مقاصد سورة المدثر: رسالة سماوية ودلالات عظيمة

استكشاف أهداف سورة المدثر، من الهدف العام إلى الأهداف الخاصة المتعلقة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى مراجع مفيدة.

فهرس المحتويات

الموضوعالرابط
الغاية الكبرى لسورة المدثر#general-purpose
أهداف محددة في سورة المدثر#specific-purposes
رسالة سورة المدثر للنبي الكريم#prophet-related
المراجع#references

الغاية الكبرى لسورة المدثر

يهدف القرآن الكريم، بجميع سوره، إلى إرشاد البشرية نحو الخير، وتوجيهها إلى سبيل الحق. وتندرج سورة المدثر ضمن هذا السياق العام، داعيةً إلى هداية الإنسان، ومذكّرةً إياه بيوم الحساب، وبجوائز الجنة وعقوبات النار. كما تُبرز السورة وعيد الله للكافرين، ووعده للمؤمنين، بالإضافة إلى دلائل قدرته وعظمته، وسلطانه على الخلق، الملائكة والنار.

أهداف محددة في سورة المدثر

تتعدد الأهداف الخاصة بسورة المدثر، ومن أبرزها:

  • التحذير من عقاب الله: تُحذّر السورة من عقاب الله يوم القيامة، كما جاء في قوله تعالى: (فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ) [١]. وهذا التحذير يُعدّ أداةً هامةً في الدعوة إلى الله، مُكمّلةً للبشارة والترغيب.
  • التهديد المباشر: تُوجّه السورة تهديداً مباشراً لبعض المشركين في مكة، مثل الوليد بن المغيرة، كما ورد في قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا* سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا) [٣]. يُبيّن الله سبحانه وتعالى نعمه على هذا المُكذّب، لكنه يُهدّده بعذاب جهنم لعناده وكفره.
  • وصف جهنم: تصف السورة جهنم وصفاً دقيقاً، لتخويف المُتكبرين والعُنادين، كما في قوله تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ* لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ* لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ* عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) [٥].
  • إبراز قدرة الله: تُبرز السورة قدرة الله وعظمته في خلقه، خاصةً الملائكة، كما في قوله تعالى: (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) [٦]. يُرجّح أنّ ذكر الملائكة جاء رداً على استهزاء المشركين بهم.
  • المسؤولية الفردية: تُؤكّد السورة على مسؤولية كل فرد عن أفعاله، وأنّ الله سيحاسبه عليها يوم القيامة، كما في قوله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) [٧].
  • بيان الجرائم: تُبيّن السورة بعض الجرائم التي تُؤدي إلى دخول النار، مثل ترك الصلاة، وعدم إعانة الفقراء، والكفر بيوم القيامة، كما في قوله تعالى: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ* قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ* وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ* وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ* وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ) [٨].
  • حال المُكذّبين: تصف السورة حال من كذبوا برسول الله، مُشبهةً إياهم بالحُمُر الهاربة من الأسود، كما في قوله تعالى: (فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ* كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ* فَرَّتْ مِن قَسورة) [٩].
  • التذكير بالمغفرة: تُذكّر السورة بمغفرة الله ورضوانه لأهل التقوى، وأنّ الفضل كله من عند الله.

تُعدّ سورة المدثر ذات أهمية خاصة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث:

  • التثبيت والتأكيد: نزلت السورة لتثبيت النبي صلى الله عليه وسلم، وتأكيد نبوّته، بعد عودته من غار حراء، حيث طلب من السيدة خديجة أن تُدثّره.
  • أمر بالتبليغ: أمرت السورة النبي صلى الله عليه وسلم بتبليغ دعوة الله للبشرية، كما في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنذِرْ) [١١].
  • النهي عن الاستكثار: نهت السورة النبي صلى الله عليه وسلم عن الاستكثار عند العطاء.

المراجع

[١] سورة المدثر، آية:9

[٣] سورة المدثر، آية:16-17

[٥] سورة المدثر، آية:26-30

[٦] سورة المدثر، آية:31

[٧] سورة المدثر، آية:38

[٨] سورة المدثر، آية:42-46

[٩] سورة المدثر، آية:49-51

[١١] سورة المدثر، آية:1-2

الطبري، جامع البيان في تأويل آي القرآن. (صفحة 19، بتصرّف)

ابن كثير، تفسير القرآن العظيم. (صفحة 268، بتصرّف)

مجموعة من المؤلفين، موسوعة التفسير المأثور. (صفحة 375، بتصرّف)

مجموعة من المؤلفين، موسوعة التفسير بالمأثور. (صفحة 387، بتصرّف)

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

غاية دراسة سيرة النبي الكريم

المقال التالي

حماية البيئة وصحة الإنسان: أهداف رئيسية

مقالات مشابهة