جدول المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
أرض قوم عاد: موقعهم الجغرافي | الفقرة الأولى |
النبي هود: رسالته ودعوته | الفقرة الثانية |
عذاب قوم عاد: قصة دمارهم | الفقرة الثالثة |
الاستنتاجات والمراجع | الفقرة الرابعة |
أرض قوم عاد: موقعهم الجغرافي
استقرّ قوم عاد في منطقة الأحقاف في شبه الجزيرة العربية، تحديداً في جنوبها.[1] وتقع هذه المنطقة بين جنوب المملكة العربية السعودية وحضرموت في اليمن. تشير الحفريات الأثرية إلى وجود حضارة متقدمة هناك، تتميز بقصور شاهقة منحوتة في الجبال.[2] يقول الله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾.[3] يُشار إليهم بعاد الأولى، وقد كانوا من العرب العاربة، وعبدوا ثلاثة أصنام: صداء، وصمود، والهباء، حسب ما ذكره العديد من المؤرخين.[4]
النبي هود: رسالته ودعوته
يذكر القرآن الكريم أن الله تعالى بعث نبيه هود –عليه السلام– إلى قوم عاد. وكان هود –عليه السلام– من نسل سام بن نوح –عليه السلام–.[5] يقول الله تعالى: ﴿وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۖ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ﴾.[6] كُلِّف هود –عليه السلام– بدعوتهم إلى عبادة الله وحده، ونهيهم عن عبادة الأصنام.[7] وقد ذكرهم هود –عليه السلام– بنعم الله عليهم، قائلاً كما ورد في القرآن الكريم: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ۖ فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.[8]
عذاب قوم عاد: قصة دمارهم
كذّب قوم عاد نبيهم هود –عليه السلام–، فقالوا كما في القرآن: ﴿قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾.[9] وتمادوا في طغيانهم وعصيانهم، واتهموه بالجنون والكذب.[10] يقول الله تعالى: ﴿قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنَّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾.[11] فأرسل الله عليهم ريحاً عقيماً هلكتهم، كما جاء في القرآن: ﴿وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ * مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ﴾.[12] استمرت هذه العاصفة سبع ليال وثمانية أيام متواصلة، كما ورد في القرآن: ﴿وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَىٰ لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ﴾.[13] وصفه رسول الله ﷺ بالدبور، فقال: ﴿نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ﴾.[14] الصبا هي الريح التي أنزلها الله على الأحزاب، والدبور هي الريح العاتية التي هلكت قوم عاد، وهي ريح شديدة البرودة ومحرقة.[15] وتفصل آيات سورة الأحقاف العذاب الذي حلّ بهم، قائلة: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَىٰ إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ﴾.[16]
الاستنتاجات والمراجع
[1] سامي المغلوث، أطلس تاريخ الأنبياء والرسل، الطبعة 6، الرياض: مكتبة العبيكان، 2005، صفحة 57.[2] أحمد حطيبة، تفسير الشيخ أحمد حطيبة، صفحة 3.
[3] سورة الأحقاف، آية 24.
[4] زكريا سعيد سحويل، قصة هود وصالح عليهما السلام، صفحة 22.
[5] إسماعيل بن كثير، البداية والنهاية، الطبعة 1، بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1988، صفحة 137، جزء 1.
[6] سورة هود، آية 50.
[7] جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، الطبعة 4، بيروت: دار الساقي، 2001، صفحة 310، جزء 1.
[8] سورة الأعراف، آية 69.
[9] سورة الأعراف، آية 70.
[10] أحمد العسيري، موجز التاريخ الإسلامي منذ عهد آدم عليه السلام، الطبعة 1، الرياض: فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية، 1996، صفحة 38.
[11] سورة الأعراف، آية 66.
[12] سورة الذاريات، آيتا 41-42.
[13] سورة الحاقة، آيات 6-8.
[14] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس.
[15] مصطفى العدوي، سلسلة التفسير لمصطفى العدوي، صفحة 10.
[16] سورة الأحقاف، آيتا 24-25.