مقارنة بين الأدب الروائي الغربي والعربي

تحليل مقارن بين العمل الروائي الغربي والعمل الروائي العربي. دراسة أوجه التباين في الأسلوب، المحتوى، والأهداف. نظرة معمقة على الاختلافات الجوهرية بين الثقافتين وتأثيرها على فن الرواية.

مدخل إلى دراسة أوجه التشابه والاختلاف بين الرواية الغربية والعربية

يكمن أساس التباين بين الرواية الغربية والعربية في اختلاف الخلفيات الثقافية للمجتمعات الغربية والعربية، بما تتضمنه من معتقدات وتقاليد وأعراف. تشير بعض الدراسات إلى أن الرواية نشأت من صميم الحكايات الشعبية العربية القديمة، بينما يرى البعض الآخر أن جذورها تعود إلى الأساطير والقصص التي سبقت التاريخ، في حين يذهب فريق ثالث إلى اعتبارها فناً حديثاً ذا أصل غربي خالص.

تحليل نقاط التباين بين الروايتين العربية والغربية

عند التمعن والتدقيق، يتضح وجود اختلافات جوهرية بين الرواية العربية ونظيرتها الغربية، تتجلى في عدة جوانب رئيسية:

تباين المحتوى والأفكار المطروحة

يظهر اختلاف كبير في المحتوى بين الروايات العربية والغربية. غالبًا ما تتميز الأعمال الغربية بجاذبية أكبر في مضمونها مقارنة بالعربية، ويعزى ذلك إلى طبيعة الثقافتين المتباينة. تتناول معظم الروايات الغربية مواضيع تعتبر من المسلمات في الغرب بينما هي من المحرمات في مجتمعاتنا العربية. يعرف المهتمون بالأدب الروائي مصطلح “الثالوث المحرم”، الذي يتكون من ثلاثة مواضيع حساسة كان يُحظر على الأدباء العرب الخوض فيها، وهي الدين والسياسة والجنس.

على النقيض من ذلك، نجد الأدب الروائي الغربي قد تناول عناصر هذا الثالوث المحرم بأساليب متنوعة وصريحة. أمثلة ذلك كثيرة في الأعمال العالمية الغربية. ففي مجال السياسة، تناول الكاتب ميخائيل بولغاكوف في روايته “المعلم ومارغريتا” ممارسات الاتحاد السوفييتي في روسيا وانتقده بشدة. وبالمثل، تناول العديد من الكتاب بحرية مواضيع الدين والجنس بشكل مفصل.

أما في الرواية العربية، فقد بدأت في العصر الحديث بتناول عنصري الدين والجنس، بينما ظلت السياسة من المحرمات، إلا في بعض الأعمال القليلة جداً وبتحفظات كبيرة. كالروائي نجيب محفوظ الذي انتقد مجلس قيادة ما سُمي بثورة الضباط الأحرار في خمسينيات القرن العشرين من خلال روايته أولاد حارتنا.

وبناءً على ذلك، تفتقر الروايات العربية التي تناولت هذا الثالوث إلى النضج والاكتمال في معظمها، على عكس الرواية الغربية التي وظفت عناصره توظيفًا حقيقيًا ولم يكن الأمر لديها مجرد إثارة للجدل ورفع لمعدل المبيعات.

تنوع الأساليب السردية

تعتبر تقنيات السرد من العناصر الأساسية التي يجب على الروائي الاهتمام بها. وتعتبر هذه التقنيات أكثر تطوراً في الرواية الغربية مقارنة بالعربية. قد يرجع ذلك إلى أن هذا اللون الأدبي نشأ في الغرب ثم انتقل إلى الأدب العربي، مما جعل الكتاب الغربيين أكثر قدرة على إتقانه.

الأهداف والغايات من وراء الرواية

الرواية في جوهرها هي قصة أطول من القصة التقليدية، قادرة على استيعاب مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والدينية. لكن في الأدب الغربي، لا تقتصر الرواية على كونها قصة للتسلية فحسب، بل تحمل هدفاً أساسياً يبني عليه الروائي أحداثها. ومن خلال تناول الثالوث المحرم المذكور، يسعى الكتاب الغربيون إلى تحقيق أهداف متنوعة.

ففي رواية “شيفرة دافنشي” للكاتب دان براون، يتم تقديم تصور جديد لشخصية مريم المجدلية، وهي شخصية مثيرة للجدل في التراث المسيحي، وذلك من خلال رواية بوليسية مشوقة. وفي رواية “عالم صوفي”، يقدم لنا الكاتب جوستاين غاردر نصاً فلسفياً عميقاً من خلال مغامرة غرائبية شيقة مع طفلة في الرابعة عشرة من عمرها.

المصادر والمراجع

  1. أ بتصرّف. “الغرب ونشأة الرواية العربية”، فكر، تم الاطلاع عليه بتاريخ 16/1/2022.
  2. بتصرّف. مجموعة من المؤلفين، أرشيف منتدى الألوكة.
  3. بتصرّف. “القصة العربية والقصة الغربية”، الخليج، تم الاطلاع عليه بتاريخ 16/1/2022.
  4. بتصرّف. “تلخيص كتاب شيفرة دافنشي”، فولة بوك.
  5. بتصرّف. “كتاب عالم صوفي”، كتوباتي.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

تمييز الأحكام: الركن، الواجب، والسنة

المقال التالي

تمييز العمل الروائي عن القصة القصيرة

مقالات مشابهة