فهرس المحتويات
لمحة عن القسطنطينية
تعود جذور مدينة القسطنطينية إلى العصر الحجري الحديث، حيث اكتشفت آثار يعود تاريخها إلى حوالي 7000 عام قبل الميلاد، مما يشير إلى أنها كانت مأهولة بالسكان منذ ذلك الوقت. أطلق عليها اسم “مدينة قسطنطين” بعد أن جعلها قسطنطين الأول عاصمة رسمية للإمبراطورية الرومانية في عام 330 ميلادي. بعد انقسام الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين: شرقية وغربية عام 395 ميلادي، أصبحت القسطنطينية العاصمة الرئيسية للإمبراطورية الرومانية الشرقية.
اكتسبت القسطنطينية مكانة مرموقة في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والدينية والتجارية، واعتبرت عاصمة الروم المسيحيين الأرثوذكس، وكانت كنيسة آيا صوفيا من أهم الأماكن المقدسة لديهم.[1]
القسطنطينية (بالإنجليزيّة: Constantinople) تعتبر من بين المدن العالمية القليلة التي تقع بين قارتي آسيا وأوروبا على مضيق البوسفور. وباعتبارها نقطة عبور بين القارتين، لعبت دوراً محورياً في مختلف المجالات الثقافية والسياسية والتجارية، وكانت مركزاً للإمبراطورية البيزنطية. عُرفت القسطنطينية بأسماء عديدة عبر التاريخ، مثل بيزنطة، والأستانة، وإسلامبول، وروما الجديدة، لكن الاسم الأخير لم يشتهر كثيراً، فأطلق عليها لاحقاً اسم مدينة قسطنطين (القسطنطينية)، وتُعرف اليوم باسم إسطنبول.[2][1]
اسم القسطنطينية اليوم
القسطنطينية اليوم هي مدينة إسطنبول التركية، وهي أكبر مدن تركيا وأهم موانئها. تبلغ مساحة المدينة القديمة حوالي 23 كيلومترًا مربعًا، بينما المدينة الحديثة أكبر بكثير.[3]
لم تفقد إسطنبول مكانتها على الرغم من نقل العاصمة إلى أنقرة في عهد أتاتورك.[1]
تعتبر إسطنبول وجهة سياحية مهمة بسبب معالمها الأثرية والتاريخية. كنيسة آيا صوفيا هي من أبرز المعالم الأثرية في إسطنبول، بالإضافة إلى وجود آثار لخمسة وعشرين كنيسة تعود إلى العصر البيزنطي. تشمل المعالم الأخرى الهامة البوابة الذهبية التي بنيت عام 390 ميلادي لحماية المدينة في عهد الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس الثاني، وبقايا قصر قسطنطين الذي بني عام 1300 ميلادي ويتكون من ثلاثة طوابق مبنية من الطوب والحجر الجيري.[3]
تتميز إسطنبول بحياة ثقافية متنوعة، حيث تضم العديد من الجمعيات والمعاهد والمراكز الفنية والمتاحف. من أهم معالمها الثقافية:
- مركز أتاتورك الثقافي: أحد أهم المراكز الفنية في إسطنبول، ويقع في ساحة تقسيم، حيث تقام عروض مسرحية وباليه وأوبرا.
- مجموعة من المكتبات العامة والخاصة: مثل مكتبة Köprülü الصغيرة التي تحتوي على كتب طبعت في العهد العثماني، بالإضافة إلى مخطوطات يدوية.
- مجموعة من المتاحف: مثل متحف الفن التركي والإسلامي، والمتحف الحربي، والمركز الثقافي.
- معاهد أثرية فرنسية وألمانية.
- الحدائق العامة: تتميز المدينة بحدائق السوق الخاصة بها.[4]
الفتح الإسلامي للقسطنطينية
ظلّ فتح القسطنطينية حلماً يراود المسلمين منذ أن بشّر به النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وتمنوا تحقيقه. انطلقت الجيوش الإسلامية في محاولات عديدة لفتح القسطنطينية، بدأت في عهد معاوية بن أبي سفيان، إلا أنها لم تنجح. وفي عام 98 للهجرة في عهد الخليفة سليمان بن عبد الملك، كانت هناك محاولة أخرى لم تنجح أيضاً. حاول العباسيون أيضاً فتح القسطنطينية عدة مرات، وأهم هذه المحاولات كانت في عام 190 هجريّة في عهد الخليفة هارون الرشيد، ولكنها لم تنجح أيضاً.[5][6]
صمدت القسطنطينية أمام الفتوحات الإسلامية حتى في عهد العثمانيين الذين حاولوا فتحها مرات عديدة. كانت حملة السلطان بايزيد (الصاعقة) عليها عام 796 للهجرة من أهم الحملات، حيث حاصرها وكادت أن تسقط لولا هجوم المغول على الدولة العثمانية من الشرق، مما أجبر السلطان على فك الحصار لمواجهة المغول. استمرت المحاولات حتى جاء عهد الأمير محمد الفاتح بن مراد الثاني الذي تمكن من فتحها عام 857 للهجرة.
عن أبي عُمير الأنصاري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش”
“لا تقوم الساعة حتى يقاتل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جند من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا ويقتل ثلث أفضل الشهداء عند الله ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدا فيفتتحون القسطنطينية”
الراوي : يسير بن جابر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2897 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
البشارة النبوية بفتح القسطنطينية
لقد بشّر سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلم- بفتح القسطنطينيّة وبقي هذا الحلم يراود المسلمين متمنيين فتحها وتحقيق بشارة النّبي لها. وقد انطلقت الجيوش الإسلاميّة لفتح القسطنطينيّة في أكثر من محاولة كانت أولى هذه المحاولات في عهد معاوية بن أبي سفيان إلّا أنّها لم تكن ناجحة، وفي عام 98 للهجرة في عهد الخليفة سليمان بن عبد الملك كانت هنالك محاولة أخرى إلّا أنّها لم تكن ناجحة أيضاً، وقد حاول العباسيون أيضاً فتح القسطنطينية أكثر من مرّة وكانت أهم هذه المحاولات في عام 190 هجريّة في عهد الخليفة هارون الرّشيد وكانت محاولة غير ناجحة أيضاً.[5][6]
استراتيجية الفتح
لم يكن فتح القسطنطينية مهمة سهلة لجيش المسلمين بسبب وجود عدة تحديات، لكن محمد الفاتح سعى لإزالتها من خلال:
- بناء حصن عظيم للمسلمين في ثلاثة أشهر، رغم أن بناء الحصن عادة ما يستغرق سنة كاملة.
- التعاون مع المهندس المجري أوربان لصناعة مدافع قوية قادرة على اختراق أسوار القسطنطينية. استطاع أوربان صناعة ثلاثة مدافع، بما في ذلك مدفع ضخم في مدة قصيرة لم تتجاوز ثلاثة أشهر.
- نقل السفن عبر ممر جبلي تم إنشاؤه بقضبان خشبية مدهونة بالزيت لتسهيل نقل السفن إلى الخليج.
بعد التغلب على هذه التحديات، حاصر جيش المسلمين القسطنطينية لمدة ثلاثة وخمسين يوماً، وتمكنوا من تحقيق نصر عظيم والسيطرة على المدينة.[6] بعد دخول المسلمين إلى القسطنطينية، أمر محمد الفاتح بتحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد للمسلمين، بالإضافة إلى إقامة مسجد في المكان الذي دفن فيه أبو أيوب الأنصاري.[7]
فيديو تعريفي بمدينة القسطنطينية
شاهد هذا الفيديو للتعرف أكثر على مدينة القسطنطينية: [8]
المراجع
- “إسطنبول القلب النابض للاقتصاد التركي”،www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-5-2018. بتصرّف.
- سامي المغلوث،أطلس الأديان، الرياض: العبيكان، صفحة 264. بتصرّف.
- Blake Ehrlich،”Istanbul”،www.britannica.com، اطّلع عليه بتاريخ 9-5-2018. بتصرّف.
- “Cultural Life”,www.britannica.com, Retrieved 9-5-2018. Edited.
- عمر العمري (24-2-2010)،”محمد الفاتح بين العلم والعلماء”،www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-5-2018. بتصرّف.
- تراغب السرجاني (2-9-2013)،”محمد الفاتح وفتح القسطنطينية”،islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-5-2018. بتصرّف.
- تامر بدر (11-3-2014)،”السلطان محمد الفاتح”،islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 7-7-2018. بتصرّف.
- فيديو: مدينة القسطنطينية.