مشروعية وأثر حضور الأطفال صلاة العيد

استكشاف حكم حضور الأطفال صلاة العيد وأهمية ذلك. تعرف على الآثار الإيجابية لاصطحابهم وكيفية تشجيعهم على الالتزام بالصلاة.

مقدمة

تعتبر صلاة العيد من الشعائر الإسلامية العظيمة التي يحتفل بها المسلمون في جميع أنحاء العالم. وفي هذا المقال، سنتناول بالتفصيل مسألة حضور الأطفال هذه الصلاة المباركة، وما يترتب على ذلك من أحكام وآثار إيجابية.

الرأي الشرعي في حضور الصغار لصلاة العيد

ورد في الحديث الشريف في صحيح البخاري ومسلم أن نساء الأنصار كنّ يمنعن الفتيات حديثات العهد بالبلوغ أن يخرجنّ لصلاة العيد؛ وربما كان ذلك لعدم علمهنّ بمشروعية خروجهن لشهود صلاة العيد.

ثم أتت امرأةٌ فأخبرتهن أنها لما سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المرأة ليس لديها جلباب لتخرج به فتشهد صلاة العيد، ماذا تفعل؟ فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-:

“(لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِن جِلْبَابِهَا، فَلْيَشْهَدْنَ الخَيْرَ ودَعْوَةَ المُؤْمِنِينَ).”[١]

وبناءً على ذلك، فإذا كان الرجال والنساء يحرصون على حضور صلاة العيد، فمن الأولى أن يصطحبوا معهم الأطفال ليشهدوا هذه المناسبة العظيمة، ويشاركونهم فرحة العيد، ويرسخوا في نفوسهم حب الدين وتعظيم شعائره.

انعكاسات اصطحاب الأطفال إلى صلاة العيد

إن اصطحاب الأطفال إلى صلاة العيد له فوائد جمة وآثار إيجابية على شخصيتهم ونموهم الروحي والاجتماعي. من أبرز هذه الآثار:

  • تعزيز الوعي الديني: يتعلم الأطفال أهمية صلاة العيد كشعيرة إسلامية عظيمة، مما يعزز وعيهم الديني ويزيد من ارتباطهم بتعاليم الإسلام.
  • غرس حب الدين: يشعر الأطفال بالفرح والسرور عند مشاركتهم في احتفالات العيد، مما يغرس في نفوسهم حب الدين وتعظيمه.
  • تعزيز الروابط الاجتماعية: تتيح صلاة العيد للأطفال فرصة الالتقاء بأقرانهم وأفراد المجتمع، مما يعزز الروابط الاجتماعية ويقوي العلاقات الإنسانية.
  • التربية على القيم: يتعلم الأطفال قيم الاحترام والتسامح والمحبة من خلال مشاركتهم في صلاة العيد واحتفالاتها.

إضافة إلى ذلك، يمكن للأطفال الاستمتاع باللعب والمرح في ساحات مصليات العيد، مما يجعل هذه المناسبة ذكرى جميلة ومميزة في حياتهم.

أحكام صلاة الأطفال في المساجد

أظهرت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يسمح للنساء باصطحاب أطفالهن إلى المساجد، بل وكان يخفف من الصلاة إذا سمع بكاء طفل، وذلك مراعاة لمشاعر الأم وحاجتها لرعاية طفلها. هذا فيما يتعلق بالأطفال غير المميزين، الذين قد يصدر منهم بعض الإزعاج للمصلين.

أما بالنسبة للأطفال المميزين، الذين يستطيعون فهم آداب المسجد والالتزام بها، فمن الأولى السماح لهم بحضور الصلاة، وتشجيعهم على ذلك. ففي ذلك تربية لهم على الالتزام بالعبادات، وتعويدهم على حضور مجالس الذكر والعلم.

وينبغي على الوالدين أن يحرصوا على تنشئة أطفالهم تنشئة إسلامية سليمة، وذلك بغرس الروح الإيمانية في نفوسهم، وتعليمهم أمور دينهم، وإرشادهم إلى أداء الواجبات الدينية، وعلى رأسها الصلاة، فهي عماد الدين، وبها يتطهر القلب وتهذب النفس.[٣]

وبذلك تكون الأسرة لبنة خير وصلاح للمجتمع الإسلامي الكريم، كما ينبغي على الوالد الحرص على ربط طفله بالمسجد فهو مركز الإشعاع ونور الهداية وحماية للأطفال من المفاسد المحيطة بهم.[٣]

المصادر

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم عطية نسيبة بنت كعب، الصفحة أو الرقم:980، صحيح.
  2. محمد إسماعيل المقدم،كتاب لماذا نصلي، صفحة 21. بتصرّف.
  3. مجلة مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة، صفحة 1876. بتصرّف.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

آراء حول حكم صلاة العيد عند المذهب الحنفي بالتفصيل

المقال التالي

آراء الفقهاء في حكم صلاة العيدين في المذاهب الأربعة

مقالات مشابهة