جدول المحتويات
- تعريف مرض السكري
- أنواع مرض السكري
- الأسباب وعوامل الخطر
- أعراض مرض السكري
- تشخيص مرض السكري
- علاج مرض السكري
- ملخص المقال
تعريف مرض السكري
مرض السكري، المعروف أيضًا باسم داء السكري أو البوال السكري، هو حالة صحية مزمنة تُحدث نتيجة ارتفاع مستويات سكر الجلوكوز في الدم عن المعدل الطبيعي.[1] يُعدّ مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا في العالم، حيث يعاني منه ملايين الأشخاص حول العالم.[2] ووفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية (WHO)، ارتفعت النسبة العالمية للإصابة بمرض السكري للبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا من 4.7% في عام 1980 إلى 8.5% في عام 2014. وكانت معدلات انتشار مرض السكري أعلى في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل مقارنةً بالدول ذات الدخل المرتفع.[3]
أنواع مرض السكري
يمكن تصنيف مرض السكري إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
مرض السكري من النوع الأول
يُعرف هذا النوع أيضًا باسم سكري اليافعين أو سكري اليَفعِيّ. يحدث هذا النوع عندما يفقد الجسم قدرته على إنتاج الإنسولين بشكلٍ نهائيّ، مما يضطر الشخص المصاب الاعتماد على الإنسولين الصناعيّ بشكلٍ يوميّ ولبقيّة حياته.[4] يُشار إلى أنّ هرمون الإنسولين هو المسؤول عن تنظيم مستويات سكر الجلوكوز في الدم، ويتمّ إنتاجه من البنكرياس.[5]
مرض السكري من النوع الثاني
يحدث مرض السكري من النوع الثاني نتيجة وجود خلل في استجابة الجسم للإنسولين، حيثُ تفقد خلايا الجسم قدرتها على الاستجابة للإنسولين الذي يتم إنتاجه من الجسم بشكلٍ فعّال مع استمرار قدرة الجسم على إنتاجه.[4]
سكري الحمل
قد تعاني بعض النساء الحوامل من سكريّ الحمل نتيجة انخفاض حساسية الخلايا للإنسولين. يزول هذا النوع من السكري في العادة بعد الولادة، مع الإشارة إلى عدم إصابة جميع النساء الحوامل بهذا النوع من السكري.[4]
الأسباب وعوامل الخطر
يُعدّ سكر الجلوكوز المصدر الرئيسيّ للطاقة في الجسم، وبمساعدة هرمون الإنسولين يتمّ إدخال السكّر إلى خلايا الجسم للاستفادة منه وإنتاج الطاقة. تحدث الإصابة بمرض السكريّ نتيجة انخفاض نسبة إنتاج هرمون الإنسولين في الجسم، أو التوقف عن إنتاجه بشكلٍ نهائيّ، أو عدم القدرة على استخدامه. في جميع هذه الحالات، بعد الحصول على السكّر من الأطعمة التي يتناولها الشخص المصاب لن يتمكّن السكّر من الانتقال من الدم إلى خلايا الجسم المختلفة بشكلٍ طبيعيّ، ممّا يؤدي إلى ارتفاع نسبته في الدم.[1] توجد بعض الأسباب والعوامل التي قد تسهم في الإصابة بمرض السكريّ، علمًا أنّ هذه الأسباب تختلف باختلاف نوع السكري:
مرض السكري من النوع الأول
يُصنّف مرض السكريّ من النوع الأول كأحد اضطرابات المناعة الذاتية، حيث يقوم الجسم بمهاجمة الخلايا المُنتِجة للإنسولين في البنكرياس عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى توقّف إنتاج الإنسولين. وعلى الرغم من ارتباط مرض السكري من النوع الأول ببعض العوامل التي ترفع فرص الإصابة به، إلّا أنّ العلماء لم يتمكنوا إلى الآن من تحديد المسبّب الرئيسيّ الذي يعمل على تحفيز ردّة الفعل المناعيّة. يُعتقد أنّ فرصة الإصابة به تزداد مع توفر العوامل البيئيّة والاستعداد الجينيّ. كما أنّه يُعتقد أنّ وجود تاريخ عائليّ للإصابة بالمرض يرفع من خطر الإصابة به، مع الإشارة إلى أنّ معظم المصابين بالمرض ليس لديهم تاريخ عائليّ للإصابة. ومن الجدير بالذكر أنّه تم استبعاد أن يكون للنظام الغذائي ونمط الحياة المتبع دور في الإصابة بمرض السكري من النوع الأول.[6]
مرض السكري من النوع الثاني
يتطوّر مرض السكريّ من النوع الثاني خلال فترة طويلة من الزمن، حيثُ يفقد الإنسولين الذي يتمّ إنتاجه في الجسم في هذه الحالة قدرته على تنظيم مستويات سكّر الدم بشكلٍ تدريجيّ، مما يضطر البنكرياس في المراحل المتقدّمة لإنتاج المزيد من الإنسولين في محاولة للسيطرة على مستويات سكّر الدم. وهذا يؤدي إلى إرهاق خلايا البنكرياس وانخفاض فاعليّتها. لذلك، فإنّ مرض السكريّ من النوع الثانيّ ينجم عن مزيج من انخفاض فاعليّة الإنسولين وانخفاض إنتاجه في المراحل المتقدّمة من المرض. من عوامل الخطورة التي قد تساهم في الإصابة بمرض السكريّ من النوع الثاني ما يأتي:[6]
- النظام الغذائيّ غير الصحيّ.
- انخفاض معدّل النشاط البدنيّ.
- التاريخ العائليّ للإصابة بالمرض.
- السُمنة، أو الوزن الزائد خصوصًا في منطقة الخصر.
أعراض مرض السكري
تعتمد الأعراض المصاحبة لمرض السكريّ على نسبة ارتفاع السكّر في الدم.[7] يتمّ الكشف عادةً عن مرض السكريّ من النوع الأول وتشخيصه باكرًا قبل سنّ 19 من العمُر في معظم الحالات نتيجة ظهور الأعراض بشكلٍ مفاجئ. أمّا بالنسبة لمرض السكريّ من النوع الثاني فقد تظهر أعراضه على فترة زمنيّة طويلة جدًا أو قد لا يكون مصحوبًا بأي أعراض في بعض الحالات، ممّا قد يؤدي إلى تأخر التشخيص. وفيما يأتي بيان بعض الأعراض الشائعة لمرض السكري:[6]
- فرط الجوع أو العطش.
- كثرة الحاجة للتبول.
- التعب والخمول.
- فقدان الوزن غير المبرّر في حال الإصابة بمرض السكريّ من النوع الأول.
- اكتساب الوزن بشكلٍ تدريجيّ في حال الإصابة بمرض السكريّ من النوع الثانيّ.
- زغللة الرؤية.
- المعاناة من حكة في الجلد.
- تعرض الجلد للعدوى أو الالتهاب.
- تأخر التئام الجروح.
تشخيص مرض السكري
لتشخيص الإصابة بمرض السكريّ، يقوم الطبيب بداية بالسؤال عن التاريخ الصحيّ للشخص المعنيّ، ومناقشة الأعراض المصاحبة للمرض مع الشخص، وإجراء فحص سريريّ له. في حال الشكّ بإصابته بمرض السكريّ بناءً على ما سبق، يقوم الطبيب بطلب إجراء بعض الفحوصات، ومنها ما يأتي:[8]
- فحص السكر الصيامي: (بالإنجليزية: Fasting blood sugar test) يتمّ إجراء هذا الفحص في العادة في الصباح الباكر بعد الصيام عن الطعام لمدّة 8 ساعات متواصلة.
- اختبار تحمُّل الغلوكوز الفموي: (بالإنجليزية: Oral glucose tolerance test) يتمّ في هذا الاختبار الطلب من الشخص المعني شرب مشروب يحتوي على 75 غرام من سكّر الجلوكوز المُذاب في الماء، وبعد ساعتين تقريبًا يتمّ قياس مستوى السكّر في الدم.
- اختبار الغلوكوز العشوائيّ: (بالإنجليزية: Random blood sugar test) يتمّ في هذا الاختبار قياس مستوى السكّر في الدم في أوقات مختلفة وعشوائيّة من اليوم بغضّ النظر عن تناول الطعام من عدمه.
- اختبار السكر التراكمي: أو اختبار الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي (بالإنجليزية: Glycosylated hemoglobin test) واختصارًا HbA1C، إذ تُظهر نتائج هذا الاختبار معدّل مستويات السكّر في الدم خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
علاج مرض السكري
يمكن القول أنّ أفضل ما يمكن القيام به في حال الإصابة بمرض السكريّ هو محاولة السيطرة على مستويات السكّر في الدم.[8] لم يتمّ إلى الآن الكشف عن طريقة يمكن من خلالها علاج مرض السكريّ بشكلٍ تام. وتهدف العلاجات المتوفّرة حاليًّا إلى السيطرة على المرض والمحافظة على مستوى السكّر في الدم ضمن المعدّل الطبيعيّ، وذلك من خلال اتباع بعض الإجراءات:
نصائح وإرشادات للمحافظة على مستوى السكر في الدم
- اتّباع نظام غذائيّ صحيّ ومناسب.
- المحافظة على النشاط البدنيّ من خلال ممارسة الرياضة بانتظام.
- المحافظة على المستويات الطبيعيّة من الكوليسترول (بالإنجليزية: Cholesterol) والدهون الثلاثيّة (بالإنجليزية: Triglyceride) ضمن المعدل الطبيعيّ.
- المحافظة على قيم ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعيّ، أي يجب أن لا تتجاوز قيم ضغط الدم 90/140 مليمتر زئبقي.
- الالتزام بالأدوية الموصوفة من قِبَل الطبيب واتباع إرشادات الطبيب حول طريقة استخدام الأدوية، ووقت أخذها، والجرعات الموصوفة.
- مراقبة مستويات السكّر في الدم وضغط الدم في المنزل بشكلٍ مستمر.
- مراجعة الطبيب بشكلٍ دوريّ والالتزام بإجراء التحاليل المخبريّة في موعدها.
علاج مرض السكري من النوع الأول
يُعدّ الإنسولين العلاج الرئيسيّ للمصابين بمرض السكريّ من النوع الأول وذلك لتعويض عدم إنتاجه من الجسم. توجد أربعة أنواع رئيسيّة للإنسولين المستخدم في علاج مرض السكريّ من النوع الأول، والتي تختلف بحسب مدّة استمرار مفعولها، وسرعة بدء تأثيرها. تصنّف على النحو الآتي:[10]
نوع الإنسولين | مدة المفعول | سرعة بدء التأثير | أمثلة |
---|---|---|---|
الإنسولين سريع المفعول | 3-4 ساعات | 15 دقيقة | غلوسيلين (بالإنجليزية: Glulisine)، ليسبرو (بالإنجليزية: Lispro) |
الإنسولين قصير المفعول | 6-8 ساعات | 30 دقيقة | الإنسولين العادي (بالإنجليزية: Regular) |
الإنسولين متوسط المفعول | 12-18 ساعة | ساعة إلى ساعتين | إنسولين NPH (بالإنجليزية: NPH insulin) |
الإنسولين طويل المفعول | 24 ساعة أو أكثر | بضعة ساعات | غلارجين (بالإنجليزية: Glargine)، ديتيمير (بالإنجليزية: Detemir) |
علاج مرض السكري من النوع الثاني
يمكن السيطرة على بعض حالات مرض السكريّ من النوع الثاني من خلال ممارسة التمارين الرياضيّة واتّباع نظام غذائيّ صحيّ فقط. أمّا في حال عدم انتظام مستويات السكّر في الدم بعد اتّباع هذه الطرق فقد يتمّ وصف بعض الأدوية حسب حالة الشخص المصاب. تساهم هذه الأدوية في السيطرة على مرض السكريّ بعدة طرق،[10] ومن هذه الأدوية ما يأتي:[11]
- مثبطات ألفا- جلوكوزيداز: (بالإنجليزية: Alpha-Glucosidase Inhibitors) ومنها: أكارْبوز (بالإنجليزية: Acarbose)، ميجليتول (بالإنجليزية: Miglitol).
- البيغوانيد: (بالإنجليزية: Biguanides) مثل الميتفورمين (بالإنجليزية: Metformin).
- منحيات حامض الصفراء: (بالإنجليزية: Bile acid sequestrant) مثل كوليسيفيلام (بالإنجليزية: Colesevelam).
- مُحفّزات الدوبامين: (بالإنجليزية: Dopamine agonists) مثل دواء بروموكريبتين (بالإنجليزية: Bromocriptine).
- مثبطات ثنائي ببتيديل ببتيداز- 4: (بالإنجليزية: Dipeptidyl peptidase-4 inhibitor) واختصارًا DPP-4، ومنها: ألوجليبتين (بالإنجليزية: Alogliptin)، ليناجليبتين (بالإنجليزية: Linagliptin)، ساكساغلبتين (بالإنجليزية: Saxagliptin)، سيتاغلبتين (بالإنجليزية: Sitagliptin).
- الميغليتينيدات: (بالإنجليزية: Meglitinides) ومنها: ناتيغلينيد (بالإنجليزية: Nateglinide)، ريباغلينيد (بالإنجليزية: Repaglinide).
- مثبطات الناقل المشارك صوديوم/ جلوكوز2 : (بالإنجليزية: Sodium glucose cotransporter 2) واختصارًا SGLT-2، ومنها: كاناغليفلوزين (بالإنجليزية: Canagliflozin)، داباغليفلوزين (بالإنجليزية: Dapagliflozin)، أمباغليفلوزين (بالإنجليزية: Empagliflozin).
- سلفونيل يوريا: (بالإنجليزية: Sulphonylurea)، ومن أدوية الجيل الأول من هذه المجموعة لم يعد يُستخدم إلّا دواء كلوربروباميد (بالإنجليزية: Chlorpropamide). أمّا بالنسبة لأدوية الجيل الثاني فقد تمّ اعتماد جرعات أقل من جرعات الجيل الأول. ومن الأمثلة على أدوية السلفونيل يوريا من الجيل الثاني ما يأتي: غليميبيريد (بالإنجليزية: Glimepiride)، غليبيزيد (بالإنجليزية: Glipizide)، غليبوريد (بالإنجليزية: Glyburide).
- ثيازوليدينديون: (بالإنجليزية: Thiazolidinedione)، ومنها: روزيغليتازون (بالإنجليزية: Rosiglitazone)، بيوغليتازون (بالإنجليزية: Pioglitazone).
علاج سكري الحمل
في حال الإصابة بسكريّ الحمل، يجدر قياس مستوى السكّر في الدم بشكلٍ يوميّ والحرص على إجراء التمارين الرياضيّة المناسبة للحمل وإجراء بعض التغييرات على النمط الغذائيّ. قد يكون هذا كافيًا للسيطرة على مستويات سكّر الدم. أمّا في بعض الحالات الأخرى، فكما صرّح مركز مايو كلينيك (بالإنجليزية: Mayo Clinic) فإنّ ما يتراوح بين 10-20% من النساء الحوامل اللواتي يعانين من سكريّ الحمل سوف يحتاجون لاستخدام الإنسولين لتنظيم مستوى السكّر في الدم. مع الإشارة إلى أنّ استخدام الإنسولين خلال الحمل يُعدّ آمنًا.[10]
ملخص المقال
يُعدّ مرض السكريّ من الأمراض الشائعة وبمعدّل انتشار متزايد وينقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسيّة: مرض السكريّ من النوع الأول والذي يحتاج المصاب فيه إلى استخدام الإنسولين كعلاج رئيسيّ للمرض، ومرض السكريّ من النوع الثاني الذي يعتمد علاجه على اتّباع نمط حياة صحيّ وبعض الأدوية في بعض الحالات، ومرض السكريّ الحمليّ الذي يظهر لدى بعض النساء خلال فترة الحمل ويزول بعد الولادة، والذي يمكن السيطرة عليه باتباع النصائح والإرشادات اللازمة خلال فترة الحمل. علمًا أنّ بعض النساء قد يحتجن لأخذ الإنسولين للسيطرة على مستويات السكر في الدم خلال فترة الحمل وتجنب حدوث أي مشاكل.
من المهمّ مراجعة طبيب متخصص لتشخيص مرض السكريّ بشكلٍ دقيق وتلقي العلاج المناسب. كما يجبّ اتّباع النصائح والإرشادات التي يقدمها الطبيب لضمان السيطرة على مستويات السكّر في الدم وتحسين جودة الحياة.
[1] “What is Diabetes”, niddk.nih, Retrieved 2/7/2021. Edited. [2] “?What is Diabetes”, News-medical, Retrieved 2/7/2021. Edited. [3] “Diabetes”, Who, Retrieved 2/7/2021. Edited. [4] “An overview of diabetes types and treatments”, medicalnewstoday, Retrieved 2/7/2021. Edited. [5] “What Is Insulin”, endocrineweb, Retrieved 2/7/2021. Edited. [6] “Diabetes”, healthdirect, Retrieved 2/7/2021. Edited. [7] “Diabetes”, mayoclinic, Retrieved 2/7/2021. Edited. [8] “What is diabetes”, familydoctor, Retrieved 2/7/2021. Edited. [9] “Diabetes: An Overview”, clevelandclinic, Retrieved 2/7/2021. Edited. [10] “Everything You Need to Know About Diabetes”, healthline, Retrieved 2/7/2021. Edited. [11] “Oral Medication”, diabetes, Retrieved 2/7/2021. Edited.