ما الذي يجعل اليونان مميزة؟
الثقافة القديمة والكلاسيكية في اليونان
أثرت الثقافة اليونانية القديمة على العديد من الحضارات والثقافات الأخرى، بما في ذلك الإمبراطورية الرومانية. قدمت مساهمات مهمة في مجالات متعددة، منها الفلسفة، الرياضيات، علم الفلك، والطب، بالإضافة إلى الأدب والفنون المسرحية. ولعبت دوراً بارزاً في التأثير على الدراما في العصر الحديث.
عُرف اليونانيون أيضاً بفنونهم ونحتها المعماريّ ذي الطابع المتطوّر. [١] تطوّر العديد من الفلاسفة مثل إقليدس وأرخميدس في تطوير وتقّدّم العلوم والثقافة اليونانيّة، والاستقصاء والاستفسار الفلسفيّ. وساهموا في علم الرياضيات، حيث كان لكل من سقراط وأفلاطون وأرسطو أثر على المجتمع الغربيّ لمدة تتجاوز 2000 عام.
من ناحية أُخرى، جُسِدت المشاعر الإنسانيّة والجمال بشكل واقعي عن طريق استخدام الفنون والمنحوتات اليونانيّة والعمارة، مثل البارثينون ورامي القرص (Discobolos). مازالت هذه الأعمال الفنيّة قائمة حتى الوقت الحاضر وامتازت بِسمة الخلود. [٢]
جمال الطبيعة الجغرافية لليونان
تتميز اليونان بطبيعة جغرافيّة فريدة عن دول أوروبا. فهي دولة جبلية في الغالب، حيث تقع أراضيها على تلال وجبال وعرة. بالإضافة لخط ساحلي يبلغ طوله 13676 كم، يضم عدداً كبيراً من الجزر. [٣]
ساهمت هذه الخصائص الجغرافيّة المُميّزة بجعل اليونان بلداً مميزاً. إلى جانب ذلك، تتمتّع اليونان بطبيعة ذات تنوّع يزخر بالعديد من أنواع النباتات والحيوانات النادرة، والتي تعد اليونان موطناً أصلياً لها. توجد هذه الكائنات في الغابات، البحيرات، الأنهار، الأوديّة، والكهوف المنتشرة في اليونان. [٤]
الشخصيات التاريخية التي شَكّلت اليونان
تُشتهر اليونان بمجموعة من الشخصيّات التاريخيّة التي وضعت بصمة خاصة في كل مجال من المجالات، سواء الأدبي أو السياسيّ أو الفلسفي وغيرها. إليك بعضاً من أشهرها:
- الإسكندر الأكبر: يُعدّ الإسكندر الأكبر من أهم الشخصيات التاريخيّة اليونانيّة. تم تنصيبه ملكاً وهو بعمر العشرين سنة. ولد في بيلا اليونانيّة في عام 356 قبل الميلاد. عُرِف بمغامراته، واستطاع الغزو على الإمبراطورية الفارسيّة. ساهم بتوسيع حدود مملكته حتى الهند. توفي قبل بلوغه 33 عامًا. بعد وفاته، خُلّد كأسطورة تاريخيّة.
- هوميروس: يُعرف هوميروس على أنّه أشهر شاعر في العصور اليونانيّة، تحديداً في القرن الثامن قبل الميلاد. أُشتهر بتأليفه للملحمتين “الإلياذة” و”الأوديسة”. يُشار إلى أنّ معنى اسم هوميروس “الرجل الأعمى” أو “الرهينة”. لم يتم تحديد مسقط رأس هذا الشاعر بدقة، إلا أنّه مات في جزيرة إيوس. تمَّ تدوين رواياته بعد وفاته من قبل العلماء.
- سقراط: يُعدّ سقراط فيلسوفاً ومؤسساً للفلسفة الغربيّة. تدور فلسفته حول الأخلاق، والفضيلة، والحقيقة. عُرِف عن حياته وأيدولوجيّته، وأفكاره، ومعتقداته في أعمال طُلاّبه أفلاطون وكسينوفون. بالإضافة لذكره في العديد من أعمال لأريستوفانيس، توفي في السجن بعد تجرّعه للسم.
- أفلاطون: اشتهر أفلاطون بأنه فيلسوف ميتافيزيقي، وواحد من أهم الفلاسفة في أثينا. كان طالباً لسقراط، ومعلماً لأرسطو. عُرف بغموضه، ونظرياته المبتكرة. كان يرى ضرورة حكم الفلاسفة؛ نظراً لأنهم أصحاب الحقيقة والمعرفة. اعتقد بوجود عالمين متوازيين، هما العالم الحقيقي وانعكاس للعالم الحقيقي، وهو العالم الذي نعيش فيه.
- أرسطو: أُطلق على أرسطو “فيلسوف العقل”. كان طالباً لكل من سقراط وأفلاطون، واحتل المرتبة الثالثة في لائحة أشهر فلاسفة اليونان القُدامى. ارتاد أكاديمية أفلاطون، وهي أول جامعة في العالم. علّم ابن فيليب المقدوني، وهو الإسكندر الأكبر. أسس الليَقَيْون أو ليسيوم، وهي مدرسة الفلسفة والعلوم الأخرى. وكان لمفاهيمه الفلسفيّة أثر كبير على الثقافة الغربيّة.
- بريكليس: اشتهر بريكليس بأنه سياسيّ، وجنرال، وخطيب. قاد أثينا نحو المجد والعظمة. تم بناء الأكروبوليس في عهده، وتم تطويرها. وُلِد في عام 495 قبل الميلاد، واستمرت زعامته لمدة 40 عامًا.
- ليونيداس: يُعدّ ليونيداس الملك إسبرطة الأسطوريّ. عُرِف بتضحيته بالنفس، وخاصة عندما مات هو وجنوده الذين بلغ عددهم 300 لحماية اليونان من الغزو الفارسيّ. بني له تمثال في موقع ثيرموبيلاي أو ترموبيل تكريماً له على هذا الحدث والموقف. وتم تكريمه كإله حتى قدوم العصور الرومانيّة.
المعالم السياحية التي لا يمكن تفويتها في اليونان
تُشتهر اليونان بجمالها الساحر، بالإضافة لمواقعها الأثرية القديمة، مما جعل منها إحدى أبرز الوجهات السياحيّة الرئيسية في أوروبا. إليك بعض أشهر الأماكن والمعالم السياحيّة التي يمكن زيارتها في اليونان:
- أثينا اليونانية: تحتوي أثينا على هضبة الأكروبوليس الشهيرة، والتي تُعد رمزًا شهيراً لأثينا واليونان. هي عبارةٌ عن تلة صخرية مرتفعة تقع في قلب مدينة أثينا الحديثة. تحتوي أيضاً على ثلاثة معابد قديمة تعود للقرن الخامس الميلادي. أشهرها؛ معبد البارثينون المكوّن من 58 عمودًا لدعم سقف المعبد، إلى جانب تزيينه من الداخل بزخارف ومنحوتات مزخرفة. [٦]
- متحف أكروبوليس اليوناني: يُعدّ متحف الأكروبوليس من أشهر الوجهات السياحيّة الموجودة في مدينة أثينا. صُمّم من قبل المهندس المعماريّ السويسري برنارد تشومي. يتألّف تصميمه من هيكل زجاجيّ وحديديّ مفتوح على الخارج؛ ليتم عرض الاكتشافات والاختراعات القديمة من الأكروبوليس. كما يحتوي المتحف أيضاً على مطعم ومقهى يطل على هضبة الأكروبوليس. [٦]
- جزيرة سانتوريني اليونانية: تُعدّ جزيرة سانتوريني واحدة من أكثر الجزر اليونانية جاذبيّة. تبدو وكأنها مُعلّقة فوق الفوهة البركانيّة كالديرا لتُطل على البحر. تنتشر في أرجائها المباني البيضاء ذات الشكل الخارجي الأشبه بالمكعّب النموذجي. تم تحويل العديد منها إلى فنادق. تُعتبر جزيرة السانتوريني وجهة سياحيّة مميّزة لإقامة العديد من الأنشطة فيها. تحتوي على مطار يخدم العبّارات والقطارات المتّجهة من ميناء بيريوس الموجود في مدينة أثينا. [٦]
- جزيرة ميكونوس اليونانية: تشتهر جزيرة ميكونوس الشهيرة بفنادقها، ومطاعمها، واحتوائها على كنيسة بارابورتياني البيضاء، بالإضافة للشواطئ الرملية على طول خط الساحل الجنوبيّ للجزيرة. تمتلك مطار خاص بها، ويتم التنقّل منها إلى ميناء كل من أثينا، وبيرايوس، ورافينا عن طريق العبّارات. [٦]
- مدينة دلفي اليونانيّة: انضمت مدينة دلفي إلى المُظمة التابعة للتراث العالميّ لليونسكو في اليونان. بنيت على منحدرات جبل بارناسوس. بالإضافة لكونها من الأماكن المقدّسة في اليونان، كانت مقصداً لطلب المشورة والشفاء من الإله أوراكل الأسطوريّ. تحتوي على متحف دلفي الأثري، وعدّة أطلال، ومسرح، وملعب يعودان للقرن الثامن والثاني قبل الميلاد. تقع دلفي على مسافة 180كم شمال غرب أثينا. [٦]
- جزيرة كورفو اليونانيّة: تُصنف جزيرة كورفو على أنها واحدة من أجمل الوجهات السياحيّة في اليونان الواقعة في البحر الأيوني على الواجهة الأماميّة للساحل الغربي تحديداً. تُعدّ كورفو تاون عاصمة لها. تمتاز بصخورها الوعرة من الجهة الشماليّة، وتلالها الخضراء الممتدّة جنوباً. كما أنّها تحتوي على مواقع تراثيّة مهمة لليونسكو. تمتاز بهندستها المعماريّة الإيطاليّة الفذّة. تمّ حُكمها من قبل الفينيسيين لمدةٍ طويلة. تحتوي على قلعتين أثريّتين تعودان للقرن السادس عشر، وبالإضافة لعدّة مقاهي قديمة. تنتشر فيها الشوارع المُخصصة للمشي فقط. [٦]
- مدينة أديرة ميتيورا اليونانيّة: تُعدّ أديرة ميتيورا الواقعة في سهل ثيساليا من أكثر الأشياء الغريبة الموجودة في دولة اليونان. تُعتبر من التراث العالمي لليونسكو، وتعود إلى عدة قرون مضت. تتألف من ستة أديرة مفتوحة للجمهور. لا بدّ من تسلّق عدة أدراج حجرية منحوته في الصخر للوصول لكل دير. تُزيّن الأديرة من الداخل بشموع، ورموز دينيّة، وبخور، بالإضافة للوحات الجداريّة البيزنطيّة. [٦]
المنتجات اليونانية ذات الشهرة العالمية
تُشتهر اليونان بتنوّع أطباقها ومُنتجاتها الفريدة، التي تميزها في الاتحاد الأوروبيّ. إليك بعض أبرز المنتجات التقليديّة في اليونان:
- زيت الزيتون اليوناني: يُعتبر زيت الزيتون كنز المطبخ اليوناني. يضفي على الأطباق نكهةً وقيمة غذائيّة كبيرة. تعتبر اليونان ثالث أكبر مركز لإنتاج زيت الزيتون البكرفي العالم. يحصل زيت الزيتون اليونانيّ على عدّة شهادات وتصنيفات عالميّة من حيث جودتها.
- الأسماك والمنتجات البحرية الطازجة: تتميز طبيعة اليونان الغنيّة بالجداول والأنهار الغنيّة بالمُغذّيات، والتي تتدفّق من الجبال وصولاً للبحر الأيوني وبحر إيجة على تشكيل أصناف وعوائل مثاليّة من الأسماك والحيوانات البحريّة. تعتبر الأسماك الطازجة اليونانيّة من أبرز المأكولات التي يُنصح بتجربتها في اليونان.
- اللحم اليوناني: يتميّز اللحم اليوناني بجودته العالية، وخاصّة لحم الضأن الرضيع نظراً لما يتناوله القطيع من العشب المطري.
- الجُبن اليوناني: يستخدم حليب الأغنام الغني ذو جودة عاليّة في صنع الأجبان والزبادي. يتميّز الزبادي اليوناني بقوامه الحريري السلس. أما بما يتعلّق بالأجبان، فتحتل اليونان مكانةً خاصّة وفريدة، وخاصّة مع تنوّع أصنافها مثل، جبنة Mykonos الكريمي، جبنة أنيفاتو (anevato) الطازج، جبنة أراهوفا (Arahova) سهل الدهن، جبنة ميتسوفون (metsovone) المدخّن، جبنة (San Mihali) الشبيه بالبارميزان، وجبنة فييتا feta وغيرها.
- الخُبز اليوناني: يشهر الخبز الوناني بكونه طازجاً، ومخبوزاً في فرن الحطب. يتم صنعه من القمح الصحّي. يُعدّ جزءاً رئيسياً في جميع الوجبات.
- المعلّبات والإضافات الغذائيّة: تُشتهر اليونان بتصنيعها عدة أصناف من المعلّبات والإضافات الغذائيّة التي تساهم بإضفاء النكهات وتحضير أشهى الأطباق الحلوة والمالحة. أهمّها؛ العسل شاحب اللون المصنوع من شجر التنوب، والمُكسّرات، والزعفران البنفسجي المُنتج في كوزاني، والمخبوزات، والعلكة، والصلصات الشهيّة.
- الخضراوات والفواكه: تنتج اليونان أصنافاً متنوّعة من الخضار والفواكه الطازجة. أبرزها التفاح الأخضر، والكرز الأسود، والخوخ، والباذنجان، والتين، والبرتقال الخاص للعصير، والكيوي، والطماطم. بالإضافة لوجود عدد من بساتين الفواكه العضويّة.
أطباق شهية: المأكولات المشهورة في اليونان
يرتبط اسم المأكولات اليونانيّة عادةً بالجودة والطعم اللذيذ في كافة أنحاء العالم. تُعتبر مثالاً للنظام الغذائيّ الصحي. تجدر الإشارة إلى أنّ الجلوس على الطاولة والاستمتاع بالطعام، وتبادل أطراف الحديث من العادات والتقاليد المقدّسة لدى اليونانين والتي بدورها تدل على ثقافتهم. [٨]
إليك بعض أشهر المأكولات اليونانيّة: [٩]
- المسقعة: هي عبارة عن طاجن مخبوز بالفرن يتكوّن من عدّة طبقات من الباذنجان، و اللحم المتبل تعلوه طبقة من البشاميل الكريمي.
- البقلاوة: من الحلويات اليونانيّة الكلاسيكيّة، والتي تتكوّن من عجينة فيلو كرقائق مقرمشة، محشوّة بحشوة من الجوز المتبل بالقرفة، ومغطاة بشراب حلو المذاق.
- معكرونة بالبشاميل: طبق يوناني أساسي مكوّن من المعكرونة، واللحم المفروم، وصلصة البشاميل الكريميّة. يتم ترتيبها في مقلاة، ثمّ خبزها حتى تأخذ لوناً ذهبياً.
- فطيرة الكاسترد: هي فطيرة مصنوعة من عجينة الفيلو المحشوّة بالكاسترد، والمنقوعة بشراب مصنوع خصيصاً من عصير الليمون والبرتقال.
- محشي ورق عنب أو الدولما: عبارة عن أوراق العنب المحشوّة بالأرز والصنوبر، وتتبيلة من الأعشاب. على الرغم من أن تحضيرها يستغرق وقتاً، إلا أنها من الأطعمة الشهيّة للغاية. يمكن تقديمها باردة أو دافئة.
- بسكويت العسل والجوز: هو بسكويت هش مكوّن من الجوز، ومغطى بشراب العسل والقرفة، ويتم تزينه بالكثير من الجوز المفروم.
- كرات اللحم اليونانية: هي عبارة عن كرات مقليّة من اللحم المفروم حسب الوصفة التقليديّة أو المخبوزة حتى تكون صحيّة بشكل أكبر.