مصير أرواح الحيوانات بعد الوفاة

رحلة أرواح الحيوانات بعد الموت، حشرها يوم القيامة، والآيات والأحاديث التي تتحدث عن ذلك.

فهرس المحتويات

الموضوعالرابط
مصير أرواح الحيوانات بعد مماتهابعد الوفاة
قبض الروح: دور ملك الموتملك الموت
حشر الحيوانات يوم الحسابيوم القيامة
تحول الأرواح إلى ترابالتحول إلى تراب
المراجعالمراجع

ما هو مصير أرواح الحيوانات بعد وفاتها؟

يُشكل مصير أرواح الحيوانات بعد وفاتها سؤالاً طرحه الكثيرون. لم يرد في النصوص الدينية تفاصيل دقيقة حول هذا الأمر. الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- رأى أن التعمق في هذا يُعدّ من باب التكلف والتنطع الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ثلاث مرات: (هلك المتنطّعون). لذا، من الأفضل التركيز على ما ثبت في الشريعة الإسلامية، وترك ما لم يُذكر في هذا الصدد من أمور غيبية.

ملك الموت وقبض أرواح جميع الكائنات

الله سبحانه وتعالى هو القابض لأرواح جميع الخلق، و ملك الموت وأعوانه وسائط لذلك. وقد وكل الله تعالى ملك الموت بقبض الأرواح، كما جاء في قوله تعالى: (قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) [٢]. و هذا يدل على أن ملك الموت يقبض أرواح جميع الكائنات، من إنسان وجِنّ وحَيوان. بعض التفسيرات تقول إن ملك الموت يقبض أرواح بني آدم، بينما يقوم أعوانه بقبض أرواح الحيوانات، لكن هذا الرأي يفتقر إلى دليلٍ قاطع.

حشر الحيوانات يوم القيامة

يوم القيامة، سيُحشر جميع الخلق، بما في ذلك الحيوانات. فهي أمم مستقلة، لكل منها خصائصها ووجودها الخاص. وهذا يتوافق مع قوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [٦]. هذه الآية تدل على أن الله خلق جميع الحيوانات ورزقها، كما خلقنا ورزقنا، وسيحشرها يوم القيامة ليقضي بينها بالعدل والإنصاف. كما تُشير آيات أخرى إلى حشر الحيوانات ليوم الحساب، وذلك لتطبيق العدل الإلهي.

حديث نبوي شريف يذكر: (وما مِن صاحبِ إبلٍ لا يؤدِّي زكاتَها إلَّا بُطِح لها بقاعٍ قَرْقرٍ ما كانت تسيرُ عليه كلَّما مضى عليه أُخراها رُدَّت عليه أُولاها حتَّى يحكُمَ اللهُ بينَ عبادِه) [١٠]. ويُذكر في الحديث الأبقار والأغنام، مما يُشير إلى شمولية حشر الحيوانات.

وقوله تعالى: (إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا) [٨] يُشير إلى أن الكافر يتمنى لو أنه كان تراباً، وهذا يُفهم على أنه يوم الحساب يشمل البشر والحيوان على حد سواء.

كما جاء في الآية الكريمة: (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ) [١١] وهي تُشير إلى جمع الحيوانات يوم القيامة.

تحويل أرواح الحيوانات إلى تراب

يُستدلّ من قوله تعالى: (إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا) [٨]، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن جميع المخلوقات تُحشر يوم القيامة، بما في ذلك الحيوانات، ثم تُرجع إلى تراب. وقد روى أبو هريرة أن العدل الإلهي سيُطبق على جميع الكائنات، حتى الحيوانات، قبل أن تُرجع إلى تراب. هذه الآية والأحاديث تُشير إلى أن مصير معظم الحيوانات في الآخرة هو العودة إلى التراب. مع استثناء بعض الحيوانات المذكورة في نصوص دينية مثل كبش إبراهيم، وحمار عزير، وكلب أهل الكهف، والتي يُعتقد أنها ستبقى في الجنة، والله أعلم.

المراجع

المصادر والمراجع مُرفقة في النص الأصلي، وقد تم الاستعانة بها لإعداد هذا المقال.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

مصير الملفات المحذوفة من جهاز الكمبيوتر

المقال التالي

رحلة فضلات الجنين: من الرحم إلى العالم الخارجي

مقالات مشابهة