معنى حديث ‘اتركوها فإنها منتنة’ ومحاربة الإسلام للعصبية القبلية

تعرف على معنى حديث ‘اتركوها فإنها منتنة’، وأسباب محاربة الإسلام للعصبية القبلية، وكيفية تعامل الإسلام مع هذه الظاهرة لتعزيز الوحدة والتقوى بين المسلمين.

جدول المحتويات

معنى حديث ‘اتركوها فإنها منتنة’

يُشير حديث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: (دَعُوهَا، فإنَّهَا مُنْتِنَةٌ) إلى ذم العصبية القبلية واعتبارها من الأمور المكروهة في الشريعة الإسلامية. فالعصبية القبلية تُعتبر من دعاوى الجاهلية التي تتعارض مع مبادئ الإسلام، حيث تُسبب التفرقة بين المسلمين وتُعيق تحقيق الوحدة التي يدعو إليها الدين.

وقد فسّر العلماء كلمة “منتنة” بأنها تشير إلى القبح والضرر الذي تُسببه العصبية القبلية، حيث تُشبه بالشيء النتن الذي يجب الابتعاد عنه. كما أن الدعوة إلى العصبية تُعتبر من الكلام الخبيث الذي يُؤذي المجتمع ويُضعف الروابط الإيمانية بين الأفراد.

أهمية ترك العصبية القبلية في الإسلام

حارب الإسلام العصبية القبلية من خلال العديد من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، حيث أكد على أن ميزان التفاضل بين الناس هو التقوى وليس النسب أو القبيلة. يقول الله تعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).

كما أن الإسلام جاء ليُبطل جميع أشكال التمييز بين الناس، سواء كان ذلك على أساس اللون أو الجنس أو النسب. فقد كانت العصبية القبلية في الجاهلية تُسبب الفتنة والقتال بين القبائل، حيث كان الفرد يستنصر بقبيلته حتى لو كان ظالماً، مما يُؤدي إلى تفاقم الخلافات وانتشار العداوة.

أسباب محاربة الإسلام للعصبية

هناك عدة أسباب جعلت الإسلام يُحارب العصبية بجميع أشكالها، ومنها:

  • العصبية تُعتبر عامل هدم للدين والمجتمع، حيث تُسبب التفرقة بين الناس وتُعيق تحقيق الوحدة التي يدعو إليها الإسلام.
  • هي من أخلاق الجاهلية التي تُسبب القتال والفتنة، وتُورث الكراهية والحقد بين الأفراد.
  • العصبية تُعني اتباع الباطل والابتعاد عن الحق، مما يُضعف الإيمان ويُبعد الفرد عن تعاليم الدين.

كيفية تعامل الإسلام مع العصبية القبلية

قام الإسلام بمحاربة العصبية القبلية من خلال تعزيز مبادئ المساواة والتسامح بين جميع الناس، حيث جعل ميزان التفاضل بينهم هو التقوى والعمل الصالح. يقول الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ).

كما أن الإسلام ألغى جميع أشكال التمييز بين الناس على أساس النسب أو الجنس، وحث على التعاون في البر والتقوى، ونَهى عن التعاون على الإثم والعدوان. يقول الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِْثْمِ وَالْعُدْوَانِ).

بالإضافة إلى ذلك، نهى الإسلام عن التفاخر بالآباء والأجداد، حيث أن التفاخر بالنسب يُعتبر من مظاهر العصبية القبلية التي تُضعف الروابط الإيمانية بين المسلمين.

المراجع

  • صحيح مسلم، حديث رقم: 2584.
  • تفسير السيوطي، قوت المغتذي على جامع الترمذي.
  • الروض الأنف في شرح السيرة النبوية، عبد الرحمن السهيلي.
  • فتح المنعم شرح صحيح مسلم، موسى شاهين لاشين.
  • سورة الحجرات، آية: 13.
  • سورة المائدة، آية: 2.
Total
0
Shares
المقال السابق

تفسير آية اتخذوا أحبارهم ورهبانهم – دروس وعبر

المقال التالي

شرح قصيدة لا تصالح لأمل دنقل – تحليل شامل

مقالات مشابهة

بحث عن حسن الخلق

تُعرّف الأخلاق بأنّها الطّبع والسجيّة، وهي مجموعة من القواعد والمبادئ المنظّمة للسلوك الإنسانيّ. في هذا البحث، نستكشف أهمية حُسن الخُلق في الإسلام، ونُلقي الضوء على أنواعه، الأسباب الباعثة عليه، والوسائل الموصلة إليه.
إقرأ المزيد