فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
أول ما يُسأل عنه العبد من عباداته | الفقرة الأولى |
النعم الإلهية وسؤال الله عنها | الفقرة الثانية |
حقوق العباد وأولوية القضاء فيها | الفقرة الثالثة |
حساب الأعمال ولقاء الله | الفقرة الرابعة |
أول ما يُسأل عنه العبد من عباداته
تُعتبر الصلاة من أهم أركان الإسلام، وهي أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، كما جاء في حديث النبي ﷺ: (إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ بهِ العبدُ يومَ القيامةِ من عمَلِهِ الصلاةُ ، فإنْ صلُحَتْ فقدْ أفلَحَ وأنْجَحَ ، وإنْ فسَدَتْ فقدْ خابَ وخَسِِرَ ، وإنِ انْتقَصَ من [فَرِيضَتِهِ] قال الربُّ: انظُرُوا هل لعبدِي من تَطُوُّعٍ ؟ فيُكْمِلُ بِها ما انْتقَصَ من الفريضةِ ، ثمَّ يكونُ سائِرُ عمَلِهِ على ذلِكَ). [٢]
تُعَدّ الصلاة عمود الدين، وفرضت في ليلة الإسراء والمعراج، وقد خُفِّفت من خمسين صلاة إلى خمس، لكن أجرها بقي كأجر خمسين صلاة. إن قبول الصلاة يُشير إلى قبول باقي الأعمال، بينما رفضها يُحجب باقي الحسنات. وقد حثّ الصحابة على الحرص الشديد على الصلاة، فقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله وهو على فراش الموت: “لا حَظَّ فِي الإِسلاَمِ لِمَن تَرَكَ الصَّلاَةَ”.[٥]
فضل الصلاة لا يقتصر على كونها فرضاً، بل تمتد بركاتها لتشمل الرحمة الإلهية التي تغشى المصلي، وفضل ذكر الله تعالى المتمثل في قراءة القرآن الكريم، والذي يشتمل على التوحيد والحمد والتسبيح، مما يزيد من قرب العبد من ربه. وإنّ صلاة النافلة تُعوّض ما فات من صلاة الفرض.
النعم الإلهية وسؤال الله عنها
يُسأل العبد يوم القيامة عن النعم التي منّ الله بها عليه، كما جاء في قول النبي ﷺ:(إنَّ أوَّلَ ما يُسأَلُ عنه يومَ القيامةِ -يعني العَبدَ- من النَّعيمِ أن يُقالَ له: ألم نُصِحَّ لك جِسْمَك ونَروِيَك من الماءِ الباردِ). [٦]
يشمل هذا السؤال جميع أنواع النعم، من ضروريات الحياة كالماء والطعام والصحة، إلى الكماليات الأخرى. كثير من الناس لا يُدرك قيمة النعم البسيطة، ويرى أن النعيم مقتصر على الكُماليات المادية، وهذا خطأ فادح. فمن رزقه مسكن وأهل و قوت يومه فهو من الأغنياء. وقد أشار النبي ﷺ إلى أهمية نعمتي الصحة والفراغ، اللتين يُقصر الناس في شكرهما غالباً. [٨]
حقوق العباد وأولوية القضاء فيها
يُعَدّ القضاء في الدماء أول ما يُحاسب عليه العبد فيما يتعلق بحقوق الناس، كما جاء في حديث النبي ﷺ: (أوَّلُ ما يُقْضَى بيْنَ النَّاسِ يَومَ القِيامَةِ في الدِّماءِ). [٩]
لا يتعارض هذا مع حديث السؤال عن الصلاة؛ فالسؤال عن الصلاة يتعلق بحق الله تعالى، بينما السؤال عن الدماء يتعلق بحقوق العباد. الصلاة من المأمورات، والدماء من المنهيات. يُظهر هذا الحديث عظم حرمة الدماء في الإسلام، وجسامة جريمة الاعتداء عليها. وقد شدد الله تعالى على حرمة النفس البشرية بقوله تعالى: (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا). [١٣]
وتُؤكد الشريعة الإسلامية على أهمية حفظ الضروريات الخمس: الدين، النفس، العرض، المال، والنسل. وتشمل حرمة الدماء المسلمين وغيرهم من أهل الذمة والمعاهدين. [١٤]
حساب الأعمال ولقاء الله
يُعَدّ يوم الحساب من أهم الأيام في حياة الإنسان، حيث يقف بين يدي الله تعالى ليُحاسب على أعماله. يقول النبي ﷺ: (ما مِنكُم مِن أحَدٍ إلَّا سَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ، ليسَ بيْنَهُ وبيْنَهُ تُرْجُمانٌ، فَيَنْظُرُ أيْمَنَ منه فلا يَرَى إلَّا ما قَدَّمَ، ويَنْظُرُ أشْأَمَ منه فلا يَرَى إلَّا ما قَدَّمَ، ويَنْظُرُ بيْنَ يَدَيْهِ فلا يَرَى إلَّا النَّارَ تِلْقاءَ وجْهِهِ، فاتَّقُوا النَّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ). [١٥]
يدخل البعض الجنة بغير حساب ولا عذاب، وهم الذين يتوكلون على الله ولا يتشاءمون. يُقرأ كل إنسان كتاب عمله، ويعلم ما سجّل فيه من أعمال، كبيرة كانت أم صغيرة، وأنّه لم يُظلم مثقال ذرّة. [١٦]