مقال عن منزلة الشهيد

تعريف الشهيد وأسباب تسميته بهذا الاسم، وما هي الكرامات التي أعدها الله للشهداء في الآخرة؟

مفهوم الشهادة

الشهادة في الإسلام مرتبتان: شهادة عظمى وشهادة دنيا. أما الشهادة العظمى فهي أن يستشهد المسلم في سبيل الله -عز وجل- محاربًا ومدافعًا عن الحق في ساحة المعركة، وهذه هي المنزلة الرفيعة لمن أخلص النية لله تعالى، وبذل نفسه في سبيل الله، طمعًا في تجارة رابحة مع الله.

أما المرتبة الأخرى فهي الشهادة الصغرى، وهي دون الشهادة في سبيل الله، ولكن الشرع الحنيف اعتبرها شهادة أيضًا، وهي أدنى من المرتبة الأولى. فيعتبر شهيدًا من مات بمرض الطاعون، أو من مات بداء في بطنه كالإستسقاء، أو الغريق، أو من مات حرقًا، أو من مات تحت الأنقاض، والمرأة التي تموت أثناء الولادة، ومن مات بمرض السل، أو الملدوغ، أو المصاب بذات الجنب، وكذلك من مات دفاعًا عن دينه، أو نفسه، أو عرضه، أو ماله، أو حقه يعتبر شهيدًا.[1]

علة تسمية الشهيد

يعزو العلماء تسمية الشهيد بهذا الاسم لعدة أسباب، منها: أنه حيٌّ يُرزق عند ربه، فأرواح الشهداء حاضرة وشاهدة، وأن الله ورسوله وملائكته يشهدون له بالجنة، ولما يراه الشهيد عند خروج روحه من الكرامات التي أعدها الله له، ويشهد له بالأمان من النار، والملائكة تشهد له عند موته بحسن الخاتمة، ولأنه يشاهد الملائكة عند خروج روحه واحتضاره، والله يشهد له بالإخلاص وصدق النية، وأخيرًا فهو يشهد يوم القيامة على الأمم بتبليغ الرسل.[2]

قال تعالى:
﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: 169-171].

جزاءات الشهداء عند الله

ممّا ينعم الله به على الشهداء من الكرامات: منهم من تفوح منه رائحة المسك، ومنهم من يكون مبتسمًا، ويظهر النور على وجهه،[3] وقد وعد الله الشهداء بالأجر العظيم والفوز الكبير، فالشهادة سبب لنيل أعلى درجات الجنة، وله منزلة عظيمة عند الله، وهو شفيع لأهل بيته، وآمن من فتنة القبر، وعمله الصالح لا ينقطع، ويغفر ذنب الشهيد عند نزول أول قطرة من دمه. [2]

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه”.

المصادر والمراجع

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

دراسة في ماهية الفرد: المفهوم والعناصر والمؤثرات

المقال التالي

تحليل مفهوم الرقابة الإدارية

مقالات مشابهة