محتويات
من هو ابن الهيثم؟
أبو علي الحسن بن الحسن بن الهيثم، عالم عربي بارز، ولد في البصرة عام 354 هـ/965م، عاش خلال العصرين العباسي والفاطمي. يُعتبر من أبرز علماء عصره، وقد برع بشكل خاص في العلوم الطبيعية، وخاصة البصريات والضوء. ساهم بشكل كبير في تطوير هذه المجالات، تاركاً وراءه إرثاً علمياً ضخماً استفاد منه العالم العربي والإسلامي والعالم الغربي على حد سواء.
بدايات ابن الهيثم العلمية
بدأ ابن الهيثم حياته العلمية في مسقط رأسه، البصرة، حيث تلقى تعليمه الأول. ثم انتقل إلى القاهرة في عام 386 هـ/996م، حيث واصل رحلته العلمية والبحثية. و لهذا عُرف في بعض المصادر بابن الهيثم البصري ثم المصري.
روى المؤرخون أن انتقاله إلى مصر كان بسبب دعوة من الخليفة الحاكم بأمر الله، الذي سمع عن أفكار ابن الهيثم حول تنظيم مياه النيل. على الرغم من دعم الحاكم له، إلا أن مشروع ابن الهيثم لتنظيم فيضانات النيل لم ينجح.
مسيرته المهنية
عمل ابن الهيثم في تلخيص وشرح مؤلفات علماء اليونان، كأرسطو وجالينوس، كما نسخ و باع كتبًا في الرياضيات والهندسة ليعيل نفسه. تولى أيضاً حسابات بعض الدواوين في عهد الحاكم بأمر الله، لكنه تخلى عن هذا المنصب مدعياً الجنون، بعد وفاة الحاكم، عاش حياة زهدا بالقرب من الجامع الأزهر، حيث أصبح يُدرس ويُلقّن طلبة العلم.
يُذكر أنّ ابن الهيثم ساهم في تأسيس دار الحكمة التي أنشأها الحاكم بأمر الله، وهو ما يدل على مكانته العلمية المرموقة.
إنجازات ابن الهيثم العلمية
ترك ابن الهيثم بصمة واضحة في تاريخ العلم، فإنجازاته العلمية لا تُحصى، وقد أثرت بشكل كبير في مجالات البصريات والضوء. من أبرز إسهاماته:
- دراسات متقدمة في النظم البصرية باستخدام المرايا (الكروية، المقعرة).
- إثبات عدم تساوي زوايا الانكسار والسقوط.
- نقد العديد من النظريات المتعلقة بقوى تكبير العدسات.
- تفسير شامل لنظرية الرؤية.
- شرح مفصل لمبدأ عمل الكاميرا المظلمة.
- مؤلفات في نماذج حركات الكواكب.
- تمييز واضح بين علم الفلك والتنجيم.
- أبحاث حول مركزية الأرض في الكون.
مؤلفات ابن الهيثم
ألف ابن الهيثم العديد من الكتب والمصنفات العلمية، ومن أهمها:
- كتاب المناظر
- رسالة في الضوء
- شكوك بطليموس
- نماذج حركات الكواكب السبعة
- ميزان الحكمة
- تصويبات على المجسطي
- شرح أصول إقليدس
- رسالة في الأعمار والآجال الكونية
- كيفيات الإظلال
وفاة ابن الهيثم
توفي ابن الهيثم في القاهرة عام 430 هـ/1038م، تاركاً وراءه إرثاً علمياً غنياً ساهم في تقدم البشرية في مجال البصريات والإضاءة حتى يومنا هذا.