لمحة عن نشأة علم الجغرافيا
على الرغم من أن الحضارات اليونانية القديمة لم تكن السباقة في استخدام الخرائط، إلا أنها تركت بصمة واضحة في مسيرة علم الجغرافيا. فقد قاموا بتصميم خرائط عالية الدقة شملت مناطق اليونان، وأجزاء من قارتي أوروبا وأفريقيا، وقارة آسيا. كما أنهم طرحوا العديد من الأسئلة الهامة حول الظواهر الطبيعية وكيفية حدوثها، مما قادهم إلى استنتاج أن الأرض كروية الشكل، وساعدهم ذلك في حساب محيطها.
بعد الحقبة الإغريقية، برز دور المسلمين في تطوير علم الجغرافيا خلال العصور الوسطى. فقد قاموا بوضع أول خريطة مستطيلة الشكل تشبه الخرائط المستخدمة في العصر الحالي. كما أولوا اهتمامًا كبيرًا بدراسة أنماط الطبيعة، وذلك بهدف تحديد الأماكن المناسبة لزراعة مختلف أنواع المحاصيل. وفي الفترة نفسها، قام الصينيون باستخدام البوصلة لأول مرة في التاريخ، مما أحدث نقلة نوعية في مجال الملاحة، وفتح الباب أمام البحارة لاستكشاف مساحات واسعة من سطح الأرض. وشهد منتصف القرن الخامس عشر بداية عصر الاكتشافات، حيث انطلق الأوروبيون في رحلاتهم البحرية إلى مختلف أنحاء العالم، وفي هذه الفترة انتشرت الخرائط وزادت دقتها مع مرور الوقت، ومع المزيد من الاكتشافات المستمرة.
بصمات العلماء في الجغرافيا
العالم إراتوستينس هو من أطلق اسم “الجغرافيا” على هذا العلم، كما أنه قام بوضع واحدة من أوائل الخرائط قبل الميلاد. ومن بين أهم إنجازاته وضع مبدأ خطوط الطول والعرض. أما الإدريسي، فقد كانت له إسهامات كبيرة في القرن الثاني عشر، حيث قام بوضع العديد من الخرائط التي تغطي مناطق أوراسيا وشمال أفريقيا، وقام بتضمين خرائطه تفاصيل دقيقة عن هذه المناطق. ومن العلماء الآخرين الذين لعبوا دورًا هامًا في علم الجغرافيا: ألكسندر فون هومبولت، وإيمانويل كانت، وكارل ريتر، وأرنالدو فوستيني الذي سُمِّيت فُوّهة على سطح القمر باسمه.
تعريف علم الجغرافيا
علم الجغرافيا هو العلم الذي يختص بدراسة الأرض من حيث الخصائص الفيزيائية لسطحها، بالإضافة إلى دراسة التأثير البشري في سطح الأرض. كلمة “جغرافيا” تعني باللغة الإغريقية “كتابة الأرض”. ينقسم علم الجغرافيا إلى فرعين رئيسيين:
- الجغرافيا الفيزيائية: تهتم بدراسة الظواهر والخصائص الطبيعية لسطح الأرض.
- الجغرافيا البشرية: تهتم بدراسة تأثير الحضارات والمجتمعات البشرية في سطح الأرض، وكذلك تأثير التغيرات الطبيعية في الحضارات البشرية.
