جدول المحتويات
العوامل الجغرافية المؤثرة
تلعب فلسطين، بموقعها الاستراتيجي، دوراً محورياً في التأثير على مناخها، حيث تتأثر بالظروف البحرية والصحراوية على حد سواء، بالإضافة إلى التنوع الكبير في تضاريسها. هناك مجموعة من العوامل التي تعمل معاً لتشكيل وتحديد المناخ السائد في فلسطين. وتشمل هذه العوامل:
أثر التضاريس
تُعتبر التضاريس من أبرز العوامل الجغرافية التي تؤثر بشكل كبير على التباين المناخي بين المناطق المختلفة. تتوزع درجات الحرارة ومعدلات هطول الأمطار على شكل نطاقات طولية تمتد من الشمال إلى الجنوب. للتضاريس تأثير ملحوظ على درجات الحرارة، حيث تميل إلى الارتفاع في المناطق المنخفضة والانخفاض في المناطق المرتفعة. كما تؤثر التضاريس على معدلات هطول الأمطار، حيث تزداد في المرتفعات الجبلية المتجهة شمالاً، لتصل كميات الأمطار إلى حوالي 660 ملم في نابلس.
الأهمية المناخية للموقع
بسبب موقع فلسطين في شرق البحر الأبيض المتوسط، تقع على يمين المنخفضات الجوية في فصل الشتاء، مما يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة في المناطق الشمالية وتقل تدريجياً كلما اتجهنا جنوباً. يؤثر هذا الموقع أيضاً على اعتدال درجات الحرارة في فصلي الصيف والشتاء، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الرطوبة في المناطق الساحلية. فضلاً عن ذلك، يساهم موقع فلسطين في نصف الكرة الشمالي في جعلها تحت تأثير مراكز الضغط الجوي المرتفع السيبيري والآزوري، بالإضافة إلى منخفضات البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر.
تأثير الإشعاع الشمسي
يبلغ متوسط سطوع الشمس على فلسطين حوالي 3400 ساعة في السنة، ويزداد هذا المعدل كلما اتجهنا جنوباً ويقل شمالاً. في فصل الشتاء، تتناقص قيمة الإشعاع الشمسي بسبب زيادة الغيوم وقصر النهار. ومن بين العوامل التي تؤثر على كمية الإشعاع الشمسي الواصلة إلى فلسطين:
- طول النهار: يصبح موقع الشمس قريباً من سطح الأرض ويطول النهار ليصل إلى 14 ساعة في فلسطين خلال فصل الصيف. بينما في فصل الشتاء، تبتعد الشمس عن نصف الكرة الشمالي ويقل طول النهار ليصبح 10 ساعات فقط، مما يقلل من كمية الإشعاع الشمسي الواصلة إلى فلسطين.
- نسبة التغييم: تعكس الغيوم حوالي 39% من كمية الإشعاع الشمسي قبل وصوله إلى سطح الأرض. تختلف نسبة التغييم من منطقة إلى أخرى، حيث ترتفع في المناطق الساحلية والجبلية والشمالية، بينما تنخفض في الأغوار والنقب.
- الموقع: يزداد الإشعاع الشمسي كلما اقتربنا من خط الاستواء. كما أن المناطق الساحلية تشهد ارتفاعاً في نسبة الغيوم، مما يقلل من كمية الإشعاع الشمسي الواصلة إليها.
معلومات أساسية عن مناخ فلسطين
فيما يلي بعض المعلومات الهامة حول مناخ فلسطين:
- تقع فلسطين على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، ويحدها من الشرق سوريا والأردن، ومن الشمال لبنان، ومن الجنوب العقبة وسيناء.
- تبلغ مساحتها حوالي 27 ألف كيلومتر مربع، وتتميز بتنوع مناخي كبير على الرغم من صغر مساحتها نسبياً. تشمل فلسطين المناخ المعتدل التابع لإقليم البحر المتوسط، بالإضافة إلى المناخ الصحراوي وشبه الصحراوي.
- تتميز فلسطين بغزارة الأمطار في فصل الشتاء، حيث تتراوح كمية الأمطار فيها بين 715 ملم سنوياً في رام الله و 145 مم سنوياً في أريحا، وتقل في منطقة البحر الميت. يتراوح المتوسط السنوي للأمطار في الضفة الغربية ككل ما بين 450 و 500 ملم. أما قطاع غزة، فيتراوح معدل هطول الأمطار فيه بين 400 ملم سنوياً في الشمال و230 مم سنوياً في الجنوب، مما يجعله منطقة انتقالية ما بين مناخ البحر الأبيض المتوسط المعتدل وشبه الرطب والمناخ الصحراوي الجاف على شبه جزيرة سيناء.
- يعتبر مناخ فلسطين معتدلاً نسبياً مقارنة بالدول المجاورة، مع وجود اختلافات واضحة في المناخ بين الجنوب والشمال وبين الأغوار والسهول والجبال. توجد أيضاً صحراء النقب والمناطق الواقعة في ظل الأمطار، وهي مناطق صحراوية قليلة الأمطار. تختلف عناصر المناخ الأخرى من منطقة إلى أخرى نتيجة لعوامل متعددة.