محبة مصر والارتباط بها

استكشاف عمق العلاقة بين المصريين ووطنهم مصر، أرض الحضارات والتاريخ العريق. نظرة على مظاهر الانتماء وأهمية مصر في العالم العربي.

مصر: مجد الحضارات

مصر، يا أم الدنيا، ويا منارة التاريخ والحضارة، يا بلداً ضارباً بجذوره في أعماق الزمن. إنها عروس النيل المتألقة، وهبة هذا النهر العظيم، وأرض الخضرة والجمال الساحر. لقد كانت مصر على الدوام مهدًا لأعظم الحضارات التي عرفتها البشرية، فكل زاوية فيها تشهد على عظمة الماضي. الأهرامات الشامخة تقف شاهدة على ذلك، حيث تبهر العقول بسحرها وتدهش الأرواح بروعتها. والمسلات المنتشرة في ربوعها المختلفة تعتبر من أروع التحف الفنية التي تروي لنا تاريخاً مجيداً وحقبة تاريخية آسرة.

مشاعر الانتماء المتجذرة

الزائر لشوارع مصر يدرك تماماً أن كل ركن وشارع يحمل في طياته شيئاً قريباً ومحبباً إلى النفس، مما يعزز ذلك الشعور العميق بالانتماء الذي يسكن القلب والروح، فتتعلق بها النفس أكثر فأكثر. وما يزيد من قوة هذا الانتماء هو طيبة أهلها وخفة دمهم وروحهم المتدفقة بالحياة، بالإضافة إلى عزيمتهم التي لا تلين مهما قست عليهم الظروف، وكأنهم يستمدون حبهم للأرض والمكان من نهر النيل الخالد.

التكاتف في وجه الشدائد

يتجلى حب المصريين لوطنهم في طريقة تعاملهم وتصرفهم في أوقات المحن والصعاب، فهم دائماً ما يتكاتفون ويتحدون لمواجهة أي ظرف صعب يمر بالبلاد. كما أن مصر نفسها تتمتع بجاذبية خاصة تجعل القلوب تهفو إليها. ففي الليل، يعم الهدوء أجوائها وكأنها تحتضن نجوم السماء، وتستلقي في أحضان النيل كعروس فاتنة تتغنى بجمالها. أما في النهار، فتدب الحياة في كل مكان، من صعيدها الأخضر الخصيب الذي يزهر فيه الزرع والشجر، إلى شواطئ الإسكندرية التي تستريح على سواحل البحر الأبيض المتوسط بجماله الساحر، وإلى آثارها المنتشرة في كل مكان، من تمثال أبو الهول، إلى التماثيل الذهبية والمعابد والمقابر الملكية.

مصر ودورها في العالم العربي

على مر تاريخها الطويل، قدمت مصر العديد من المواقف المشرفة للقضايا العربية، ولعبت دوراً محورياً في الحفاظ على وحدة الصف العربي، فكيف لا وهي الشقيقة الكبرى لكل بلاد العرب. إنها بلد التسعين مليون مصري الذين لم يبخلوا يوماً بدمائهم فداءً للوطن. فمصر أكبر من أي وصف وأعظم من أي كلام، فهي دولة تتمتع بخصوصية فريدة تميزها عن غيرها من الدول، وفيها من الميزات والخصائص ما لا يمتلكه سواها.

مصر.. بلد فريد

لذلك، فالانتماء إلى مصر ليس مجرد اختيار، بل هو فطرة لا يستطيع الإنسان مقاومتها، فحبها يجري في العروق وتسكن الروح. فهي بلد الفن والجمال والحياة، وبلد الضحكات الصافية. إنها أرض الكنانة التي ذكرت في القرآن الكريم: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ ۚ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (يوسف: 21). كما أن حب الوطن من الإيمان، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما خرج من مكة: “ما أطيبك من بلد وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك”. فمصر هي القلب النابض للعالم العربي، وستظل دائماً رمزاً للعزة والكرامة.

Total
0
Shares
المقال السابق

تعبير عن عشق أرض الكنانة

المقال التالي

قيم السلوك الرفيع: نظرة شاملة

مقالات مشابهة

أشعار سالم السيار: روائع الشعر النبطي باللهجة الخليجية

تعرف على أشهر قصائد الشاعر الخليجي سالم السيار، بما في ذلك قصيدة 'هذا هو اللي تبيه' و'الجراح' و'عساك بخير'. اكتشف جمال الشعر النبطي وروعة التعبير باللهجة الخليجية.
إقرأ المزيد