جدول المحتويات
العنوان | الرابط |
---|---|
فهم مفهوم حوار الأديان | الفقرة الأولى |
حوار الأديان: لغةً واصطلاحاً | الفقرة الثانية |
منظور الإسلام في حوار الأديان | الفقرة الثالثة |
سنة الاختلاف بين البشر | الفقرة الرابعة |
الأساس الشرعي لحوار الأديان | الفقرة الخامسة |
فهم مفهوم حوار الأديان
يُعدّ حوار الأديان مفهوماً حديثاً نسبياً، إلا أن جذوره تمتدّ إلى عصور سابقة. فقد مارس النبي صلى الله عليه وسلم الحوار مع اليهود والنصارى، بل وحتى مع مشركي قريش، ساعياً للوصول إلى تفاهم مشترك. وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ [1].
حوار الأديان: لغةً واصطلاحاً
لغويًا، يُشير الحوار إلى المُناقشة، المُراجعة، والتبادل الكلامي بين الأطراف. أما في سياق الأديان، فيُصبح الحوار عبارة عن تبادل للآراء والأفكار بين أتباع مختلف الأديان. ولا يختلف المفهوم الاصطلاحي كثيراً عن المفهوم اللغوي، إذ يركز على تبادل الأفكار بهدف الوصول إلى أرضية مشتركة من التفاهم والانسجام.
يُعرّف بعض الباحثين حوار الأديان بأنه حوار جماعي بين أصحاب هويات دينية مختلفة، بهدف بناء تفاهم يسمح بالتعايش السلمي رغم وجود اختلافات في المعتقدات. وآخرون يصفونه بأنه تبادل موضوعي للأفكار والحقائق، مع احترام معتقدات كل طرف، وذلك من أجل تحقيق التفاهم والتقارب.
منظور الإسلام في حوار الأديان
يُؤكد الإسلام على أهمية الحوار، ولكنه يُشدد على أنّه لا يعني التنازل عن المبادئ الأساسية للإسلام أو قبول ما يتعارض معها. الهدف من الحوار هو بيان الحقّ، وهداية الناس لعبادة الله وحده، لا دمج الأديان أو خلق دين جديد.
سنة الاختلاف بين البشر
اختلف الناس في آرائهم، ومعارفهم، وعقائدهم، وهذا اختلافٌ طبيعيٌّ، وهو سنةٌ إلهيةٌ، كما ورد في قوله تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [4].
ولكن الإسلام يدعو إلى توجيه هذا الاختلاف نحو البناء، والبحث عن القواسم المشتركة، كما في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [5].
الأساس الشرعي لحوار الأديان
الحوار مع غير المسلمين جائزٌ شرعاً، إذا كان بهدف الدعوة إلى الإيمان والتوحيد، وبيان الحقّ. وهذا جزء من مسؤولية المسلمين في تبليغ رسالة الإسلام، مدعوماً بأدلةٍ قرآنيةٍ كثيرة، منها قوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ [7]، وقوله تعالى: ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [8]، وقوله تعالى: ﴿قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [9].
يُشترط في هذا الحوار أن يكون مبنيًا على العلم والمعرفة، فلا يجوز المجادلة من دون بصيرةٍ أو علمٍ كافٍ. كما يجب أن يكون الهدف بيان الحقّ، لا مجرد المجادلة والمغالبة.