محافظة ذي قار: تاريخ عريق وحضارة شامخة

استكشف تاريخ وموقع محافظة ذي قار في جنوب العراق، من معركة ذي قار الخالدة إلى مدينة أور الأثرية، واكتشف أهميتها الحضارية والسكانية.
المحتويات
موقع ذي قار وتاريخها
أور: مهد الحضارات
ذي قار عبر التاريخ
السكان والحياة الاقتصادية

موقع ذي قار وتاريخها

تقع محافظة ذي قار في جنوب العراق، شمال محافظة البصرة. اشتُهرت هذه المنطقة منذ القدم، ويعود اسمها إما إلى استخدام سكانها الواسع للقار في البناء، أو إلى معركة ذي قار التاريخية التي دارت رحاها بين العرب والفرس قبل الإسلام. شهدت هذه المنطقة، التي تزخر بآبار المياه العذبة، انتصاراً عربياً تاريخياً على الفرس، مما شكل نقطة تحول في تاريخ المنطقة.

سكنت هذه الأرض قبائل عربية عريقة، منها بكر بن وائل، وتغلب، وبني شيبان، وإياد. وقد شكلت هذه القبائل جيشاً هزم الفرس في معركة ذي قار، معلنةً بداية لتحرر العرب من سيطرة الفرس عبر دولة المناذرة.

أور: مهد الحضارات

تقع مدينة أور، مسقط رأس النبي إبراهيم عليه السلام، في محافظة ذي قار. وتُعدّ أور من أقدم المدن في التاريخ، ومهداً للحضارة السومرية، أحد أقدم الحضارات المعروفة عالمياً. اكتُشفت ألواح سومرية مسمارية تتحدث عن نظامهم الفلكي، وكيفية حسابهم للشمس والكواكب. كما برز السومريون بإنجازاتهم في مجالات الحرب، باستخدام الخيول والعربات، وتنظيم الأسواق، واختراع الساعة التي تقسم اليوم إلى 24 ساعة، والساعة إلى 60 دقيقة، وإيجاد قانون قطر الدائرة، ووضع أول دستور قبل قانون حمورابي. كما اشتهرت أور بإنجازاتها في الموسيقى والأدب والشعر، حيث لا تزال العديد من الآثار السومرية مدفونة أو معروضة في المتاحف العالمية والعراقية.

ذي قار عبر العصور

بعد العصر السومري، شهدت ذي قار، كمناطق عراقية أخرى، ظهور حضارات متعاقبة، منها الحضارة الأكادية، والكلدانية، والأشورية، والبابلية. وقد تغير اسم ذي قار عبر التاريخ، فكانت تُعرف بـ “واسط” في العصر الأموي، و”البطائح” في العصر العباسي، و”المتفق” في العصر العثماني.

السكان والحياة الاقتصادية

يبلغ عدد سكان محافظة ذي قار حالياً حوالي مليوني نسمة، معظمهم من الشيعة، إلى جانب عدد من السنة وبعض الصابئة المندائيين. وتشتهر المحافظة بزراعة النخيل وأنواع أخرى من الزراعة، إلى جانب التجارة وصيد الأسماك.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

رحلات إلى عالم ديزني السحري: دليل شامل لمواقعها حول العالم

المقال التالي

جمال رأس البر: موقعها، سياحتها، وتاريخها العريق

مقالات مشابهة