فهرس المحتوى
معالجة ظاهرة التسول
تُعتبر ظاهرة التسول مشكلة اجتماعية ملحة تتطلب حلولاً فعالة. تسعى العديد من الدول إلى وضع خطط واستراتيجيات للحد من انتشار هذه الظاهرة، والتخفيف من آثارها السلبية على المجتمع. وتشمل هذه الحلول مجموعة من الإجراءات والتدابير التي تُركز على جوانب متعددة، بما في ذلك:
- تجريم التسول: يُمكن الحدّ من ظاهرة التسوّل من خلال اعتبارها جريمة يُعاقب عليها القانون. يُساهم هذا الإجراء في ردع الأشخاص عن ممارسة التسول، ويُقلّل من انتشاره.
- تقديم الرعاية: تُعدّ إقامة مراكز للمتسولين المحتاجين للحماية أمراً ضرورياً، حيث تُقدم لهم هذه المراكز الرعاية الكاملة، وتُوفر لهم حاجاتهم الأساسية، مثل الطعام، والمأوى، والملبس.
- المراقبة: يُمكن مراقبة حركة المتسوّلين يومياً من خلال وضع برنامجٍ زمني مُحدد. يُساعد هذا الإجراء في تحديد الأشخاص الذين يُمارسون التسوّل بشكلٍ منتظم، وتحديد الأماكن التي يتركزون فيها.
- دراسة الحالة: من المهم إجراء الدراسات الاجتماعية اللازمة على كلّ شخص من المتسولين لفهم احتياجاتهم والأسباب التي دفعت إلى لجوئهم إلى التسوّل. يُمكن استخدام هذه المعلومات لتقديم حلول مُخصصة لكل حالة.
- اتخاذ إجراء: ينبغي إحالة المتسولين إلى الجهات المختصة، وخاصةً الأشخاص الذين يتّخذون التسوّل كمهنة. يُمكن تقديم برامج تدريبية وتأهيلية لهم لتمكينهم من العثور على عمل والاعتماد على أنفسهم.
- المعاقبة: تُطبّق بعض الحكومات عقوبات على الأشخاص الذين يُمارسون التسول، كالحبس لكل من يتسول في الأماكن العامة، أو يقود قاصراً للتسوّل، أو يُشجّع على التسوّل. يُمكن أيضاً مصادرة الأموال المُحصّلة من التسول.
- تقديم الدعم: يمكن تقديم الدعم اللازم للمتسولين بتوفير الوظائف والتدريب المهنيّ المناسب لهم لتمكينهم من إعالة أنفسهم وأسرهم. يُمكن أيضاً تقديم دعم مالي للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة لإبعادهم عن التسوّل.
- الحملات التوعوية: تُعدّ توعية المجتمع حول مخاطر ظاهرة التسول مهمّةً جداً للحدّ منها. يُمكن تنفيذ حملات توعوية عبر جميع وسائل الإعلام المختلفة، لرفع وعي الناس بضرورة مساعدة الفقراء والمساكين بطرق مُنظمّة وحضارية.
- التخطيط الإعلامي: تُساهم جمع المعلومات اللازمة عن مدى انتشار ظاهرة التسوّل في الريف والمدن في تقديم حلول مُناسبة. يُمكن أيضاً تقديم نماذج حيّة لبعض المتسولين والمشاكل التي تُواجههم، بالإضافة إلى إنشاء قضية رأي عام حول الظاهرة وخلق جو مناسب لتمكين العاملين في مجالات الرعاية من تنمية قدراتهم للقضاء على ظاهرة التسول.
- الحدّ من الفقر: تُشير أغلب الدراسات إلى أنّ الفقر وتدنّي مستوى المعيشة يدفع الأشخاص بكافة أعمارهم للتسول. لذلك، يجب توفير الاستقرار المادي للعائلات الفقيرة من خلال إنشاء المشاريع التنموية، وتوفير فرص عمل للمتسولين، وتمويل الأسر المحتاجة.
آثار ظاهرة التسول السلبية
تُشكّل ظاهرة التسول خطراً حقيقياً على المجتمع، حيث تُؤدّي إلى إعاقة مسيرة الحياة من خلال تعطّل العمل وانتشار الأشخاص غير المنتجين الذين يعجزون عن العمل وحمل المسؤوليات، فيعتمدون على غيرهم في تأمين احتياجاتهم. تُظهر ظاهرة التسول آثاراً سلبية مُتعددة على المستوى الاقتصادي، الاجتماعي، النفسي، والأمني.
- امتهان الكرامة: يُنافي التسول فطرة الإنسان الطبيعية ويُظهره بشكلٍ مهين يُجرّده من الكرامة التي منحه الله إياها.
- التعرّض للاستغلال: تتسبّب ممارسة التسوّل في الشوارع إلى تعرّض الأطفال والنساء للاستغلال الجنسيّ والمادي، وذلك عن طريق إجبارهم على أفعالٍ منافية للأخلاق مقابل حصولهم على المال.
- التسرب من المدارس: يدفع التسوّل الأطفال إلى التسرّب من المدارس؛ لعدم مقدرتهم على التوفيق بين الدراسة وممارستهم للتسوّل، ممّا يؤدّي إلى تدنّي تحصيلهم العلمي وتركهم للمدرسة لاحقاً.
- مخاطر الانحراف: يُؤثّر التسوّل على شريحة الأطفال والنساء بشكلٍ أكبر من غيرهم، ويجعلهم أكثر عرضةًللانحرافوالإجرام بكافّة أشكاله، وممارستهم سلوكيات لها أضرار خطيرة على المجتمع؛ كالإدمان، والتدخين، وغيرها من الممارسات التي تؤدّي في نهاية المطاف إلى تدهور المجتمع.
- التعرض للحوادث: يلجأ الأطفال وكبار السن إلى التجوّل في الطرقات وبين المركبات لممارسة التسوّل وسؤال السائقين عن المال، لذلك يكونون عرضةً لحوادثالدهسبشكلٍ كبير.
- التشرّد في الشوارع: يتشرّد الكثير من الأطفال والبالغين الذين يُمارسون التسوّل في الشوارع، حيث يعتادون على النوم في الساحات العامة، والحدائق، والمتنزهات، ويتّخذونها مأوى لهم.
- هدر المال: يؤدّي التسوّل إلى إضاعة الأموال دون فائدة، فالأفضل استثمار الأموال الممنوحة للمتسولين في إنشاء المشاريع الإنتاجية، أو منحها للمؤسسات الخيرية التي تُقدّم الرعاية للأسر الفقيرة العفيفة.
أسباب انتشار ظاهرة التسول
تنتشر ظاهرة التسوّل في المجتمع نتيجة العديد من الأسباب، بعضها مُتعلّق بالظروف الاقتصادية، وبعضها الآخر مُرتبط بالجانب النفسي أو الاجتماعي.
- الأسباب الاقتصادية: يُعدّ الفقر من أهم عوامل انتشار ظاهرة التسول في المجتمعات. ينتج عن العوز المادي والحاجة للقمة العيش، والبطالة التي يتّخذها البعض كحجة لتجنّب العمل الذي فيه مشقّة أو تعب. يلجأ البعض للتسول للحصول على المال بشكلٍ سهل.
- الأسباب النفسية: تُشمل شعور الفرد بالحرمان وحاجته للمال ورغبته في الحصول عليه دون كدّ أو تعب. يلجأ الكثيرون إلى التسول جاعلين منه مهنةً يوميةً لهم لما تدرّه عليهم من أموال؛ نتيجة تعاطف الناس مع استجداء المتسولين الكاذب. تُضاف إلى ذلك أسباب نفسية أخرى مثل: الشعور باليأس، والإحباط، والفشل، والعزلة، والإهانة.
- الأسباب الأمنية: تنتشر ظاهرة التسوّل نتيجة عدم وجود مخطّط لمواجهة التسوّل والحدّ منه، وغياب الرقابة من قِبل الجهات الأمنية، وعدم وجود قوانين واضحة تردع الأشخاص عن التسوّل.
- الأسباب التربوية: يُؤدّي عدم مراقبة الآباء للأبناء وسوء التربية إلى انتشار ظاهرة التسوّل، وانتشار الأمية بين المتسوّلين، بالإضافة إلى حرمان الأفراد من التعليم، أو هروبهم وتسرّبهم من المدارس.
- الأسباب الأسرية: تُعتبر من الأسباب البارزة لحدوث ظاهرة التسوّل. من أبرزها التفكك الأسري وحالات الطلاق التي تؤدّي إلى فقدان ربّ العائلة الذي يرعاهم ويعيلهم، وتشرّد الأطفال وامتهانهم للتسوّل؛ لعدم مقدرتهم على العمل في مهنة أخرى.
- الأسباب الاجتماعية: تشمل فقدان المتسولين للوازع الدينيّ الذي يُجنّبهم ممارسة التسوّل وانحراف الشباب؛ كالإدمان على تعاطيالمخدرات، والتخلّي عن القيم الاجتماعية. توجد أيضاً أسباب أخرى ك: قلة عدد مكاتب مكافحة التسول، وغياب ثقافة التعاون والتكافل بين أبناء المجتمع الواحد، بالإضافة إلى المرض، والكثافة السكانية، أو الهجرة من القرية إلى المدينة، وضعف وزارة التنمية الاجتماعية.
- الأسباب الحيوية: يُمكن أن تكون بعض المشكلات المرضية سبباً في انتشار ظاهرة التسول، مثل: التشوهات الخلقية؛ كالقزامة، والإعاقة الجسدية أو العقلية، بالإضافة إلى الأمراض المزمنة.