مسيرة تطور الفكر الإداري

استكشاف الفكر الإداري: رحلة في تطور النظريات والمدارس الإدارية. تعرف على المدرسة الكلاسيكية، السلوكية، الكمية، ومدرسة النظم وأهم نظريات الفكر الإداري.

مقدمة حول الفكر الإداري

يشير الفكر الإداري إلى مجموعة الأفكار والمفاهيم التي تسعى إلى فهم وتفسير كيفية إدارة الأفراد والموارد في المنظمات. يركز هذا المجال على دراسة أساليب التنظيم، وتحسين كفاءة العمل، وتعزيز العلاقات الإنسانية داخل بيئة العمل. يعتبر الفكر الإداري أساسًا لعملية التخطيط واتخاذ القرارات في مختلف أنواع المؤسسات.

إن دراسة تاريخ الفكر الإداري أمر بالغ الأهمية لفهم التحديات التي تواجه المديرين اليوم، وكيفية تطبيق المبادئ الإدارية الحديثة بشكل فعال. يساعد فهم هذا التطور على تحليل العوامل التي تؤثر على نجاح المنظمات، ويساهم في تطوير استراتيجيات إدارية مبتكرة.

مسار تطور الفكر الإداري

إن تطور الفكر الإداري يمثل رحلة طويلة من التفكير والتجربة، بدأت مع ظهور الحاجة إلى تنظيم العمل وإدارة الموارد بشكل فعال. هذا التطور تأثر بمجموعة متنوعة من النظريات والمدارس الفكرية، مثل النظرية الكلاسيكية، التي ركزت على الكفاءة والإنتاجية، ونظرية العلاقات الإنسانية، التي اهتمت بالجوانب الاجتماعية والنفسية للعاملين.

شهد الفكر الإداري تطورات كبيرة في القرن العشرين، مع ظهور الإدارة العلمية التي سعت إلى تطبيق المبادئ العلمية في إدارة العمل. كما ظهرت مفاهيم جديدة مثل الإدارة بالجودة الشاملة، وإعادة هندسة العمليات، التي أثرت بشكل كبير على أساليب الإدارة الحديثة.

المدارس الفكرية في الإدارة

تعتبر المدارس الفكرية في الإدارة بمثابة إطارات نظرية مختلفة تسعى إلى فهم وتحسين أساليب الإدارة. ظهرت هذه المدارس نتيجة لجهود العديد من العلماء والمفكرين الذين سعوا إلى تقديم تفسيرات مختلفة للتحديات الإدارية. وعلى الرغم من اختلاف هذه المدارس في منظورها وأساليبها، إلا أنها جميعًا ساهمت في إثراء علم الإدارة.

من بين أهم هذه المدارس: المدرسة الكلاسيكية، المدرسة السلوكية، المدرسة الكمية، ومدرسة النظم. كل مدرسة من هذه المدارس تقدم رؤية مختلفة حول كيفية تحقيق الكفاءة والفعالية في المنظمات.

المدرسة التقليدية (الكلاسيكية)

تعتبر المدرسة الكلاسيكية من أقدم المدارس الإدارية، وتركز على الكفاءة والتنظيم الرسمي. تقسم هذه المدرسة إلى ثلاثة فروع رئيسية: الإدارة العلمية، الإدارة الإدارية، والإدارة البيروقراطية.

الإدارة العلمية: سعت إلى تطبيق المبادئ العلمية في تحليل العمل وتحسين الإنتاجية. يعتبر فريدريك تايلور من أبرز رواد هذه الإدارة.

الإدارة الإدارية: تركز على وظائف الإدارة الأساسية مثل التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة. يعتبر هنري فايول من أبرز المساهمين في هذه الإدارة، حيث عرّف الإدارة بأنّها عمليّةٌ تعتمد على تنفيذ مجموعةٍ من الوظائف، وهي: السيطرة، والتنظيم، والقيادة، والتنسيق، والتخطيط.

الإدارة البيروقراطية: تهتم بالتنظيم المثالي القائم على التسلسل الهرمي، وتقسيم العمل، والاختيار والترقية بناءً على الكفاءة. يعتبر ماكس ويبر من أبرز رواد هذه الإدارة.

المدرسة السلوكية

ظهرت المدرسة السلوكية كرد فعل على قصور المدرسة الكلاسيكية في الاهتمام بالجوانب الإنسانية في العمل. تركز هذه المدرسة على فهم سلوك الأفراد والجماعات في بيئة العمل، وكيفية تأثير العوامل النفسية والاجتماعية على الأداء.

تهدف المدرسة السلوكية إلى تحسين العلاقات الإنسانية في المنظمات، وزيادة الرضا الوظيفي، وتعزيز التعاون بين العاملين.

المدرسة الكمية

تعتمد المدرسة الكمية على استخدام الأساليب الكمية والإحصائية في اتخاذ القرارات الإدارية. ظهرت هذه المدرسة خلال الحرب العالمية الثانية، ثم انتقلت إلى مجال الأعمال في فترة الستينيات من القرن العشرين.

تستخدم المدرسة الكمية نماذج رياضية وإحصائية لتحليل المشكلات الإدارية، وتقديم حلول قائمة على البيانات والأرقام. تُعرف هذه المدرسة أيضاً باسم بحوث العمليات.

مدرسة النظم

ترى مدرسة النظم أن المنظمة هي نظام متكامل يتكون من مجموعة من الأجزاء المترابطة التي تعمل معًا لتحقيق هدف مشترك. يقسم النظام إلى نوعين: النظم المغلقة والنظم المفتوحة.

النظم المغلقة: هي النظم المعزولة التي لا تتفاعل مع البيئة الخارجية.

النظم المفتوحة: هي النظم التي تتفاعل باستمرار مع البيئة الخارجية، وتتأثر بها وتؤثر فيها.

نظريات الفكر الإداري

تشمل نظريات الفكر الإداري مجموعة متنوعة من الاتجاهات الفكرية التي تسعى إلى فهم وتفسير الظواهر الإدارية. تقسم هذه النظريات إلى نوعين رئيسيين: النظريات غير الاقتصادية والنظريات الاقتصادية.

النظريات غير الاقتصادية: تعتمد على العلوم الاجتماعية والنفسية في تحليل الظواهر الإدارية.

النظريات الاقتصادية: تطبق مبادئ علم الاقتصاد في فهم العلاقات الإدارية، وتسعى إلى التعبير عنها بطرق كمية.

المراجع

  1. د. حمدي عبد الهادي، الفكر الإداري الإسلامي والمقارن (الطبعة الثالثة)، القاهرة – مصر: دار الفكر العربي، صفحة 15، 16. بتصرّف.
  2. Fred Lunenburg and Beverly Irby (2013), “Development of Administrative Thought: A Historical Overview (Research)”, INTERNATIONAL JOURNAL OF ORGANIZATIONAL THEORY AND DEVELOPMENT, Issue 1, Page 1. Edited.
  3. “MANAGEMENT THOUGHT”, Reference for Business, Retrieved 6-4-2017. Edited.
  4. أ.د. عبد الفتاح بوخمخم (2012)، نظريات الفكر الإداري تطور وتباين أم تنوع وتكامل، طرابلس – لبنان: جامعة الجنان، صفحة 1، 3، 4، 14. بتصرّف.
Total
0
Shares
المقال السابق

ازدهار المعرفة في العصر العباسي الأول: محفزات، عوامل، ومآلات

المقال التالي

مسيرة التفكير في الاقتصاد

مقالات مشابهة