فهرس المحتويات
أنواع المحن الإلهية |
---|
البلاء بالشدائد |
البلاء بالنعم |
حالة الإنسان بين النعيم والشقاء |
كيفية مواجهة المحن |
أنواع المحن الإلهية
يُعتبر البلاء من سنن الله في الكون، وهو اختبارٌ إيمانيٌّ يُصقل به المؤمن ويُرفع به قدره. ويتجلى البلاء في صورٍ متنوعة، منها ما يُرى بوضوح، ومنها ما يكون خفيًا ودقيقًا.
البلاء بالشدائد
يشير هذا النوع إلى المصاعب والمحن التي تواجه الإنسان، والتي قد تبدو ظاهريًا قاسيةً ومؤلمة. وقد تُخفى حكمةُ الله في هذه المحن، وقد تُدركها النفس البشرية وقد لا تُدركها. فالله سبحانه وتعالى يختبر به إيمان عباده وصبرهم وجهادهم في سبيله، كما جاء في قوله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ).[١][٢] وقوله سبحانه: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ).[٣][٢]
وقد يُهيئ هذا البلاء الإنسان للتغلب على الصعاب، ويزيد من إيمانه ويقينه بأن ما يأتيه من الله – عز وجل – لحكمةٍ سواء أكان خيرًا أم شرًا، كما قال سبحانه: (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ).[٤][٢] وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم من أصيب بمثل هذه المحن بأجرٍ عظيم، وهو الجنة، كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ قالَ: إذا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بحَبِيبَتَيْهِ، فَصَبَرَ؛ عَوَّضْتُهُ منهما الجَنَّةَ. يُرِيدُ عَيْنَيْهِ).[٥][٢]
البلاء بالنعم
هذا النوع من البلاء يكون خفيًا، ويتجلى في هيئة النعم والخيرات. يُختبر فيه الإنسان على ثباته في دينه، وقد يكون أصعب من البلاء بالضراء؛ لأنه لا يبدو كاختبارٍ واضح، فيغتر الإنسان بنعم الله، وربما ينسى شكرها، ويتمتع بهبات الله دون أداء حقوقها كاملة. فالمالُ ابتلاء، والملكُ ابتلاء، حتى كرامات الصالحين ابتلاء، كما قال سليمان عليه السلام: (هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ).[٧] فليس كل من وسع الله عليه من الرزق دليلًا على إكرامه الخاص، وليس كل من ضيق عليه دليلًا على إهانته. وفي هذا المعنى قوله تعالى: (فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ* وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ* كَلَّا).[٩][٨]
حالة الإنسان بين النعيم والشقاء
وصف الله سبحانه وتعالى حالة الإنسان عند السراء والضراء بوصفٍ دقيقٍ، يُبرز طبيعة النفس البشرية. يقول تعالى: (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ* وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ).[١٠] فالإنسان إذا أصابته الضراء بعد السراء، قد ييأس من زوالها، وينسى نعم الله السابقة. وإذا أكرمه الله بالسراء بعد الضراء، قد ينسى حزنه السابق، ويفرح بها، ويظن أنها دائمة. فالإنسان عند الشرّ جزوعٌ، وعند الخير بخيلٌ، إلا من رحم الله من أكرمه بالصبر والثبات.
كيفية مواجهة المحن
على المؤمن أن يتحلى بالصبر في السراء والضراء، وهذا الأخير أصعب. وقد روي عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قوله: (ابتُلينا معَ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- بالضَّرَّاءِ فصَبَرنا، ثمَّ ابتُلينا بالسَّرَّاءِ بعدَهُ فلم نصبِرْ).[١٢][١٣] لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من فقر الدنيا، ومن فتنة الغنى. فالمؤمن الحقّ يتقوى الله، ويبتعد عن الشر، ويحرص على الصبر والشكر.
المراجع: [1],[2],[3],[4],[5],[6],[7],[8],[9],[10],[11],[12],[13] (المصادر هنا تحتاج إلى التوضيح والتوسع)