فهرس المحتويات
- مقدمة: من تاجر إلى حاكم
- صعود محمد علي إلى السلطة
- إصلاحات محمد علي الداخلية
- حملات محمد علي التوسعية
- إرث محمد علي
- المراجع
مقدمة: من تاجر إلى حاكم
يُعد محمد علي باشا شخصية بارزة في تاريخ مصر، يُعرف بدوره الحاسم في تحويل البلاد من إقليم متأخر إلى دولة حديثة. رحلته من تاجر بسيط إلى حاكم مصر، هي قصة مليئة بالتحديات والإنجازات. ولد في مدينة كافالا المقدونية عام 1769م، وكان والده إبراهيم أغا، قائدًا عسكريًا من أصول ألبانية خدم في الحامية العثمانية.
صعود محمد علي إلى السلطة
بدأ محمد علي حياته بتجارة التبغ، وهو ما أثّر لاحقًا على رؤيته لتطوير الزراعة المصرية. تزوج من ابنة حاكم كافالا، الأمر الذي رفع مكانته في الدولة وأهّله لقيادة فرقة ألبانية أرسلها السلطان العثماني إلى مصر بعد انسحاب الحملة الفرنسية عام 1801م.
في ظل الفوضى التي عمت مصر بعد رحيل الفرنسيين، استطاع محمد علي، بحنكته ومهارته السياسية، التحكم في مفاصل الدولة الهشة. تمكن من الحصول على فرمان من السلطان سليم الثالث يُعيّنه واليًا على مصر عام 1805م، بعد تنسيق مع كبار التجار والأشراف في مصر.
إصلاحات محمد علي الداخلية
ركز محمد علي على إصلاحات داخلية جوهرية لنهضة مصر. بدأ بتحديث الجيش المصري، واستعان بالخبرات الأوروبية وأرسل الكوادر المصرية للتعلم في الخارج. أسس نظامًا تعليميًا جديدًا مستوحى من النماذج الأوروبية، وأرسل الطلاب في مختلف التخصصات للدراسة في الجامعات الفرنسية. كان الهدف إعادة توجيه الثقافة المصرية بعيدًا عن سيطرة الدولة العثمانية.
أدرك محمد علي أهمية الزراعة، فعمل على زيادة الرقعة الزراعية وزراعة محاصيل التصدير مثل القطن. استخدم الفائض من الدخل في تمويل مشاريع الري، وتطوير الصناعات العسكرية، وبناء البنية التحتية. حُددت سياساته في مجال الزراعة باحتكار موارد الدولة، فكانت التعليمات تُوجه للفلاحين بزراعة محاصيل محددة بشرائها منهم بسعر محدد دون تدخل التجار.
وفي مجال الصناعة، استعان محمد علي بالخبرات الأجنبية وأنشأ مصانع لنسج القطن، الحرير، والصوف. فرض حظرًا على استيراد منتجات النسيج البريطانية لتقليل التبعية الاقتصادية. أسس أيضًا مصانع لدبغ الجلود وتصنيع السكر محليًا، ما أثار قلق البريطانيين من تهديد مصالحهم التجارية في مصر.
حملات محمد علي التوسعية
لم يقتصر دور محمد علي على الإصلاحات الداخلية، بل امتد إلى الخارج. في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، قاد حملة عسكرية ضد الدولة العثمانية في سورية. في عام 1831م، قاد ابنه إبراهيم باشا الجيش المصري الذي اجتاح سورية وصولاً إلى الأناضول. هُزمت قوات الصدر الأعظم العثماني محمد رشيد باشا في معركة قونية، ما مهد الطريق لاحتلال القسطنطينية. رغم ضغط إبراهيم باشا على والده لإعلان الاستقلال عن الدولة العثمانية، أعطى تردد محمد علي الفرصة للسلطان العثماني لطلب المساعدة من الدول الأوروبية.
انتهى الصراع بتوقيع صلح كوتاهية عام 1833م، الذي اعترف بشرعية حكم محمد علي على مصر، الحجاز، وكريت. كما نصّ على تولي ابنه إبراهيم باشا حكم سورية.
إرث محمد علي
توفي محمد علي عام 1849م بعد تنازله عن السلطة لابنه إبراهيم في عام 1848م. توفي إبراهيم في نفس عام توليه السلطة، لكن أسرة محمد علي حافظت على الحكم في مصر والسودان لأجيال. لا يزال إرث محمد علي حيًا حتى اليوم، فإصلاحاته الداخلية، وحملاته العسكرية، هي أولى خطوات تأسيس دولة مصرية مستقلة.
المراجع
- Khaled Fahmy, “Muhammad ‘Ali”, harvard. Retrieved 9-9-2018.
- “Muhammad Ali Pasha Biography”, notablebiographies. Retrieved 9-9-2018.
- “Muhammad Ali Pasha the Great”, newworldencyclopedia. Retrieved 9-9-2018.
- Helen Anne B. Rivlin (29-7-2018), “Muḥammad ʿAlī”, britannica. Retrieved 9-9-2018.
- “Muhammad Ali, 1805-48”, countrystudies. Retrieved 9-9-2018.