مقارنة بين التقويم الميلادي والتقويم الهجري

استكشاف أوجه التشابه والاختلاف بين التقويم الميلادي والتقويم الهجري. يشمل ذلك أسباب التسمية، وأسس الاعتماد، وعدد الأشهر والأيام، وترتيب الأشهر. متى تتطابق السنتان؟

مقدمة

يتعامل البشر عبر التاريخ مع مفهوم الزمن وتنظيمه، وقد نشأت أنظمة تقويم متنوعة لتلبية هذه الحاجة. من بين الأنظمة الأكثر شيوعاً، يبرز التقويم الميلادي والتقويم الهجري. يتميز كل تقويم بخصائصه الفريدة وتاريخه العريق، مما يجعلهما مثيرين للاهتمام والدراسة. فيما يلي، سنستعرض أهم الفروق بين هذين التقويمين.

سبب تسمية كل من التقويمين

التقويم الميلادي، المعروف أيضًا بالتقويم الغريغوري، يعود تسميته إلى البابا غريغوريوس الثالث عشر الذي قام بتعديل التقويم اليولياني في عام 1582م. كان الهدف من هذا التعديل هو تصحيح الأخطاء المتراكمة في التقويم اليولياني وضبطه ليتوافق مع الفصول الفلكية بشكل أدق.

أما التقويم الهجري، والذي يسمى أيضًا بالتقويم الإسلامي، فيعود تسميته إلى هجرة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة. تم اعتماد هذا الحدث التاريخي كنقطة بداية للتقويم الهجري، ويعتبر مرجعًا زمنيًا هامًا للمسلمين.

الأساس الذي يعتمد عليه كل تقويم

التقويم الميلادي يعتمد على دوران الأرض حول الشمس، ويُعرف بالتقويم الشمسي. يتم حساب السنة الميلادية على أساس المدة التي تستغرقها الأرض لإكمال دورة كاملة حول الشمس، والتي تبلغ حوالي 365.25 يومًا. لهذا السبب، يتم إضافة يوم إضافي (يوم كبيس) كل أربع سنوات لتعويض الربع يوم الزائد.

بالمقابل، يعتمد التقويم الهجري على دورة القمر حول الأرض، ويُعرف بالتقويم القمري. تعتمد بداية الشهر الهجري على رؤية الهلال الجديد، وتتألف السنة الهجرية من 12 شهرًا قمريًا. قال تعالى: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ” (التوبة: 36).

وقد بدأ اعتماد التقويم الهجري في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. روي أن الصحابة اختلفوا في أي سنة يبدأ التاريخ الهجري، فاقترح بعضهم أن يبدأ بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، واقترح آخرون ببعثته، لكن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجح أن يكون مبدأ التاريخ الهجري هو هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، لكونها حدثاً فاصلاً في تاريخ الإسلام.

عدد الأشهر والأيام في كل تقويم

كما ذكرنا، يتكون التقويم الميلادي من 12 شهرًا، ويبلغ عدد أيام السنة الميلادية 365 يومًا، وفي السنوات الكبيسة يضاف يوم واحد ليصبح 366 يومًا.

أما التقويم الهجري فيتكون أيضًا من 12 شهرًا، ولكن عدد أيام السنة الهجرية يبلغ 354 يومًا. هذا الفرق في عدد الأيام يؤدي إلى أن الأشهر الهجرية تتغير في الفصول على مدار السنوات الميلادية.

أسماء وترتيب الأشهر في التقويمين

تبدأ السنة الميلادية بشهر كانون الثاني (يناير) وتنتهي بشهر كانون الأول (ديسمبر). فيما يلي ترتيب الأشهر الميلادية:

  • كانون الثاني (يناير)
  • شباط (فبراير)
  • آذار (مارس)
  • نيسان (أبريل)
  • أيار (مايو)
  • حزيران (يونيو)
  • تموز (يوليو)
  • آب (أغسطس)
  • أيلول (سبتمبر)
  • تشرين الأول (أكتوبر)
  • تشرين الثاني (نوفمبر)
  • كانون الأول (ديسمبر)

بينما تبدأ السنة الهجرية بشهر محرم وتنتهي بشهر ذي الحجة. فيما يلي ترتيب الأشهر الهجرية:

  • محرم
  • صفر
  • ربيع الأول
  • ربيع الثاني
  • جمادى الأولى
  • جمادى الثانية
  • رجب
  • شعبان
  • رمضان
  • شوال
  • ذو القعدة
  • ذو الحجة

متى تتوافق السنة الهجرية مع السنة الميلادية؟

نظرًا للفرق في عدد الأيام بين السنة الهجرية والسنة الميلادية، فإن السنة الهجرية تتقدم حوالي 11 يومًا كل عام مقارنة بالسنة الميلادية. ونتيجة لذلك، فإن السنة الهجرية تتوافق مع السنة الميلادية مرة واحدة كل 33 عامًا تقريبًا، حيث تلتقي الأشهر الهجرية في أجزاء مختلفة من التقويم الميلادي.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

تمييز السنة الضوئية عن السنة الأرضية

المقال التالي

التمييز بين كلمتي السنة والعام في اللغة العربية

مقالات مشابهة