تعريف النفط
النفط، المعروف أيضًا بالبترول، يمثل أحد مصادر الطاقة غير المتجددة الأساسية الموجودة في الطبيعة. يتكون بشكل أساسي من ترسبات هيدروكربونية بالإضافة إلى مواد عضوية متنوعة. المنتجات المشتقة من النفط تسمى المنتجات البترولية، وتشمل أنواعًا مختلفة مثل البنزين والديزل ووقود الطائرات.
يعتبر العديد من خبراء الاقتصاد حول العالم النفط سلعة ذات أهمية قصوى على مستوى العالم، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى كونه المصدر الرئيسي للطاقة في العصر الحديث. يتم تداول النفط في الأسواق العالمية بطريقتين رئيسيتين: إما كنفط فوري خام أو عبر عقود مستقبلية للنفط ومشتقاته.
تطورات تاريخية في استخدام النفط
لقد استخدمت المجتمعات البشرية النفط ومشتقاته بطرق متنوعة عبر التاريخ. فيما يلي، نستعرض أبرز هذه المشتقات واستخداماتها على مر العصور:
استخدامات الأسفلت
تعود أول صناعة بترولية معروفة إلى حوالي 6000 عام، وتتمثل في استخدام مادة الأسفلت في منطقة هيت، الواقعة في العراق الحالي. كانت هيت، الواقعة على ضفاف نهر الفرات، موقعًا رئيسيًا لتسرب النفط، حيث استخرج الناس الأسفلت واستخدموه كملاط لربط حجارة البناء وملء الفراغات بينها. كما استخدموه كمانع لتسرب المياه في الحمامات والأواني الفخارية والقوارب.
الاستخدامات العلاجية
في القرن العاشر الميلادي، استخدم الفرس القدماء والهنود الحمر قبل كولومبوس النفط الخام لأغراض طبية. كان يستخدم في علاج الأمراض الجلدية مثل الجرب والنقرس. وفي عام 1539، بدأت فنزويلا بتصدير النفط لاستخدامه في علاج النقرس لدى الإمبراطور الروماني تشارلز الخامس.
البنزين واستخداماته
يعتبر البنزين من أكثر المنتجات البترولية استهلاكًا على مستوى العالم. في عام 2020، بلغ إجمالي استهلاك وقود السيارات في الولايات المتحدة وحدها حوالي 8.03 مليون برميل يوميًا، أي ما يعادل متوسط 337 مليون جالون يوميًا. نتيجة لذلك، يمثل استهلاك الولايات المتحدة للبنزين حوالي 44% من إجمالي استهلاك البلاد للبترول.
زيت الوقود المقطر
يحتل زيت الوقود المقطر، الذي يشمل وقود الديزل وزيت التدفئة، المرتبة الثانية من حيث الاستهلاك في الولايات المتحدة بعد البنزين، حيث يمثل حوالي 21% من إجمالي استهلاك البلاد للبترول في عام 2020. يستخدم وقود الديزل في محركات الديزل الخاصة بمعدات البناء الثقيلة، والحافلات، والشاحنات، والقطارات، وبعض أنواع السيارات. أما زيت التدفئة، فيستخدم لتدفئة المنازل والمباني، بالإضافة إلى إنتاج الكهرباء في محطات الطاقة.
سوائل الغاز الهيدروكربوني تعد ثالث أعلى مشتقات البترول استخداما في الولايات المتحدة بنسبة بلغت 18% من استهلاك البلاد للبترول عام 2020. يتم إنتاج سوائل الغاز الكربوني في مصانع معالجة الغاز الطبيعي ومصافي النفط وتضمالبروبانوالإيثان والبيوتان وغيرها.
وقود الطائرات
بلغ استهلاك وقود الطائرات 6% من إجمالي استهلاك الولايات المتحدة للمشتقات البترولية في عام 2020، مما يجعله في المرتبة الرابعة في ترتيب المنتجات البترولية الأكثر استهلاكًا في البلاد.
الآثار السلبية لاستخدام النفط
الاستخدام المتزايد للنفط ومشتقاته يترتب عليه العديد من الآثار السلبية، ومن أبرزها:
الاحتباس الحراري
يعتبر الاعتماد المتزايد على الطاقة النفطية من أكبر التهديدات للبيئة بعد الاحتراق، حيث يطلق النفط غازات ضارة مثل ثاني أكسيد الكربون وغازات دفيئة أخرى. تراكم هذه الغازات في الغلاف الجوي يساهم في تدمير طبقة الأوزون وظاهرة الاحتباس الحراري.
قال تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الروم: 41].
تلوث المياه
يتم نقل النفط الخام عبر البحار والمحيطات باستخدام النقل البحري، الذي يعتبر من أكثر الطرق التجارية أمانًا وفعالية لنقل السلع النفطية. ومع ذلك، قد تحدث تسريبات في هذه السفن، مما يؤدي إلى انسكابات نفطية مدمرة للحياة البحرية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار».
الغازات السامة
تنتج عملية تكرير النفط مواد شديدة السمية قد تنبعث على شكل غازات سامة مثل غاز أول أكسيد الكربون، أو على شكل مواد صلبة مثل البلاستيك، والتي تعتبر ضارة بالبيئة.