محتويات
الآثار السلبية للربا على مختلف الأصعدة
يُلحق الربا أضرارًا جسيمةً بالفرد والمجتمع، متجاوزًا حدود الضرر المادي ليصل إلى النسيج الاجتماعي والاقتصادي. فمن الواجب دراسة هذه الآثار بعناية لفهم خطورة هذه الممارسة المحرمة شرعًا.
تأثير الربا على العلاقات الاجتماعية
يُضعف الربا الروابط الاجتماعية، ويُقوض روح التعاون بين الأفراد. فهو يُحوّل العلاقات الإنسانية إلى علاقات مادية بحتة، ويُزرع البغضاء والعداوة بين المقترض والدائن، مما يُؤدي إلى تفكك النسيج المجتمعي.
الآثار الاقتصادية الوخيمة للربا
يُسبب الربا تضخمًا اقتصاديًا، مما يُؤدي إلى انخفاض قيمة النقود وزيادة الفقر. كما يُسهم في تعميق الفجوة بين الأغنياء والفقراء، ويُحدّ من تداول المال بشكلٍ عادلٍ. إضافةً إلى ذلك، يُزيد من حدة الأزمات الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة، وذلك بتوجيه الاستثمارات نحو الفوائد بدلاً من المشاريع الإنتاجية.
تأثير الربا على الإنتاج
يُسبب الربا ارتفاعًا في أسعار السلع، ونقصًا في الطلب عليها، مما يُؤدي إلى تراكم المنتجات دون تصريفها. كما يُشجّع على الكسل والخمول، حيث يكتفي المُرابي بالحصول على أرباحه من دون بذل جهدٍ أو عملٍ مُجدٍ.
ماهية الربا وأنواعه
يُعرّف الربا لغويًا بأنه الزيادة والنمو. أما اصطلاحًا، فهو الزيادة في أحد النوعين من المال عن الآخر، بشرط أن يكونا من جنس واحد. ويُقسم الربا إلى نوعين رئيسيين:
ربا الفضل
يُعرّف ربا الفضل لغويًا بأنه الزيادة على الشيء عن حاجة. شرعًا، هو الزيادة في أحد البدلَين على الآخر من الأموال الربوية في حال اتّحادهما في الجنس. وقد حدد رسول الله ﷺ الأصناف الربوية بقوله: (الذَّهَبُ بالذَّهَبِ، والْفِضَّةُ بالفِضَّةِ، والْبُرُّ بالبُرِّ، والشَّعِيرُ بالشَّعِيرِ، والتَّمْرُ بالتَّمْرِ، والْمِلْحُ بالمِلْحِ) [صحيح مسلم]. ويُحرم ربا الفضل في هذه الأصناف الستة سواء كان البيع حالًا أو مؤجلًا.
حكم ربا الفضل: (وَأَحَلَّ اللَّـهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) [سورة البقرة، الآية 275]. وقد بيّنت أحاديث النبي ﷺ معنى الربا المُتَضمّن لربا الفضل والنسيئة.
ربا النسيئة
النسيئة لغويًا هي التأخير والتأجيل. شرعًا، هي الزيادة التي تؤخذ مقابل تأجيل موعد قضاء الدين. أجمع العلماء على تحريمه، وهو أصل الربا المعروف في الجاهلية. (الذَّهَبُ بالذَّهَبِ، والْفِضَّةُ بالفِضَّةِ، والْبُرُّ بالبُرِّ، والشَّعِيرُ بالشَّعِيرِ، والتَّمْرُ بالتَّمْرِ، والْمِلْحُ بالمِلْحِ، مِثْلًا بمِثْلٍ، سَواءً بسَواءٍ، يَدًا بيَدٍ*، فإذا اخْتَلَفَتْ هذِه الأصْنافُ، فَبِيعُوا كيفَ شِئْتُمْ، إذا كانَ يَدًا بيَدٍ*) [صحيح مسلم].
الربا في الإسلام: تحريمٌ قاطع
حرّم الإسلام الربا، وتوعّد آكله بالعقاب الشديد في الدنيا والآخرة. وقد حرّم الله الربا على اليهود أيضًا كما في سورة النساء (160-161). ويُعدّ الربا من الكبائر، كما في حديث النبي ﷺ الذي ذكر فيه الربا ضمن السبع المُوبقات.
حكمة تحريم الربا
إنّ حكمة تحريم الربا تكمن في منع الظلم والفساد، وحماية المجتمع من الآثار السلبية للربا على مختلف الأصعدة. فهو يُعيق التنمية الاقتصادية، ويُفاقم الفقر، ويُزرع البغضاء بين الناس.
التوبة من الربا
التوبة من الربا واجبة على كل من مارس هذه المعاملة المحرمة. وتختلف كيفية التوبة بحسب حالة المُرابي: فإما أن يكون قد قبض الربا أو لم يقبضه بعد. (وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ) [سورة البقرة، الآية 279].