مقدمة في دراسة القانون

استكشاف أساسيات علم القانون: القاعدة القانونية، المدارس الفقهية، المدرسة الشكلية، والمدرسة التاريخية. دليل شامل لفهم القانون وتطبيقاته.

تمهيد في علم القانون

يُشتق مصطلح “القانون” من كلمة يونانية قديمة، “Kanun”، والتي تعني العصا. وقد استُخدمت هذه الكلمة للدلالة على مفاهيم مثل الاستقامة والعدالة. ومن هنا، أصبح القانون معيارًا يُحدد مدى انحراف الأفراد عن المسار الصحيح. إنه وسيلة لإنفاذ الحقوق، حيث يضمن حصول كل فرد على حقوقه المشروعة. كما يُساهم القانون في تحقيق التوازن داخل المجتمع من خلال تنظيم العلاقات بين الأفراد في مختلف جوانب الحياة العامة.

أدت الحاجة إلى تطبيق القانون في كل مناحي الحياة إلى تحويله إلى علم يُدرس في الجامعات لإعداد متخصصين قادرين على تطبيقه في المجتمع. ونتيجة لذلك، ظهرت وظائف قانونية متنوعة تهدف إلى تعزيز سلطة القانون وتمكينها من أداء دورها الفعال في إحقاق الحقوق. ومن الأمثلة على هذه الوظائف: المحاماة والقضاء.

النظرية الشكلية

تركز هذه النظرية على الجوانب الظاهرية للقانون، أي القواعد التي تطبقها السلطات العامة. لا تهتم هذه النظرية بالبحث في تفاصيل كل قاعدة قانونية، أو كيفية ظهورها، أو العوامل التي أثرت في صياغتها. وفقًا لهذه النظرية، تعتبر القواعد القانونية هي جميع الأحكام والتشريعات التي تشكل جزءًا من قانون الدولة، وتتبنى تطبيقها في جميع الأحوال والمسائل القانونية الخاصة بها.

النظرية التاريخية

تهتم هذه النظرية بدراسة الجذور التاريخية للقانون. يعتبر عالم القانون الفرنسي مونتسكيو أول من وضع دراسات حول هذه النظرية. انتشرت هذه النظرية في بداية القرن التاسع عشر، وترى أن القانون نشأ نتيجة لتطورات تاريخية تكيفت مع احتياجات المجتمع، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ منه، وأساسًا لتنظيمه. ترى هذه النظرية أن لكل أمة من الأمم قواعد قانونية خاصة بها، لذلك لا توجد قواعد قانونية عالمية ثابتة. وقد وُجهت العديد من الانتقادات لبعض المفاهيم والأفكار الواردة في هذه النظرية، مما أدى إلى عدم تطبيقها على نطاق واسع في معظم المجتمعات.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

تمجيد الله والثناء عليه

المقال التالي

نظرة على المدرسة الرمزية في الشعر العربي المعاصر

مقالات مشابهة