مشروعية التبريكات في العيد: نظرة شاملة

استكشاف مشروعية التهنئة بالعيد، مفهوم العيد وأحكام صلاة العيد، بالإضافة إلى أبرز السنن والآداب المتعلقة بالعيد.

استحسان تبادل التهاني في العيد

إن تبادل التهاني والتبريكات بمناسبة حلول العيد أمر مستحسن ومباح، وقد وردت العديد من الفتاوى التي تؤكد على جواز ذلك، ومنها:

  • رأي الإمام أحمد: لا ضير ولا حرج في أن يقول الناس لبعضهم البعض في يوم العيد “تقبل الله منا ومنكم”.
  • رأي شيخ الإسلام ابن تيمية: عندما سُئل عن وجود أصل شرعي لصيغة التهنئة بالعيد، أجاب: “التهنئة يوم العيد بأن يقول الناس لبعضهم البعض تقبل الله منا ومنكم، قد رُوي أنَّ بعض الصحابة -رضي الله عنهم- فعلوا ذلك، ورخص به الأئمة كأحمد وغيره.”
  • فتوى الشيخ ابن عثيمين: عندما سُئل عن حكم التهنئة بالعيد وهل لها صيغة محددة؟ أوضح الشيخ ابن عثيمين: “أنَّ التهنئة بالعيد جائزة ومشروعة، ولا توجد صيغة معينة للتهنئة، بل يجوز استخدام ما تعارف عليه الناس من عبارات، طالما أنها لا تتضمن إثماً. وقد وردت التهنئة بالعيد عن بعض الصحابة -رضي الله عنهم-.”

وحتى لو لم ترد التهنئة عن الصحابة، فهي تعتبر من الأمور الاعتيادية التي اعتاد عليها الناس، حيث يهنئ بعضهم بعضاً بقدوم العيد وإتمام الصيام والقيام. وأجاز الشيخ ابن عثيمين المصافحة والمعانقة بعد صلاة العيد، معتبراً إياها من الأمور التي يفعلها الناس تعبيراً عن الإكرام والاحترام والتقدير.

كما أفتى الشيخ محمد المنجد بجواز التهنئة بالعيد، مشيراً إلى أن بعض الصحابة قد فعلوها، حيث ورد عن جُبير بن نفير قال:

“كان أصحابُ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ- إذا التقوْا يومَ العيدِ يقولُ بعضُهم لبعضٍ: تقبل اللهُ منَّا ومنكَ.”
رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن جبير بن نفير ، الصفحة أو الرقم:2/517، خلاصة حكم المحدث اسناده حسن.

دلالة العيد وأحكام صلاة العيد

كلمة العيد مشتقة من الفعل “عاد يعود”، أي أنه يتكرر كل عام حاملاً معه الفرح والبهجة للمسلمين. يفرح المسلمون بإتمام صيام شهر رمضان المبارك في عيد الفطر، الذي يحل في أول أيام شهر شوال. كما يحتفلون بعيد الأضحى في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، ابتهاجاً بموسم الحج وتقديم الأضاحي. ولا يوجد للمسلمين أعياد أخرى غير هذين العيدين.

فيما يتعلق بحكم صلاة العيد، فقد أجمع العلماء على مشروعيتها. ويرى جمهور العلماء أنها سنة مؤكدة. أما الحنابلة فيعتبرونها فرض كفاية، بحيث إذا قام بها عدد كاف من المسلمين، سقط الإثم عن الباقين. وللأحناف رأيان: يرى أبو حنيفة أنها واجبة، بينما يعتبرها باقي فقهاء المذهب سنة مؤكدة.

إلا أنَّ أداءها أولى حتى لا يكون المسلم مُخالف لسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

سنن وآداب العيد

هناك مجموعة من السنن والآداب التي يُستحب للمسلم القيام بها في يوم العيد، وتشمل:

  • الاغتسال، ويبدأ وقته من منتصف الليل.
  • التطيب ووضع العطور.
  • الاستياك وتنظيف الفم والأسنان بالسواك.
  • ارتداء أفضل الملابس.
  • أداء زكاة الفطر قبل صلاة عيد الفطر.
  • إظهار السرور والفرح بقدوم العيد أمام الأهل والأصدقاء والأقارب والجيران.
  • تبادل التهاني والتبريكات بعبارة “تقبل الله منا ومنكم”.

ومن أبرز شعائر العيد التكبير، وصيغته هي:

“الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد”

وهذا التكبير هو شعار مميز لعيدي الأضحى والفطر.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

خطورة إهمال الصلاة

المقال التالي

مشروعية تبادل التهاني بقدوم شهر رمضان

مقالات مشابهة