مسجد القبلتين: موقعه، تاريخه، وأهميته

موقع مسجد القبلتين، سبب تسميته، قصة تحويل القبلة، ومراجع تاريخية

فهرس المحتويات

موقع مسجد القبلتين الشريف
سبب تسمية مسجد القبلتين
قصة تغيير القبلة
المراجع

الموقع الجغرافي لمسجد القبلتين

يقع مسجد القبلتين في الجهة الشماليّة الغربيّة من المدينة المنورة، على ربوةٍ من حرّة الوبرة في الجهة الغربيّة، وجنوب غرب بئر رومة قرب وادي العقيق. يبعد المسجد مسافة خمسة كيلومترات تقريباً عن المسجد النبوي الشريف. بُني هذا الصرح الإسلاميّ العظيم في السنة الثانية للهجرة على يد بني سواد بن غنم بن كعب، مستخدمين في بنائه اللبن والسعف وجذوع النخيل. يحظى المسجد بمكانةٍ دينيةٍ وتاريخيةٍ عظيمة في الإسلام.

أصل تسمية المسجد

يُعرف هذا المسجد باسم “مسجد القبلتين” نسبةً إلى حدثٍ تاريخيّ هام. في شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة، بينما كان رسول الله ﷺ يصلي الظهر في منازل بني سلمة، أمره الله -تعالى- بتغيير القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام. وقد استجاب النبي ﷺ للأمر الإلهيّ بتغيير اتجاهه أثناء الصلاة. فلمّا رأى المسلمون ذلك، تبعوه في تغيير اتجاههم، فصُلّيت تلك الصلاة نحو قبلتين: الأولى نحو المسجد الأقصى، والثانية نحو الكعبة المشرفة. ومن هنا جاء اسم “مسجد القبلتين”. يُذكر أن بعض الروايات تشير إلى أن أول صلاة كاملة صُلّيت نحو الكعبة هي صلاة العصر.

تحويل القبلة: حدثٌ تاريخيّ مفصليّ

روى البراء بن عازب رضي الله عنه: (لَمَّا قَدِمَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- المَدِينَةَ صَلَّى نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ أوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وكانَ يُحِبُّ أنْ يُوَجَّهَ إلى الكَعْبَةِ، فأنْزَلَ اللَّهُ -تَعَالَى-: “قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وجْهِكَ في السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا”، فَوُجِّهَ نَحْوَ الكَعْبَةِ، وصَلَّى معهُ رَجُلٌ العَصْرَ، ثُمَّ خَرَجَ فَمَرَّ علَى قَوْمٍ مِنَ الأنْصَارِ، فَقالَ: هو يَشْهَدُ أنَّه صَلَّى مع النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، وأنَّهُ قدْ وُجِّهَ إلى الكَعْبَةِ، فَانْحَرَفُوا وهُمْ رُكُوعٌ في صَلَاةِ العَصْرِ).

وقد جاء في سورة البقرة: (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ*وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ). تُظهر هذه الآيات الكريمة حكمة الله تعالى في جعل لكل أمة قبلة، وتحث على التنافس في الخير. إن تغيير القبلة ليس ركناً أساسياً من أركان الإسلام، بل هو دليلٌ على قدرة الله سبحانه وتعالى، وتأكيدٌ على أن اتجاه الصلاة يكون في كل زمان ومكان.

المصادر والمراجع

تتضمن هذه الدراسة معلومات مستقاة من مصادر متعددة، منها كتب التفسير وكتب السيرة النبوية، بالإضافة إلى أبحاثٍ أكاديمية متخصصة.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

موقع مسجد السيدة نفيسة و تاريخه العريق

المقال التالي

موقع مسجد الضرار وقصته

مقالات مشابهة