: القلب النابض للقدس

يقع المسجد الأقصى في القدس، ويُعرف أيضاً ببيت المقدس، وهو اسم يدل على طهارة المكان من الذنوب. أما تسميته بـ”الأقصى”، فلما كان أبعد مسجدٍ عظيم من مكة المكرمة. يُعدّ المسجد الأقصى القبلة الأولى للمسلمين، وثالث الحرمين الشريفين، وهو المكان الذي أُسري به النبي محمد ﷺ ليلة الإسراء والمعراج، ومن المساجد الثلاثة التي تُشدّ إليها الرحال.[١١]

يُعتقد أنّ نبي الله إبراهيم عليه السلام هو من بناه، وكان ثاني مسجد يُبنى بعد الكعبة المشرفة، وفصل الزمن بين بناءهما أربعون عاماً.[١٢] وقد ورد في حديث عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، أنّه سأل النبي ﷺ عن أوّل مسجد وضع في الأرض، فقال النبي ﷺ: (المَسْجِدُ الحَرَامُ). ثم سأله عن الثاني، فقال: (المَسْجِدُ الأقْصَى). وسأله عن الفاصل الزمني بينهما، فقال: (أرْبَعُونَ سَنَةً، وأَيْنَما أدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ فَهو مَسْجِدٌ).[١٣][١٤]

وقد جدّد النبي سليمان عليه السلام بناء المسجد الأقصى، كما جاء في رواية عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنّ سليمان بن داود عليهما السلام سأل الله عز وجلّ خلالًا ثلاثةً عند بناء بيت المقدس، فاستجاب الله له.[١٥] وقد توجه المسلمون نحو المسجد الأقصى في صلاتهم لفترة تقارب السنتين، إلى أن غيّر الله تعالى القبلة إلى الكعبة المشرفة كما جاء في قوله تعالى: (قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ).[١٦][١٤][١٧]

أحكام شرعية متعلقة بالمسجد الأقصى

استحبّ بعض العلماء ختم القرآن الكريم لمن أقبل إلى المسجد الأقصى، وقد كان ذلك من عادة بعض الصحابة والتابعين. كما استحبّ بعض السلف الإحرام من المسجد الأقصى، وقد فعل ذلك عدد من الصحابة الكرام، مثل عمر بن الخطاب، وسعيد بن العاص، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، رضي الله عنهم أجمعين. وقد اختلف العلماء في بعض الأحكام المتعلقة بالمسجد الأقصى، فقد ذُكر أنّ الذنب فيه مُضاعف، ويُكره استقبال القبلة أو استدبارها أثناء قضاء الحاجة. واختلفوا أيضاً في فضل إقامة صلاة العيد فيه، فقد رجّح بعضهم إقامتها فيه على إقامتها في مصلى خارج المسجد، رغم أن الأفضل إقامتها في مصلى، إلاّ أنّ المسجد الأقصى استُثني من هذا الحكم.[١٨]

References would go here, using appropriate citation format

[1] سورة الإسراء، آية: 1.

[2] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، رقم الحديث: 1397.

Add other references similarly

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

أهمية مدينة القدس الشريف

المقال التالي

مكانة القدس الشريف في الإسلام

مقالات مشابهة