ماهية السمعيات في الإسلام
تُعرّف السمعيات لغوياً بما يُسمع ويُدرك بالحواس، أما اصطلاحاً في علم الكلام فهي جميع الحقائق الدينية التي ثبتت بنصوص شرعية قطعية، كالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. وهذه الحقائق لا يمكن الوصول إليها بالعقل وحده، بل يجب الأخذ بها إيماناً وتسليماً بصحة النصوص التي وردت بها.
سميت “سمعيات” لأن مصدر معرفتها هو السمع، أي الوحي الإلهي الذي نزل على النبي محمد ﷺ، وهو الأساس في إثباتها. وتُعرف أيضاً بالغيبيات، لأنها أمور غيبية لا يمكن إدراكها بالحواس أو العقل بمفرده.
العلاقة بين السمعيات والعقل
بينما لا يُمكن للعقل بمفرده أن يُثبت السمعيات، إلا أنه لا ينبغي أن يكون هناك تناقض بينهما. فشرط قبول النصوص الشرعية هو خلوها من أي تناقض مع العقل السليم. إذا وجد تناقض واضح، فإن ذلك يُشكك في صحة النص نفسه، ويجب التأكد من صحته وسلامته من أي شوائب.
يجب الأخذ بنصوص الوحي حتى لو لم يُدرك العقل حقيقتها تماماً. فالعقل أداة مُهمة، ولكنه ليس مصدر الحقيقة المطلقة في المسائل الدينية. فالإيمان بالسمعيات يُعتبر فرضاً عيناً على كل مسلم.
أمثلة على السمعيات في العقيدة الإسلامية
تتضمن السمعيات في العقيدة الإسلامية حقائق عديدة، منها:
- صفات الله تعالى وأسماؤه الحسنى، كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية.
- أحداث يوم القيامة، كالحساب والميزان، والجنة والنار، وغيرها من الأمور الغيبية.
- قصة خلق الإنسان ونشأته، وكيفية بعثه في اليوم الآخر.
- قصص الأنبياء والرسل، والمعجزات التي أُعْطُوا إياها.
يُعد الإيمان بهذه السمعيات ركيزة أساسية في العقيدة الإسلامية، ويقوم على أساسين: التصديق والإقرار بها، وعدم الخوض في تفاصيلها بما يتجاوز النصوص الشرعية.
المراجع
- ناصر العقل، شرح التدمرية، صفحة 12. بتصرّف.
- محمد يسري إبراهيم، طريق الهداية مبادئ ومقدمات علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة، صفحة 130. بتصرّف.
- حسن أيوب، تبسيط العقائد الإسلامية، صفحة 178. بتصرّف.
- مازن بن محمد بن عيسى، الإيمان باليوم الآخر وأثره على الفرد والمجتمع، صفحة 59. بتصرّف.
- البوطي، كبرى اليقينيات الكونية، صفحة 302. بتصرّف.