مقال عن العلل الاجتماعية للصف الثالث المتوسط

مقدمة: العلل الاجتماعية خطر على المجتمع. المحتوى: العلل الاجتماعية في تزايد مستمر. الخاتمة: العلل الاجتماعية من البداية إلى النهاية.

تمهيد: العلل الاجتماعية خطر يهدد المجتمعات

تنتشر الأمراض المجتمعية بصورة واسعة في أيامنا هذه، وتحدث تغييرات جوهرية في سلوك الأفراد، مما يؤدي إلى تراجع المجتمع وتأخره. هذه العلل تتسبب في فتن ومشاكل بين الناس، وتجعل أفراد المجتمع غير قادرين على التمييز بين الصواب والخطأ، خاصةً عندما تختلط الأمور عليهم وينغمسون في أفعال يعتقدون أنها صحيحة وهي في الواقع خاطئة. هذه العلل متنوعة وتختلف في خطورتها وتأثيرها على المجتمع، بعضها قد يؤدي إلى دمار كبير للأسر والأفراد ويسبب الكثير من المشكلات.

توسع: العلل الاجتماعية وتفاقمها المستمر

يكمن التحدي الكبير في أن هذه الأمراض الاجتماعية لا تتوقف عن التزايد، بل هي في ازدياد مستمر. بعضها أصبح جزءًا لا يتجزأ من العادات اليومية للكثير من الناس، وأصبح ظاهرة واضحة للعيان. لذلك، يجب إيجاد حلول جذرية للتخلص منها، والوقوف جميعًا متحدين لمواجهتها.

ربما كان الابتعاد عن تعاليم الدين وضعف الوازع الديني من أهم الأسباب التي جعلت هذه الأمراض تنتشر بين الناس. هذه الأمراض ليست مرضًا واحدًا، بل هي مجموعة من الأمراض، من أبرزها: الكذب، وشهادة الزور، والخيانة، بالإضافة إلى السرقة، والنصب، والاحتيال، والغيبة، والنميمة. كل هذه الأمور جزء من الأمراض الاجتماعية التي تدمر البيوت وتزرع الكراهية بين الناس.

من الأمراض الاجتماعية التي يجب الوقوف عندها وإيجاد حلول جذرية لها تلك التي تؤثر على الجسد والنفس والاقتصاد، والتي يمكن أن تؤدي إلى إنهاء حياة الفرد، مثل التدخين والمخدرات، وخاصةً تعاطي المخدرات. هذه الظاهرة الخطيرة تهدد أمن المجتمعات واستقرارها، لأنها سبب في وقوع الكثير من المشكلات وتلقي بالأفراد إلى الهاوية.

الغش بمختلف أنواعه يعتبر أيضًا من الأمراض الاجتماعية الخطيرة، فهو يؤثر علينا جميعًا ويخلق جوا من الخداع والتضليل. لهذا، يجب عدم الاستهانة بأي علة مجتمعية مهما كانت صغيرة. هناك أسباب عديدة لانتشار هذه الأمراض، منها ضعف التربية والتعليم، سواء من الأهل أو من المعلمين، مما يؤدي إلى ظهور جيل لا يعرف المسؤولية ولا يميز بين الصح والخطأ، ولا يدرك أهمية محاربة هذه الأمراض، لأنها سبب الفتنة والدمار في المجتمعات وتحويلها إلى بؤر للفساد، خاصةً إذا لم يكن هناك سيطرة على انتشارها.

في بعض الأحيان، يمكن السيطرة على هذه الأمراض وتحجيمها ومحاربتها حتى يتم القضاء عليها تمامًا، ولكن في أحيان أخرى، تنتشر بشكل كبير، مما يجعلها مزمنة وتستنزف المجتمع دون توقف، وهذا يؤدي إلى دمار الدولة وانهيار أركانها الأساسية. قال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: 29].

لو فكرنا في الأثر السلبي الذي تتركه هذه الأمراض على جميع جوانب الحياة، لحاربناها بكل ما نملك من قوة ومال، لأن تطور المجتمعات وتقدمها يعتمد على القدرة على السيطرة على هذه الأمراض. وهذا يتطلب الإرادة والتصميم والقوة والتركيز، والحرص على القضاء عليها وتوعية الناس بأضرارها وآثارها السيئة، ومساندة الأشخاص الذين يقعون ضحية لها، كي يتمكنوا من التخلص منها بكل ما يملكون من قوة وقدرة على التغيير، ليصبح المجتمع خاليًا منها تمامًا، وينشأ الجيل في بيئة مسالمة لا تعرف أيًا من هذه الأمراض وينكرها بشكل مباشر بمجرد السماع عنها.

هناك أمراض اجتماعية كثيرة لم تكن موجودة في السابق، ولكنها اليوم أصبحت دخيلة على مجتمعاتنا، خاصة تلك التي تدخل إلى المجتمعات العربية بقوة وتزيد من الانفتاح الذي يصل إلى حدود غير مقبولة. ومن أكثر هذه الأمراض انتشارًا في الوقت الحاضر نشر الكثير من الكلام والمحتوى غير اللائق على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل إطلاق الشائعات، التي غالبًا ما تؤثر على حياة بعض الأشخاص وتجرح قلوبهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”.

لذلك، يجب التنبيه على الجميع بألا يستهينوا بأي علة اجتماعية أبدًا، وأن يعملوا على وأدها قبل أن تنمو وتكبر، وهذا أبسط ما يمكن أن يقدمه أبناء المجتمع لمجتمعاتهم لتربية جيل واعٍ يعرف ما يريد.

يستطيع الناس مواجهة هذه الأمراض بطرق كثيرة، وأفضلها ألا يسمحوا لها بالنمو والتطور من الأساس، لأنها في بعض الأحيان تتأصل بين الناس وتصبح عادات ثابتة بينهم. لهذا، يجب تحصين المجتمع ضدها وزيادة التوعية التي تجعل أبناء المجتمع قادرين على التمييز بين الصح والخطأ.

يتحقق ذلك أيضًا بتعزيز منظومة الأخلاق الفاضلة، كي تتركز في شخصيات الناس وتصبح جزءًا أساسيًا من حياتهم، لأن هذه الأمراض تدمر المجتمع وتنزل به إلى الحضيض وتجعل منه مجتمعًا فاسدًا لا يواكب التطور أو التقدم، ولا يعرف ما يريد لأنه مجتمع ضائع. هذه الأمراض بمثابة المرض الذي ينخر في الجسد، واستئصالها منه هو الحل الأمثل والأفضل على الإطلاق.

خاتمة: القضاء على العلل الاجتماعية ضرورة ملحة

في الختام، يجب الإشارة إلى أهمية محاربة الفتن والأمراض الاجتماعية منذ بدايتها وحتى نهايتها، كي تختفي ويصبح وجودها منعدمًا، فتطهير المجتمع من جميع العلل هو ضرورة وليس مجرد رفاهية.

لأن أول خطوة في جعل المجتمع نظيفًا وراقيًا ومتطورًا هي إقامة منظومة الأخلاق الفاضلة ونشرها بين الجميع، كي يتعلموا جيدًا التمييز بين ما يجب أن يكون وما لا يجب، فالأخلاق الفاضلة تعمل عملًا معاكسًا للعلل الاجتماعية، وهذا يجعلها أفضل وسيلة لمحاربتها والتخلص من شرورها وإطفاء نورها.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

أهمية الجودة في العمل

المقال التالي

مكانة الأب: دعامة الأسرة ومصدر الإلهام

مقالات مشابهة