مسيرة النبي يونس: مولده، رسالته، وقصته مع الحوت

فهرس المحتويات

مكان ميلاد النبي يونس عليه السلام

ولد النبي يونس عليه السلام على ضفاف نهر دجلة في العراق، قبل أن يُبعث نبيًا لقوم نينوى في مدينة الموصل. وهو من سلالة يعقوب عليه السلام، وقد بعثه الله تعالى إلى قوم غير بني إسرائيل، بل إلى الآشوريين الذين اشتهروا بحضارتهم المتقدمة وقوتهم وجبروتهم، وكانوا يتخذون نينوى عاصمة لهم في فصل الصيف وآشور في فصل الشتاء. تقع نينوى ضمن منطقة الجزيرة الواقعة بين نهري دجلة والفرات.

رحلة حياة النبي يونس: رسالة ونبوءة

كان النبي يونس عليه السلام من أنبياء بني إسرائيل، وقد اختاره الله تعالى لهداية قوم نينوى. دعاهم إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة الأصنام، لكنهم كذبوا نبوءته وتمردوا عليه. اسم يونس من الأسماء الأعجمية، ووالده متى، وهناك اختلاف حول نسب والدته.

نسبه، ورحيله عن الدنيا

يُذكر أن النبي يونس بن متى، من سلالة يعقوب عليه السلام. وذكر بعض العلماء أن والدته من نسل هارون عليه السلام. أما وفاته، فيقول بعضهم إنه توفي بعد وفاة موسى عليه السلام بثمانية عشر عاماً، ودفن في قرية حلحول بالقرب من مدينة الخليل على طريق بيت المقدس.

النبي يونس وقومه: دعوة وصمود

بعث النبي يونس عليه السلام بعد سليمان عليه السلام بستمائة سنة. كان قومه من الآشوريين، الذين سبق لهم غزو بني إسرائيل وسبي نسائهم. بعثه الله تعالى ليهديهم إلى الحق، ويعيد سبايا بني إسرائيل إلى بلادهم. كانوا يسكنون حول نهر دجلة، ومن أشهر مدنهم آشور، وأريلا، والكلخ، ونينوى.

دعاهم يونس إلى التوحيد وترك الظلم، لكنهم رفضوا دعوته. غضب يونس من عنادهم وكفرهم، وتركهم. وقد فسّر العلماء غضبه بأنه كان غضباً لله ولرسالته، ولمعصية قومه، أو غضبًا على كفرهم وظلمهم، أو غضباً على حاكمهم لعدم مساندته.

وعاقب الله قوم نينوى بالعذاب، فندموا وتابوا. لكن يونس عليه السلام كان قد غادرهم.

يونس والحوت: توبة واستجابة

ركب يونس سفينة مع مجموعة من الناس. أوقفت السفينة عن الحركة، وأخبر يونس أن هناك شخصًا في السفينة عصى الله. وقع الاختيار على يونس ثلاث مراتٍ لإلقائه في البحر. ابتلع يونس الحوت، وهذا الحوت كان مبعوثاً من الله تعالى. يقول الله تعالى في كتابه العزيز:

(وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ* إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ* فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ* فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ)

في بطن الحوت، نادى يونس ربه تائباً مستغفراً، يقول الله تعالى:

(وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)

بعد توبته، قذف الحوت يونس على اليابسة، وأَنبت الله له شجرة يقطين. يقول الله تعالى:

(فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ* وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ)

مكث يونس في بطن الحوت أربعين يومًا. وقد روى الرسول صلى الله عليه وسلم عن دعاء يونس في بطن الحوت:

(دَعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا ربَّه وهو في بَطْنِ الحُوتِ: لا إلهَ إلَّا أنتَ سُبْحانك إنِّي كُنتُ مِن الظَّالمينَ، لم يَدْعُ بها رجُلٌ مُسلمٌ في شَيءٍ قطُّ إلَّا اسْتُجِيبَ له)