مفهوم تدهور البيئة
يشير تدهور البيئة إلى إدخال مواد ضارة – سواء كانت في صورة صلبة أو سائلة أو غازية – أو أشكال من الطاقة مثل الحرارة، الضوضاء، أو الإشعاع، إلى النظام البيئي بوتيرة تتجاوز قدرة البيئة على استيعابها، تخفيفها، إعادة تدويرها، أو تخزينها بطرق غير مؤذية. ويشمل ذلك أنواعًا متعددة، أبرزها تلوث الهواء، المياه، والتربة، بالإضافة إلى التلوث الإشعاعي، الضوضائي، والضوئي وغيرها.
بمعنى آخر، هو إدخال ملوثات إلى البيئة يؤدي إلى آثار سلبية على النظام البيئي، الحياة البرية، وصحة الإنسان. يعتبر تدهور البيئة تحديًا عالميًا كبيرًا تفاقم بسبب الثورة الصناعية، وأصبحت آثاره تتجاوز قدرة الطبيعة على التعافي، ومن أبرز مظاهر هذا التدهور هو ترقق طبقة الأوزون.
يحدث تدهور البيئة عندما تعجز الأنظمة البيئية عن معالجة أو تحييد المنتجات الثانوية الضارة الناتجة عن الأنشطة البشرية، مثل مخلفات المصانع والانبعاثات الغازية السامة، بالسرعة الكافية لمنع حدوث أضرار هيكلية أو وظيفية في النظام. ويرجع ذلك إما إلى أن الملوثات تنبعث بكميات تتجاوز قدرة البيئة على التخلص منها، أو لأن البيئة لا تملك آليات طبيعية للتعامل مع هذه المواد غير الطبيعية.
عندما يعجز الإنسان عن إدارة مخلفات أنشطته الصناعية وغيرها بشكل فعال، تتراكم هذه المخلفات بمرور الوقت بمعدلات تتجاوز قدرة البيئة على معالجتها واستيعابها. هذا يؤدي إلى أضرار جسيمة، حيث أن بعض المخلفات قد تحتاج إلى آلاف السنين حتى تتحلل. ومع ذلك، يجب ملاحظة أن بعض الأحداث الطبيعية مثل حرائق الغابات والبراكين يمكن أن تساهم أيضًا في تدهور البيئة.
أسباب تدهور البيئة
تتعدد أسباب تدهور البيئة وتؤثر على جميع عناصرها، بما في ذلك المياه، التربة، الغلاف الجوي، النباتات، الحيوانات، والإنسان. الأنشطة البشرية تلعب دورًا كبيرًا في هذا التدهور، خاصة فيما يتعلق بالنفط، حيث أن تسربه من ناقلات النفط يؤدي إلى تلوث المياه وتسمم الكائنات البحرية، وتحلله يزيد من التلوث.
بالإضافة إلى ذلك، الكيماويات الزراعية والمواد الكيميائية التي تتسرب إلى المياه، والتي تحتوي على معادن ثقيلة، تحد من قدرة الكائنات البحرية على التنفس وتتراكم في السلاسل الغذائية، مما يصل بها إلى مستويات قاتلة.
فيما يلي بعض المسببات الرئيسية لتدهور البيئة:
- التلوث الناتج عن المركبات: انبعاث الدخان الناتج عن احتراق الوقود الأحفوري من عوادم السيارات ومداخن المصانع يساهم بشكل كبير في تلوث البيئة.
- انبعاثات الوقود الأحفوري من محطات توليد الطاقة: تتسبب في إنتاج الضباب الدخاني، وعندما يمتزج بأشعة الشمس والحرارة، ينتج غاز الأوزون السام.
- ثاني أكسيد الكربون: زادت نسبته في الغلاف الجوي بشكل كبير نتيجة للأنشطة الصناعية، وزيادة عدد السكان، وإزالة الغابات التي كانت تعمل على امتصاصه وإنتاج الأكسجين.
- حرائق الغابات والبراكين النشطة: تسبب أضرارًا جسيمة للمسطحات المائية، الغطاء النباتي، التنوع الحيواني، والغلاف الجوي.
- تآكل التربة: يؤدي إلى انتقال الطمي والمواد الأخرى إلى المجاري المائية والأنهار، مما يلوث المياه ويجعلها غير صالحة للاستهلاك البشري، كما يؤدي إلى إغلاق المجاري التنفسية لدى الأحياء المائية.
مقارنة بين البيئة الصحية والمتدهورة
البيئة هي المحيط الذي نعيش فيه والذي يؤثر ويتأثر بالإنسان والكائنات الحية الأخرى. فيما يلي مقارنة بين البيئة الصحية والبيئة المتدهورة:
وجه المقارنة | البيئة الصحية | البيئة المتدهورة |
---|---|---|
الغطاء النباتي | يغطي مساحات واسعة | يتراجع بشكل ملحوظ |
أعداد الحيوانات | كبيرة ومتنوعة | تشهد تناقصًا كبيرًا |
كمية الأبخرة والغازات | نسب طبيعية | نسب مرتفعة جدًا |
نسبة الإشعاع | نسب طبيعية قليلة | نسب كبيرة |
نسبة ثاني أكسيد الكربون | معدلات طبيعية | معدلات مرتفعة للغاية |
نسبة الأكسجين | معدلات طبيعية | معدلات قليلة جدًا |
مستوى الضجيج | منخفض جدًا | عالٍ جدًا |
نسبة خصوبة التربة | تربة خصبة غنية بالمواد المفيدة للنبات | تربة ملوثة تفتقر إلى العناصر الرئيسية |
درجة الحرارة | معتدلة (معدلات طبيعية) | مرتفعة (خلل كبير في المعدلات) |
نسبة الملوثات في الهواء | قليلة أو معدومة | كبيرة وتسبب التشتت الضوئي |
طبيعة المناخ | معتدل وملائم لنمو النباتات وازدهار الحياة البرية | متقلب وغير ملائم لنمو النباتات أو تكاثر الحيوانات |
نسبة حدوث طفرات في أنسجة الحيوانات | قليلة جدًا | مرتفعة جدًا |
التأثير على صحة الإنسان | لا يوجد خطر على حياة الإنسان | أخطار متعددة وأمراض في الرئة وسرطانات في الجلد وغيرها |
خصائص النباتات | متنوعة وتمتلك قيمة غذائية عالية ولا تحتوي على مواد كيميائية من صنع البشر | قليلة وهناك أنواع انقرضت وتحتوي الثمار على مواد كيميائية محقونة |
التنوع الحيوي | الكثير من أنواع الحيوانات | ندرة الحيوانات وانقراض بعضها وتهديد بعضها الآخر |