مسؤولية كل فرد: تفسير حديث النبي

شرح شامل لحديث النبي

فهرس المحتويات

الموضوعالرابط
معنى الحديث الشريف “كلكم راع”الفقرة الأولى
أنواع المسؤوليات في ضوء الحديثالفقرة الثانية
مسؤولية الحاكم عن شعبهالفقرة 2.1
مسؤولية الرجل عن أسرتهالفقرة 2.2
مسؤولية المرأة عن بيتهاالفقرة 2.3
مسؤولية الخادم عن ممتلكات سيدهالفقرة 2.4
ثمرات تحمل المسؤوليةالفقرة الثالثة

معنى الحديث النبوي الشريف: “كلكم راعٍ”

يُبرز هذا الحديث النبوي الشريف، الوارد في صحيح البخاري،[١] أهمية الأمانة والمسؤولية التي تقع على عاتق كل فرد في المجتمع. فهو يُوضح أن كل شخص مسؤول عن ما هو تحت تصرفه، بغض النظر عن موقعه الاجتماعي أو منصبه. فكلمة “راعٍ” هنا لا تعني فقط رعي الأغنام، بل تشير إلى الحفاظ على ما هو موكل إليه والاهتمام به. روى ابن عمر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائلاً: (كُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ، الإمامُ راعٍ ومَسْؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ راعٍ في أهْلِهِ وهو مَسْؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ في بَيْتِ زَوْجِها ومَسْؤولَةٌ عن رَعِيَّتِها، والخادِمُ راعٍ في مالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ قالَ: – وحَسِبْتُ أنْ قدْ قالَ – والرَّجُلُ راعٍ في مالِ أبِيهِ ومَسْؤولٌ عن رَعِيَّتِهِ، وكُلُّكُمْ راعٍ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ). [٢]

يربط القرآن الكريم بين الأمانة والمسؤولية، مؤكداً على أهمية القيام بالواجبات الموكلة إلينا بأمانةٍ. فقد قال تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَخونُوا اللَّـهَ وَالرَّسولَ وَتَخونوا أَماناتِكُم وَأَنتُم تَعلَمونَ).[٦]

التزامات متنوعة: مسؤوليات الأفراد في ضوء الحديث

حامل الأمانة: مسؤولية الحاكم تجاه رعيته

يُحاسب الحاكم أمام الله -تعالى- عن جميع أفعاله، وعليه أن يُحسن استخدام سلطته بإنصافٍ وعدل. إنّ قيادة الحاكم الناجحة تتجلى في اهتمامه باحتياجات شعبه، نصيحتهم لما فيه خيرهم في الدنيا والآخرة، وقيامه بإقامة حدود الله -تعالى- بينهم، والعمل على توفير المرافق العامة اللازمة مثل المساجد والمدارس والمستشفيات. كما يجب عليه العدل بينهم كما أمر الله -تعالى-: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى).[١٣] وعليه أيضاً أن يُعين من يخاف الله -تعالى- في عمله، متبعاً قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن وَلِيَ منكم عملًا، فأرادَ اللهَ به خيرًا، جَعَلَ له وزيرًا صالحًا، إن نَسِيَ ذَكَّرَه، و إن ذَكَرَ أعانَه).[١٤، ١٥]

بيت الأسرة: مسؤولية الرجل تجاه أسرته

تتجلى مسؤولية الرجل تجاه أسرته في تدبير شؤونهم، إعطائهم حقوقهم، وسعيه الدؤوب في إصلاحهم وتوجيههم نحو الخير. فهو مسؤول عن إنفاقه عليهم، وحسن معاملته لهم، وتربية أبنائه على المبادئ الإسلامية الصحيحة. وعليه أن يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويُعلّمهم العلوم الدينية والدنيوية ومكارم الأخلاق. [٢١، ٢٢، ٢٣، ٢٤، ٢٥، ٢٦]

ملكة البيت: مسؤولية المرأة تجاه بيتها

جعل الإسلام المرأة ملكةً لبيتها، مسؤولةً عن السكينة والاستقرار فيه. وعليها تدبير شؤون بيتها، وتربية أبنائها تربيةً صالحة، وحفظ مال زوجها. كما أنّها مسؤولة عن إحياء جوّ الأُلفة والراحه في المنزل، ساعيةً إلى رضا الله -عزّ وجلّ-. كما يُشير تفسير الجواص لقول الله -تعالى-: (رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).[٢٩] إلى أنّ ولاية المرأة على أولادها تُظهر مسؤوليتها الكبيرة في هذا الشأن.[٢٧، ٢٨، ٢٩، ٣٠، ٣١]

الأمانة الموكلة: مسؤولية الخادم تجاه سيده

يتمثل واجب الخادم في الحفاظ على مال سيده، والقيام بخدمته على أحسن وجه، والأمانة في معاملته مع أهل بيت سيده. وهو مسؤول عن جميع ما وكّله إليه سيده، وعليه أن يُحافظ على الأمانة في كل ما يقوم به.[٣٢، ٣٣، ٣٤]

ثمرات تحمل المسؤولية: الفرد والمجتمع

إنّ تحمل المسؤولية له ثمرات كثيرة على الفرد والمجتمع، منها الشعور بأهمية الأمانة، والإخلاص في العمل، ونيل ثقة الناس واحترامهم. كما يُسهم في تماسك الشعوب وتعزيز قوتها، وشعور الإنسان بالحرية في اختياراته، وصلاح المجتمع بفضل صلاح أفراده. [٣٥، ٣٦، ٣٧، ٣٨]

المراجع:[١],[٢],[٦],[١٣],[١٤],[١٥],[٢٩] (إضافة المراجع هنا)

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

أحاديث نبوية شريفة في فضل طلب العلم ونشره

المقال التالي

مثلٌ يُعَبِّر عن العدل الإلهي: كما تدين تُدان

مقالات مشابهة