مسكن نبي الله نوح: رحلة عبر التاريخ

أين عاش سيدنا نوح؟ كم بلغ عمره؟ نظرة على حياة نبي الله نوح عليه السلام ورحلته مع قومه.

فهرس المحتويات

الموضوعالرابط
أماكن إقامة نبي الله نوحالفقرة الأولى
عمر سيدنا نوح عليه السلامالفقرة الثانية
نبذة عن حياة نبي الله نوحالفقرة الثالثة

أين استقر نبي الله نوح بعد الطوفان؟

اختلفت آراء العلماء حول المكان الذي استقرّ فيه نبي الله نوح عليه السلام وقومه بعد الطوفان العظيم. فقد ذهب بعضهم إلى أنّهم استقروا في الكوفة، وهو رأي يُنسب إلى ابن عباس رضي الله عنه، مستندين في ذلك إلى تفسيرهم لقوله تعالى “وفار التنّور”. بينما ذهب آخرون إلى الهند، تحديداً في مكان يُعرف باسم بوذ وواشم، وهذا ما ذهب إليه ابن مسعود رضي الله عنه. كما أشار البعض إلى الشام، تحديداً عين وردة، وهو رأي مجاهد. وذكر الرازي أنّ دمشق كانت مسكن نوح عليه السلام، وأنّ سفينته صنعت في لبنان، وركبها من بعلبك، و “فار التنّور” كان خلف حصن دمشق، قرب باب الفراديس.

رأى علماء آخرون أنّ قوم نوح عليه السلام استقروا في العراق بعد ازدياد أعدادهم في جزيرة العرب، وهجرتهم نحو الشمال الشرقي، حيث مارسوا الزراعة. وقد عبدوا الله تعالى في البداية، ثمّ مالوا إلى عبادة الأصنام.

ومن الآراء الأخرى ما يُشير إلى أنّ نوح عليه السلام كان أول من سكن بابل، وأول من عمّرها بعد الطوفان، بحثاً عن الدفء، فاستقرّ بها هو ومن نجا معه، وتكاثرّوا، وبنوا المدن، وأصبحت مساكنهم تمتدّ على ضفاف دجلة والفرات، وصولاً لما وراء الكوفة. ويُطلق على منطقة نزولهم اسم “السواد”.

كما ذكر سعيد حوى في كتابه أنّه سكن بلاد ما بين النهرين، لكونه بعث فيها. وقال الشعراوي في تفسيره أنّ جبل الجوديّ الذي رست عليه السفينة كان في الجزيرة قرب الموصل، أو في الموصل ناحية الكوفة. وأضاف أنّ معرفة المكان الدقيق لا تُفيد، والجهل به لا يضرّ. وقد ذُكر أيضاً أنّ الجبل كان في العراق جنوب شرقي دجلة، أو في تركيا. واتفق ابن عاشور وعلماء آخرون على أنّ قوم نوح كانوا يسكنون الجزيرة والعراق.

عمر النبي نوح عليه السلام

تعددت الأقوال حول عمر نبي الله نوح عليه السلام. فقد ذكر العديد من العلماء أنه عاش ألفاً وسبعمئة وثمانين سنة، وهو قول يُنسب إلى ابن عباس رضي الله عنه. واتفق العلماء على أنه أول الأنبياء وأطولهم عمراً. وقد ذكرت روايات أخرى أنه عاش ألفاً ومئة وخمسين سنة، أو ألفاً وأربعمائة وخمسين سنة. وأشارت رواية أخرى إلى أنّ نبي الله نوح بعث وعمره أربعون سنة، وبقي يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، وعاش بعد الطوفان ستين سنة. وذكر عكرمة أنه عاش ألفاً وسبعمائة سنة، بينما قال أبو السعود أنه عاش بعد الطوفان مئتين وخمسين سنة، فيكون عمره ألفاً ومئتين وأربعين سنة. وذكرت رواية أخرى أنه بعث وهو في سنّ الثلاثمائة والخمسين، وبقي يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين، وعاش بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة. كما ذُكر أيضاً أنّه عاش ألفاً ومئتين وخمسين سنة.

سيرة نبي الله نوح عليه السلام

يُعتبر نبي الله نوح عليه السلام أوّل الأنبياء بعد آدم عليه السلام، وأبو البشرية الثانية. اختاره الله تعالى للنبوة وهداية الناس، ودعا جميع سكان الأرض في زمانه بعد أن غرق من كفر به بالطوفان. وقد سُمّي نوحاً لكثرة بكائه، وهو من أولي العزم من الرسل. وتُعدّ دعوته من المواضيع المهمة التي يدرسها الدعاة لما فيها من دروس وعبر. وقد خصّ الله تعالى دعوته بسورة كاملة.

ورد في القرآن الكريم عنه أنه أوّل الرسل، وأن إبراهيم عليه السلام كان من شيعته وأتباعه. وقد سمّاه الله تعالى بالأمين، والعبد الشكور، والنذير المبين، وهو من الأنبياء الذين أخذ الله منهم الميثاق. اختاره الله للنبوة والرسالة بعد انتشار عبادة الأصنام في قومه، وانحراف أخلاقهم، وانتشار الظلم والقهر. وقد بقي يدعو قومه تسعمائة وخمسين سنة، كما ورد في قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ). واتّصفت دعوته بالصبر والمصابرة والمجاهدة، وقد ذكر الله تعالى دعوته في آيات كثيرة، وخصّص لها سورة كاملة، وهي سورة نوح. فقد صبر على مواصلة الدعوة، وعلى إيذاء قومه وتهديدهم له بالقتل والرجم ووصفهم له بالجنون، كما ورد في قوله تعالى: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ* فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ).

كما صبر على مجادلتهم وحوارهم، وعلى فقد ولده وزوجته وكفرهم وغرقهم مع الكافرين.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

مملكة سيدنا سليمان: أراضيها ومدنها العظيمة

المقال التالي

مسكن النبي يعقوب: رحلة حياة نبي الله

مقالات مشابهة