محتويات
مكان ولادة خالد بن الوليد
وُلد خالد بن الوليد بن المغيرة في العام الخامس والعشرين قبل الهجرة، في مدينة مكة المكرمة، من قبيلة بني مخزوم. كان والده، المغيرة بن الوليد، من وجهاء قريش، معروفًا بمكانته وسلطانه وكرمه، ملقبًا بـ “الوحيد”. اتّبع والده عادةً شائعة في ذلك الوقت، حيث أرسل أبنائه إلى القبائل العربية بعد ولادتهم لتربيتهم في بيئة صحراوية قاسية.
عاش خالد بن الوليد طفولته في الصحراء، مما قوّى بنيته وصحته. وعاد إلى بيت والديه في مكة بعد بلوغه سن الخامسة.
نشأة خالد بن الوليد
نشأ خالد بن الوليد في بيئة قرشيةٍ مُتمسكةٍ بالوثنية، ورث عن أبيه كراهيةً شديدةً للإسلام. لكنّ داخل قلبه، خاض صراعاً داخلياً بين ميوله الوراثية وتوجّهاتٍ دينيةٍ ناشئةٍ.
دخول خالد بن الوليد في الإسلام
عاش خالد صراعًا روحيًا بين ما ورثه من أبيه وقبيلته من عبادة الأصنام، وبين صوتٍ داخليٍ يدعوه إلى الإسلام. بعد صراعٍ داخليٍّ، غيّر الله تعالى بغضه للإسلام إلى حبٍّ، ففتح الله قلبه للإسلام.
خرج خالد من مكة متوجهًا إلى المدينة المنورة، حيث أعلن إسلامه وبايَع رسول الله ﷺ قائلاً: “أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمداً رسول الله”.
منجزات خالد بن الوليد وفضائله
يُروى عن النبي ﷺ أحاديثٌ كثيرةٌ تُبرز فضائل خالد بن الوليد ومناقبه، كما ذكرت فضائله في أقوالٍ لبعض الصحابة. من تلك الأقوال:
روى وحشي بن حرب أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه، عندما جهز الجيوش لحروب الردة، أعطى الراية لخالد بن الوليد، وقال: “سمعت رسول الله ﷺ يقول: (إنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-، يقولُ: نعَمَ عبدُ اللَّهِ وأَخو العَشيرةِ خالدُ بنُ الوليدِ، وسيفٌ مِن سيوفِ اللَّهِ سلَّهُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ على الكفَّارِ والمُنافِقينَ)”.
وعندما تولّى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة، عزل خالد بن الوليد عن الشام، وولّى أبا عبيدة بن الجراح. وقد قال خالد: “سمعت رسول الله ﷺ يقول: (أَمِينُ هذِه الأُمَّةِ أبو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ)”. فردّ أبو عبيدة: “سمعت رسول الله ﷺ يقول: (خالدٌ سَيفٌ من سُيوفِ اللهِ، و نِعْمَ فَتَى العَشِيرَةِ)”.
كما سماه الرسول ﷺ بسيف الله المسلول. روى أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ أخبر الناس بنعي زيد، وجعفر، وعبد الله بن رواحة قبل أن يعلم الناس بذلك، فقال:(أخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ، فَأُصِيبَ، ثُمَّ أخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أخَذَ ابنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ، وعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ حتَّى أخَذَ سَيْفٌ مِن سُيُوفِ اللَّهِ حتَّى فَتَحَ اللَّهُ عليهم).
المراجع
هذه المراجع تُشكل جزءًا أساسيًا من كتابة هذه المقالة، وقد تم الاستعانة بها للحصول على المعلومات الدقيقة:
الكتاب | المؤلف | المعلومات الإضافية |
---|---|---|
سيف الله خالد بن الوليد | مصطفى طلاس | الطبعة الرابعة، دمشق: مكتبة دار طلاس، صفحة 15. بتصرّف. |
سلسلة مصابيح الهدى | محمد حسان | صفحة 5، جزء 2. بتصرّف. |
مسند أحمد | أحمد شاكر | رواه وحشي بن حرب، الصفحة أو الرقم:41، إسناده صحيح. |
غاية المقصد فى زوائد المسند | نور الدين الهيثمي | الطبعة الأولى، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 37، جزء 4. بتصرّف. |
صحيح البخاري | البخاري | رواه أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:4382، صحيح، و الصفحة أو الرقم: 3757، صحيح. |
صحيح الجامع | الألباني | رواه أبو عبيدة عامر بن الجراح، الصفحة أو الرقم:3208، صحيح. |
الأحكام الشرعية الكبرى | عبد الحق الإشبيلي | الطبعة الأولى، الرياض: مكتبة الرشد، صفحة 428، جزء 4. بتصرّف. |