تمهيد حول فريضة الصيام
الحمد لله الذي اختص شهر رمضان بفضائل عظيمة، وجعل صيامه ركناً من أركان الإسلام، وجعل فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. والصلاة والسلام على سيدنا محمد، خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
دعوة للتمسك بالتقوى
أيها المسلمون، اتقوا الله حق التقوى، وأطيعوه في السر والعلن، وتجنبوا معاصيه، فإن تقوى الله هي سبيل الفلاح والنجاة في الدنيا والآخرة. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَـكِنَّ عَذَابَ اللَّـهِ شَدِيدٌ﴾ [الحج: 1-2].
بيان مفطرات الصيام
إن الله تعالى قد فرض علينا صيام شهر رمضان، والصيام هو الامتناع عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. قال تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾ [البقرة: 187]. وفيما يلي بيان لأهم الأمور التي تبطل الصيام:
- الأكل والشرب عمداً: فمن أكل أو شرب متعمداً في نهار رمضان فقد أفطر وعليه القضاء. أما إذا أكل أو شرب ناسياً، فلا شيء عليه وصومه صحيح، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ﴿مَن أكَلَ ناسِيًا وهو صائِمٌ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ؛ فإنَّما أطْعَمَهُ اللَّهُ وسَقاهُ﴾ [البخاري].
- وصول شيء إلى الجوف: ويشمل ذلك الأدوية والحقن المغذية التي تصل إلى الدم مباشرة.
- القيء عمداً: فمن استقاء عمداً فقد أفطر، أما إذا غلبه القيء فلا شيء عليه، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ﴿مَنْ ذرعَه القيءُ فليسَ عليهِ قضاءٌ، ومَنْ استقاءَ عمدًا فليقضِ﴾ [الترمذي].
- الحيض والنفاس: فإذا حاضت المرأة أو نفست في نهار رمضان بطل صومها وعليها القضاء.
- الجماع: فمن جامع زوجته في نهار رمضان متعمداً فقد أفطر ووجبت عليه الكفارة والقضاء.
- إدخال شيء إلى الجوف عن طريق الأنف: كالسعوط، لأنه يعتبر من الإيصال المتعمد للطعام إلى الجوف.
- إنزال المني عمداً: سواء بالمباشرة أو الاستمناء.
مسائل فقهية متعلقة بالصيام
هناك بعض المسائل التي اختلف فيها العلماء من حيث تأثيرها على الصيام، ومنها الحجامة. والأفضل للصائم أن يتجنب كل ما يشكك في صحة صومه ويؤجل ذلك إلى الليل أو بعد الإفطار.
شهر رمضان فرصة عظيمة للتقرب إلى الله تعالى، فينبغي على المسلم أن يحرص على الإكثار من الطاعات والعبادات، وتجنب المعاصي والمنكرات.
ابتهال ودعاء
اللهم تقبل صيامنا وقيامنا، واغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة والنجاة من النار يا عزيز يا غفار.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم دبر لنا أمورنا ويسر لنا كل عسير.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
المصادر
- اختيار وكالة شئون المطبوعات والنشر بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد (1423)،خطب مختارة(الطبعة 3)، السعودية:وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 183.
- سورة الحج، آية:1-2
- سورة البقرة، آية:187
- صالح الفوزان،”مفسدات الصيام”،الموقع الرسمي لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان.
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:6669 ، صحيح.
- رواه الألباني ، في صحيح الترمذي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:720 ، صحيح.
- محفوظ بن ضيف الله شيحاني،”مبطلات الصوم ومفسداته”،الألوكة.
- خالد الشايع،”(خطبة) مفسدات الصيام”،ملتقى الخطباء.
- “خطب مختارة – [112الصيام أحكام وآداب “]،طريق الإسلام.