ليلة القدر: فضلها، توقيتها، وعلاماتها

استكشاف ليلة القدر، أفضل ليلة في السنة، توقيتها، علاماتها، وفضائلها العظيمة، وفقاً للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

جدول المحتويات

الموضوعالرابط
فضل ليلة القدرالفقرة الأولى
توقيت ليلة القدرالفقرة الثانية
علامات ليلة القدرالفقرة الثالثة
مناقب ليلة القدرالفقرة الرابعة

عظمة ليلة القدر

أولى الله -عز وجل- ليلة القدر منزلةً ساميةً، وفضلًا عظيمًا، كما جاء في كتابه الكريم: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)[١]. يُفهم من هذا النصّ أن فضل هذه الليلة يفوق فضل ألف شهر، أي ما يقارب 83 عامًا. وليس المقصود هنا مقارنةً عدديةً دقيقة، بل إبراز عظمة هذه الليلة المباركة وفضلها اللامتناهي الذي لا يُحصى بعدد.

متى تقع ليلة القدر؟

تُشير الأحاديث النبوية إلى أن ليلة القدر تقع في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وتحديداً في الليالي الوترية. وقد اتفق جمهور الفقهاء على هذا الرأي، منهم المالكية، والشافعية، والحنابلة، بالإضافة إلى علماء كبار مثل ابن تيمية، وابن باز، وابن عثيمين. روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قول النبي صلى الله عليه وسلم: (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ)[٨]. يُشار إلى أن المذهب الحنفي يرى إمكانية وقوعها في أي ليلة من رمضان.

وقد سألت السيدة عائشة النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء في ليلة القدر، فأرشدها قائلاً: (قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي)[١٠]. وهذا يدل على أهمية الدعاء والتضرع إلى الله في هذه الليلة المباركة.

علامات قد تشير إلى ليلة القدر

ذكرت بعض الروايات بعض العلامات التي قد تُشير إلى ليلة القدر، منها أن الشمس تشرق في صباحها دون شعاع، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ، لا شُعَاعَ لَهَا)[١٢]. ومنها صفاء السماء، وجمال القمر، وعدم ظهور النجوم بشكل واضح. كما ورد في بعض الروايات أن جوّها معتدل، ليس باردًا ولا حارًا. يجب التأكيد على أن هذه العلامات ليست قطعية، والاجتهاد في العبادة والطاعة هو الأهمّ، بغض النظر عن رؤية هذه العلامات أم لا.

فضل ليلة القدر وعظيم مناقبها

تتميّز ليلة القدر بفضل عظيم ومناقب جليلة، فهي ليلة نزول القرآن الكريم من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)[١٩]. وهذا القرآن الكريم هو الهداية والنور للبشرية، وقد اقترنت بركة هذه الليلة ببركة القرآن الكريم (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ)[٢١].

وفي ليلة القدر يُقَدَّر فيها كل أمر حكيم، وتكتب فيها الأرزاق والأعمار والأقدار، كل ذلك بحكمة الله وعلمه. ويحصل العباد في هذه الليلة أجراً عظيماً، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)[٢٥]. كما قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ هذا الشَّهرَ قَد حضرَكُم وفيهِ ليلةٌ خيرٌ مِن ألفِ شَهْرٍ من حُرِمَها فقد حُرِمَ الخيرَ كُلَّهُ ولا يُحرَمُ خيرَها إلَّا محرومٌ)[٢٦].

وصف الله ليلة القدر بأنها ليلة سلام (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)[٢٩]. وتنزل فيها الملائكة بالخير والبركة والرحمة، وتُؤمِّن على أدعية العباد، وتحيي الملائكة أهل المساجد، وتسلّم عليهم وتدعو لهم. إنّها ليلةٌ عظيمةٌ، مليئةٌ بالسلام والخير والبركة.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

دليل ألوان مطبخك المثالي

المقال التالي

كنوز الحكمة: مائة جوهرة من الحكم

مقالات مشابهة