مقارنة بين الزي الفلسطيني والزي الأردني التقليدي

استكشاف أوجه التشابه والاختلاف بين الزي الفلسطيني والزي الأردني التقليدي، مع التركيز على المواد المستخدمة، التصاميم، وأهمية كل منهما في الثقافة المحلية.

لمحة عن الزي الفلسطيني الموروث

يعتبر الزي الفلسطيني التقليدي مرآة تعكس تاريخ الأمة وعاداتها وتقاليدها الغنية. إنه ليس مجرد قطعة قماش، بل هو سجل حي يوثق المراحل التاريخية التي مرت بها فلسطين. يمكن من خلاله التعرف على الانتماء الاجتماعي والموروث الثقافي للشخص. فالأزياء الفلسطينية، كغيرها من الأزياء التقليدية، تحمل دلالات عميقة حول الأفراح والأتراح والعادات والتقاليد التي تميز الشعب الفلسطيني. أصبحت الكوفية الفلسطينية، بتصميمها الأبيض والأسود، رمزًا عالميًا للنضال الفلسطيني، حيث كان الزعيم الراحل ياسر عرفات يرتديها باستمرار، مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من صورته وهويته.

نظرة على الزي الأردني الموروث

تعتبر المملكة الأردنية الهاشمية من بين الدول العربية التي تزخر بتراث غني ومتنوع، ويتجسد ذلك في الأزياء المطرزة التقليدية. كان الزي التقليدي جزءًا أساسيًا من حياة الأردنيين، ولا يكاد يخلو بيت منه، خاصة في المناسبات الخاصة. تتميز الأزياء الشعبية الأردنية بالثوب الفضفاض الطويل، الذي غالبًا ما يكون أسود اللون أو بلون داكن، مع غطاء للرأس. يعود أصل هذا الزي إلى منطقة الشام عمومًا، والحضارات العربية التي ترتبط ببعضها البعض بعلاقات وثيقة، وتجمعها قيم اجتماعية وأخلاقية وثقافية واقتصادية مشتركة.

أوجه التباين بين الزيين الفلسطيني والأردني

دعونا الآن نستعرض أبرز الفروقات بين الزيين التقليديين الفلسطيني والأردني:

  • تصميم الثوب: كانت النساء الأردنيات يلجأن إلى ارتداء ثوب أسود واسع وفضفاض، يصل طوله قبل التفصيل إلى 22 ذراعًا من القماش، ويُعرف بالقماش “الملس”. يتم طي القماش ثلاث مرات، ثم يربط بحزام عريض فوق الطية الثانية، بحيث لا يظهر الحزام، وهو ما يُعرف بـ “البيرمة”. في المقابل، كانت الفلسطينيات يرتدين ما يشبه ذلك، ويُسمى “ثوب المردن”، وهو مصنوع من قماش أبيض، إما خفيف أو سميك، وله أكمام واسعة وطويلة. كما يرتدين “اليلك”، وهو فستان مصنوع من القماش المخملي في الشتاء، ومن الأقمشة الخفيفة في الصيف.
  • غطاء الرأس: في المناسبات السعيدة، ترتدي المرأة الأردنية ما يُسمى بـ “الحطة”، وهو منديل مصنوع من الحرير والقصب، ويكون إما أسود أو أحمر، ويُثنى بشكل مستطيل لتلفه المرأة حول رأسها، وترتدي تحته “الشورة”. أما في الزي الفلسطيني، فكانت النساء يحرصن على ارتداء “الصمادة”، وهي تصنع من قماشة الثوب، وتربط بما يحيط بأسفل الذقن، وتعلق برباطها نقود ذهبية، أو “الرقع”، وهي قطعة نقدية تفضل البدويات تعليقها بالأنف.
  • الحلي: يتشابه الزي التقليدي الأردني والفلسطيني في الميل إلى ارتداء قطع قماشية مدورة ومتينة، مشكوكة بالليرات الذهبية والنقود المعدنية، والتي تعتبر من الحلي التي تشجع المرأة على ارتدائها من أجل المباهاة. تُسمى هذه القطعة في الأردن بـ “العرجة”، وفي فلسطين بـ “الصفة أو الشاطورة”.

المصادر

Total
0
Shares
المقال السابق

استكشاف الاختلافات بين الثقوب السوداء والبيضاء

المقال التالي

مقارنة بين الثيران والجاموس: الخصائص والاختلافات

مقالات مشابهة

سمات القصيدة في الحقبة العباسية

نظرة شاملة على مميزات الشعر العباسي: من المقدمات الطللية، مروراً بالاختصار في القصائد، وصولاً إلى التجديد في الأفكار والأساليب والأوزان، واستخدام الموسيقى الداخلية، والتعبير عن الطابع الشعبي.
إقرأ المزيد