جدول المحتويات
- مكانة العقل في الإسلام
- مكانة العلم في الإسلام
- أحكام شرعية لحماية العقل
- دور العقل في التكليف الشرعي
- العلم كأساس لنهضة الأمم
مكانة العقل في الإسلام
لقد أولى الإسلام أهمية كبيرة للعقل وجعله من أعظم النعم التي منحها الله للإنسان. فالعقل هو الوسيلة التي يتمكن الإنسان من خلالها من فهم الكون والتدبر في آيات الله. وقد جاءت العديد من الآيات القرآنية التي تحث على استخدام العقل في التفكر والتدبر، مثل قوله تعالى: (قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ) [سورة الملك: 23].
كما أن الإسلام ذم أولئك الذين لا يستخدمون عقولهم في التفكر والتدبر، ووصفهم بأنهم لا ينتفعون بما وهبهم الله من نعمة العقل. يقول الله تعالى: (كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّـهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [سورة البقرة: 73].
ومن مظاهر تكريم الإسلام للعقل أنه جعله أساس التكليف الشرعي، فلا تكليف إلا بوجود العقل. كما أن الإسلام وضع حدوداً للعقل لا يتجاوزها، وذلك حتى لا يقع الإنسان في التيه والضلال.
مكانة العلم في الإسلام
لقد حث الإسلام على طلب العلم وجعله فريضة على كل مسلم ومسلمة. وكانت أول آيات نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم تحث على القراءة والتعلم: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) [سورة العلق: 1-5].
وقد ميز الله الإنسان بالعلم وجعله وسيلة للارتقاء والتفوق على سائر المخلوقات. يقول الله تعالى: (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ* قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [سورة البقرة: 31-32].
كما أن الإسلام رفع من شأن العلماء وجعلهم ورثة الأنبياء، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر”.
أحكام شرعية لحماية العقل
شرع الإسلام العديد من الأحكام التي تهدف إلى حماية العقل والحفاظ عليه من الأضرار. ومن أبرز هذه الأحكام تحريم الخمر والمخدرات، حيث إنها تؤدي إلى إضعاف العقل وإفساده. يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة المائدة: 90].
كما أن الإسلام أوجب على المسلم أن يحافظ على عقله من خلال الابتعاد عن كل ما يضر به، سواء كان ذلك في المأكل أو المشرب أو السلوكيات الخاطئة. وقد جعل الإسلام العقوبة شديدة على من يتعمد إيذاء عقله أو إفساده.
دور العقل في التكليف الشرعي
يعتبر العقل من أهم الشروط التي يجب توافرها في الشخص حتى يكون مكلفاً بالشرع الإسلامي. فبدون العقل لا يمكن للإنسان أن يفهم الأحكام الشرعية أو أن يلتزم بها. وقد جعل الإسلام العقل أساساً للتكليف، حيث إن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها.
كما أن الإسلام جعل العقل وسيلة لفهم الدين والتفقه فيه، حيث إن الفقه لا يكون إلا بالعقل. وقد قال العلماء: “العقل هو النور الذي يهدي الإنسان إلى الحق ويميز بين الخير والشر”.
العلم كأساس لنهضة الأمم
لقد جعل الإسلام العلم أساساً لنهضة الأمم وتقدمها. فالأمم التي تهتم بالعلم تصل إلى أعلى المراتب وتتفوق على غيرها. وقد كان العلماء المسلمون في العصور الوسطى رواداً في العديد من المجالات العلمية، مثل الطب والهندسة والفلك.
وقد حث الإسلام على طلب العلم في كل زمان ومكان، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد”. وهذا يدل على أن العلم ليس له حدود ولا يتوقف عند مرحلة معينة.
كما أن الإسلام جعل العلم وسيلة للتقرب إلى الله، حيث إن العالم الذي ينفع الناس بعلمه يكون له أجر عظيم عند الله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة”.
المراجع
- محمد الحمد، مصطلحات في كتب العقائد، صفحة 128.
- مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 357-361.
- عبد السلام آل عيسى، دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية، الطبعة الأولى، المدينة المنورة، صفحة 869.
- راغب السرجاني، كيف تصبح عالماً، صفحة 4.
- محمد الزحيلي، الوجيز في أصول الفقه الإسلامي، الطبعة الثانية، دمشق، صفحة 117.