مقدمة
يُعتبر تصنيف بلوم من الأدوات الهامة في مجال التعليم، حيث يُستخدم لتحديد مستويات التعلم المختلفة وقياس مدى تحقيق الأهداف التعليمية. شهد هذا التصنيف تطورات هامة عبر الزمن، مما أدى إلى ظهور نسخة معدلة تهدف إلى تحسين فعالية استخدامه في العملية التعليمية. في هذا المقال، سنستعرض الفروق بين تصنيف بلوم الأصلي والنسخة المعدلة، مع تسليط الضوء على أهمية كل منهما في تطوير المناهج والأساليب التعليمية.
تصنيف بلوم الأساسي
صاغ بنيامين بلوم وفريقه تصنيفًا يتكون من ثلاثة مجالات رئيسية: المجال المعرفي، والمجال العاطفي، والمجال النفسي الحركي. يركز النموذج المعرفي على ستة مستويات تصنيفية متميزة، وهي:
- المعرفة (Knowledge)
- الفهم (Comprehension)
- التطبيق (Application)
- التحليل (Analysis)
- التركيب (Synthesis)
- التقييم (Evaluation)
كل مستوى من هذه المستويات يتضمن فئات فرعية، تتدرج من البسيط إلى المعقد، ومن الملموس إلى المجرد. المستويات الخمسة التي تلي المعرفة تعتبر “مهارات وقدرات”، والمعرفة هي شرط أساسي وضروري لتفعيل هذه المهارات والقدرات. المستويات الثلاثة الأولى تمثل مستويات دنيا من الإدراك والتعلم، بينما التحليل والتركيب والتقييم تعتبر مهارات ذات مستويات عليا. غالبًا ما يتم تمثيل هذا التصنيف بيانيًا على شكل هرم.
تصنيف بلوم المطور
قام فريق من الباحثين بقيادة لورين أندرسون، وهو طالب سابق لدى بلوم، وديفيد كراثول، أحد الزملاء المساهمين في تطوير التصنيف الأصلي، بمراجعة تصنيف بلوم للأهداف التعليمية وإصدار نسخة منقحة وأكثر ديناميكية.
يُعد تصنيف بلوم المعدل بمثابة تصنيف للتعلم والتدريس والتقييم. في هذه النسخة، تمت إعادة تسمية ثلاثة مستويات والتعبير عن جميع المستويات بصيغة الأفعال، لتصبح المستويات الستة التي تشمل العمليات المعرفية التي يتفاعل المفكرون مع المعرفة من خلالها، وبالترتيب كالتالي:
- التذكر (Remembering)
- الفهم (Understanding)
- التطبيق (Applying)
- التحليل (Analyzing)
- التقييم (Evaluating)
- الإبداع (Creating)
الفروقات الجوهرية
يمكن تلخيص ثلاثة اختلافات رئيسية بين تصنيف بلوم الأصلي والتصنيف المعدل:
- استخدام الأفعال بدلًا من الأسماء: في التصنيف الجديد، تم استخدام الأفعال للتعبير عن المستويات المعرفية، مما يعطي قوة وتأثيرًا إيجابيًا للطريقة التي تظهر بها هذه القدرات كأشياء يمكن تطبيقها.
- استبدال التركيب بالإبداع: تم استبدال مهارة التركيب بمهارة الإبداع كأعلى مستوى في التصنيف، مما يشير إلى أن الإبداع هو المهارة المعرفية الأكثر تعقيدًا وأعلى أشكال التعلم وذروة المهام المعرفية.
- تبديل الترتيب بين التقييم والتركيب/الإبداع: تم تبديل موقعي التقييم والتركيب (في النسخة الأصلية) ليصبح التقييم قبل الإبداع في النسخة المعدلة، مما يشير إلى أهمية القدرة على نقد جوانب المهارة قبل استخدامها لابتكار شيء جديد.
تجدر الإشارة إلى أن تصنيفات الهرم القديم (هرم بلوم) والهرم الجديد (هرم أندرسون) متشابكة بشكل كبير، وغالبًا ما يشار إلى هرم أندرسون على أنه هرم بلوم عن طريق الخطأ، بينما العكس لا يحدث أبدًا.
ما هو تصنيف بلوم؟
تصنيف بلوم هو نظام تصنيف يحدد المستويات المختلفة للإدراك البشري والتمييز بينها، مثل التفكير والتعلم والفهم. استخدم المعلمون تصنيف بلوم لتوجيه عملية تطوير التقييمات لمعرفة مدى الفائدة والتعلم الذي أحرزه واكتسبه الطلاب، كما استُخدم تصنيف بلوم أيضًا لتوجيه المناهج الدراسية من وحدات ودروس ومشاريع وأنشطة، وكذلك توجيه الأساليب التعليمية مثل استراتيجيات طرح الأسئلة.
ساعد تصنيف بلوم الباحثين والمعلمين على فهم الطرق الأساسية التي تُكتَسب بها المعارف والمهارات، كما ساعد على تجنب الجهود المكررة أو الزائدة عن الحاجة في تطوير اختبارات متعددة لقياس نفس الأهداف التعليمية.
تم اقتراح تصنيف بلوم من قِبَل عالم النفس التربوي بنيامين بلوم وزملائه عام 1956م، وتم مراجعة التصنيف لاحقًا عام 2001م بواسطة أندرسون وكراثول وابتكار تصنيف جديد معدّل لتصنيف بلوم، وطُبّق تصنيف بلوم في التدريس من قبل أجيال من معلمي رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر، بالإضافة إلى معلمي الكليات.
المراجع
- “BLOOM’S TAXONOMY”, edglossary, 3/5/2014, Retrieved 30/1/2022. Edited.
- “WHAT IS BLOOM’S TAXONOMY?”, bloomstaxonomy, Retrieved 30/1/2022. Edited.
- “Design and teach a course”, unisa, Retrieved 30/1/2022. Edited.
- TeachThought Staff, “Bloom’s Taxonomy Is A Hierarchical Framework For Cognition And Learning Objectives”, teachthought, Retrieved 30/1/2022. Edited.
- Sujit Pal (28/9/2018), “How is the revised blooms taxonomy different from earlier taxonomy?”, quora, Retrieved 30/1/2022. Edited.
- “Bloom’s Taxonomy”, york, Retrieved 30/1/2022. Edited.
- Patricia Armstrong, “Bloom’s Taxonomy”, vanderbilt, Retrieved 30/1/2022. Edited.