مسؤوليات الزوجة تجاه زوجها

استعراض لواجبات الزوجة في الشريعة الإسلامية. الطاعة، وحسن المعاشرة، ورعاية البيت، وحفظ المال، وغيرها من الحقوق المتبادلة بين الزوجين.

مقدمة

الحقوق والواجبات هي أساس أي علاقة ناجحة، سواء كانت علاقة شخصية أو اجتماعية. في إطار الزواج، تتحدد هذه الحقوق والواجبات لكل من الزوجين لضمان استقرار الأسرة وسعادتها. تُعتبر الحقوق هي ما يستحقه الفرد، وما يجب أن يحصل عليه ليعيش حياة كريمة وآمنة. ومن الجدير بالذكر أن حقوق أحد الطرفين تمثل واجبات على الطرف الآخر. وفي هذا السياق، نلقي نظرة على مسؤوليات الزوجة تجاه زوجها في الإسلام، وكيف تساهم هذه المسؤوليات في بناء أسرة متينة وسعيدة.

واجبات الزوجة نحو زوجها

في الإسلام، تعتبر العلاقة الزوجية مبنية على المودة والرحمة، وتتضمن حقوقاً وواجبات متبادلة بين الزوجين. تتجلى مسؤوليات الزوجة في عدة جوانب، تهدف إلى تحقيق الاستقرار والسعادة في الحياة الزوجية. فيما يلي تفصيل لهذه المسؤوليات:

الامتثال والاحترام

جعل الله سبحانه وتعالى الرجل قواماً على المرأة، بمعنى أنه المسؤول عن رعايتها وتوجيهها. هذه القوامة لا تعني التسلط أو الإهانة، بل تعني القيادة والمسؤولية. وبناءً على ذلك، من حق الزوج على زوجته أن تطيعه في المعروف، أي فيما لا يخالف شرع الله. يشمل ذلك احترامها لأهله، وحفاظها على ماله وممتلكاته في حضوره وغيابه. فالطاعة هنا تعني التعاون والتجاوب مع توجيهاته ونصائحه التي تصب في مصلحة الأسرة.

تمكين الزوج من العلاقة الزوجية

من أهم حقوق الزوج على زوجته أن تمكنه من الاستمتاع بها، وأن تستجيب لرغبته في العلاقة الزوجية. هذا الحق يعتبر جزءاً أساسياً من العلاقة الزوجية، ويهدف إلى تحقيق الإشباع العاطفي والجسدي لكلا الطرفين. يجب على الزوجة أن تتفهم حاجة زوجها وأن تبادر إلى إشباعها، ما لم يكن هناك عذر شرعي يمنعها من ذلك، كالحيض أو النفاس أو المرض. وفي المقابل، يجب على الزوج أن يراعي ظروف زوجته وأن يتعامل معها بلطف ورحمة.

منع دخول من يكره الزوج دخوله

من واجبات الزوجة أن تحافظ على حرمة بيت الزوجية، وألا تسمح لأي شخص يكره الزوج دخوله بالدخول إلى بيته. هذا الأمر يعكس احترام الزوجة لزوجها وحرصها على مشاعره. وقد ورد في الحديث الشريف تأكيد على هذا الحق، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(فاتقوا اللهَ في النِّساءِ، فإنكم أخذتموهن بأمانِ اللهِ، واستحللتُم فروجهنَّ بكلمةِ اللهِ ، ولكم عليهنَّ أن لا يُوطئنَ فُرُشَكم أحدًا تكرهونه) [صحيح مسلم].

هذا الحديث يدل على أهمية الحفاظ على خصوصية العلاقة الزوجية وعدم السماح لأي طرف خارجي بالتدخل فيها.

عدم مغادرة المنزل إلا بإذن

يتوجب على الزوجة ألا تخرج من منزل الزوجية إلا بإذن زوجها، إلا في الحالات الضرورية أو الواجبة، مثل الذهاب إلى العمل أو زيارة الأهل في الحالات الطارئة. هذا الأمر يهدف إلى الحفاظ على استقرار الأسرة وتجنب المشاكل التي قد تنجم عن خروج الزوجة دون علم زوجها أو موافقته. ومع ذلك، يجب على الزوج أن يكون متفهماً لحاجات زوجته وأن يسمح لها بالخروج لقضاء حوائجها المشروعة.

تقويم وتأديب الزوجة

في حال ارتكبت الزوجة خطأً أو أهملت في واجباتها، يحق للزوج أن يقوم بتأديبها، ولكن وفق ضوابط الشرع. يبدأ التأديب بالنصح والتوجيه، فإن لم تجدِ النصح، ينتقل إلى الهجر في المضجع، أي الابتعاد عنها في الفراش. وإذا لم يجدِ ذلك أيضاً، فيجوز للزوج أن يضربها ضرباً غير مبرح، أي لا يترك أثراً ولا يسبب ألماً شديداً. وقد ورد في القرآن الكريم ما يدل على ذلك:

(وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) [النساء: 34].

ومع ذلك، يجب التأكيد على أن الضرب ليس هو الحل الأمثل، وأن الحوار والتفاهم هما الأساس في حل المشاكل الزوجية.

قيام الزوجة بشؤون منزلها وزوجها

من المعروف أن الزوجة تقوم بالعديد من المهام في المنزل، مثل الطبخ والتنظيف وغسل الملابس وتربية الأطفال. هذه المهام تعتبر من باب المعونة والمساعدة للزوج، وليست واجبة عليها بالمعنى الشرعي. ومع ذلك، فإن قيام الزوجة بهذه المهام يعتبر من حسن العشرة، ويساهم في بناء جو من الألفة والمودة في الأسرة. يجب على الزوج أن يقدر جهود زوجته وأن يساعدها في هذه المهام قدر المستطاع.

Total
0
Shares
المقال السابق

واجبات الحاكم والمحكومين

المقال التالي

واجبات الزوجة تجاه زوجها في الإسلام

مقالات مشابهة