نبذة عن تاريخ قلعة حلب القديم
تشير الاكتشافات الأثرية التي تم العثور عليها في منطقة قلعة حلب إلى أن تاريخها يعود إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، أي إلى العصر الحيثي. وقد تم اكتشاف عدد من المعابد القديمة في الموقع، بما في ذلك معبد الإله حدد الآرامي ومعبد الإله تيشوب. بفضل موقعها المرتفع، استخدمت القلعة كحصن خلال العصرين الهلنستي والروماني للحماية من الهجمات والغزوات الخارجية. لاحقاً، خضعت المنطقة لحكم الدولة البيزنطية، التي حولت مباني المعابد القديمة إلى قلعة محصنة. ظلت القلعة تحت سيطرة البيزنطيين حتى حررها العرب والمسلمون، ثم توالت السيطرة العربية على القلعة، حيث حكمها الحمدانيون وقاموا بترميمها والاعتناء بمبانيها. بعد ذلك، حكمها المرداسيون، ثم آل سنقر، والملك رضوان بن تتش، ثم الأيوبيون. أولى الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي اهتماماً خاصاً بقلعة حلب، حيث بنى الأجزاء الهامة فيها، مثل السور والمسجد والعديد من القصور، وقام بتحصينها وحفر خندق حولها.
قلعة حلب منذ نهاية القرن الثالث عشر
في عام 1260، غزا الحاكم المغولي الشهير هولاكو قلعة حلب وألحق أضراراً بالغة بأجزاء من المبنى. ظلت القلعة تحت سيطرة المغول حتى تمكنت الجيوش العربية الإسلامية من هزيمتهم في معركة عين جالوت. بعد ذلك، قام الحكام العرب بترميم قلعة حلب خلال فترة حكمهم وأصلحوا الأضرار التي تسببت بها الغزوات المتتالية. في عام 1400، تعرضت قلعة حلب لغزو آخر على يد تيمورلنك، الذي دمر مدينة حلب وقلعتها. بقيت القلعة على هذه الحالة حتى حررها المماليك وقاموا بترميمها وإصلاحها. في عام 1516، خلفهم السلاطين العثمانيون في حكم القلعة، واستمر الحكم العثماني حتى عام 1840. في منتصف القرن العشرين، قامت المديرية العامة للآثار السورية بأعمال ترميم وإصلاح للقلعة، وتم فتحها للزوار والسياح.
الموقع الجغرافي لقلعة حلب
تقع قلعة حلب التاريخية في مدينة حلب في الجمهورية العربية السورية. تتمركز القلعة في الجزء الأوسط من المدينة، تحديداً في منطقة مرتفعة عن باقي المدينة بحوالي عشرات الأمتار. تعتبر قلعة حلب واحدة من أهم معالم المدينة وأهم القلاع التاريخية على مستوى العالم. وقد حظيت عبر تاريخها الطويل بأهمية كبيرة من الناحيتين الاستراتيجية والعسكرية.
المصادر والمراجع
- د.غزوان مصطفى ياغي،المعالم الأثرية للحضارة الإسلامية في سورية، صفحة 205. بتصرّف.
- وحدة شكر الحنكاوي، شيماء فاضل الكبيسي،استراتيجيات التطوير الحضري لمدن القلاع، صفحة 7. بتصرّف.
- مدينة حلب،www.aljazeera.net، تم الاطلاع عليه بتاريخ 26-1-2019. بتصرّف.